جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
د.سلام فياض والمشروع الثقافي
في اللقاء الذي دعا اليه دولة رئيس الوزراء د.سلام فياض مساء 29حزيران 2010مع حوالي خمسين شخصا من المثقفين كتابا وفنانين وصحفيين ومبدعين، وبحضور وزيرة الثقافة الأخت سهام البرغوثي، ووزير الثقافة الأسبق يحيى يخلف ومسؤولين آخرين، اقتصر الحديث على المشروع الثقافي الفلسطيني الذي نريده في هذه المرحلة على الأقل، ومعروف عن الدكتور فياض أنه يعمل اكثر مما يقول، ويبدو أن حكومته تعمل على بلورة مشروع ثقافي ستتبنى عملية ادارته ودعمه، وأراد من هذا الاجتماع أن يستعين بآراء نخبة من المثقفين قبل اخراج المشروع الى حيز التنفيذ، لذا فقد تحدث بايجاز، وترك الحديث للحضور، وكتب الملاحظات والأفكار اللافتة التي سمعها، تحدث بجمل قصيرة وقليلة، كل واحدة منها تشكل عنوانا بحثيا، مثل: الثقافة الديموقراطية المنفتحة، أولويات الخطة الثقافية، مبادرات وخطط محددة وواضحة وقابلة للتنفيذ، وصندوق التنمية الثقافية، واستمع الى طروحات عدد من المثقفين الذين حضروا الاجتماع، كما استمع الى بعض الهموم الشخصية، كان حريصا أن يسمع أكثر من أن يتكلم.
وطرح الأديب يحيى يخلف عناوين خطط وزارة الثقافة حول المشروع الثقافي ومنها: الثقافة والتنمية، الثقافة وحقوق الانسان، البعد الثقافي في المناهج الدراسية، احياء التراث الثقافي، حماية التراث الثقافي من آثار وغيرها، البعد القومي والانساني للثقافة الفلسطينية، المكتبة الوطنية، جوائز الدولة التشجيعية، البنى التحتية للثقافة من مراكز ثقافية ومسارح ودور سينما ودور نشر وغيرها.
واستمع الى انتقادات لاذعة للترهل في مؤسسات السلطة، وعدم الاهتمام بالثقافة، ومشاكل النشر،والشللية الموجودة في المؤسسات الثقافية، وعدم تخصيص جزء كاف من ميزانية السلطة للثقافة، حيث أن نسبة المخصصات الحالية هي اثنان في الألف، وغيرها من الأمور ذات العلاقة بالهمّ الثقافي.
ومبادرة رئيس الوزراء للاجتماع بالمثقفين تكاد تكون الأولى من نوعها منذ تأسيس السلطة، مع أنه سبق وأن اجتمع مع ادارات الجامعات واتحاد الكتاب بهذا الخصوص، مما يعني أن لديه ما يقوله وما يفعله وما سيفعله، وأنه يعطي الثقافة اهتماما خاصا مما أثلج صدور المثقفين، الذين تكلموا بأريحية تامة وبوضوح تام، فانتقدوا السلبيات وطالبوا بتعزيز الايجابيات، وحتى ان رئيس الوزراء ابتسم عندما وصف أحد الحضور بعض الوزراء بالجهل الثقافي، فلم يدافع عن أي وزير،أو أي سياسة تماما مثلما لم يعترض على أي انتقاد.
وواضح تماما أن رئيس الوزراء يدرك تماما دور المثقف في التغيير المطلوب، والنهوض بالمجتمع، لذا فقد حرض المثقفين على انتقاد المظاهر السلبية في المجتمع، وتحريض السياسيين على تلمس مشاكل الشعب لبناء مؤسسات الدولة العتيدة.
وبما أن دور المثقف يسبق دور السياسي فقد كان التوجه واضحا في تعزيز هذا الدور، دون رقابة وبحرية تامة، في أجواء ديموقراطية تحفظ حرية التعددية الفكرية بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني، فهل يتنادى المثقفون الفلسطينيون الى بلورة أفكارهم وتحديد رؤاهم وخططهم الثقافية، وتقديمها لرئيس الوزراء ولوزارة الثقافة لاخراجها الى حيز التنفيذ؟ فقد ألقى رئيس الوزراء الكرة في ملعبهم، وهو على استعداد لتنفيذ المطلوب من الحكومة بهذا الخصوص، وقد كان لافتا انتباهه الشديد باقتراح أحد المثقفين المرموقين بتشكيل صندوق أو ديوان للمطالب وليس للمظالم، ونأمل أن يكون هذا اللقاء مقدمة للقاءات قادمة للوصول الى النتائج المتوخاة.
30-6-2010