القدس: 7_10_2016 من رنا القنبر: ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني “ثقافة المقاومة والادب المقاوم” بحضور عدد من المثقفين،والادباء كما تضمن اللقاء مشاركات ومداخلات حول الموضوع وتسليط الضوء على واجب المثقف،وما يقع على عاتقه في سبيل تعزيز ثقافة الحياة في المجتمع في ظل الوضع الراهن .
بدأ النقاش ابراهيم جوهر :
المقاومة في الأدب : أن تنحاز الى معنى الحرية ، وأن تعلي من شأن الذات المتحدية؛ الذات الجمعية ، في سبيل هدفك الأسمى
أن تكتب عن الجدار ، وعن الفلاح ، والتلميذ وربة المنزل .؛ مقاومة .
أن تكتب للزمن القادم وتمدّ إليه خيوط روحك المنتظرة ؛ مقاومة .
أن تكتب عن الإنسان للإنسان ، مقاومة .
أن تكتب للزيتون وعن الزيتون ؛مقاومة .
المقاومة ليست بندقية ورصاصا فقط …ولعلها لم تكن كذلك منذ التفت الشهيد المبدع (غسان كنفاني) الى هذا الأدب الجديد المحمّل بأنفاس التراب والناس والبحر والصمود والشمس والقهوة والأطفال …
الأدب على الجبهة ، وفي الجبهة . خلف الناس ، ومعهم ، وأمامهم . ليس سهلا تحديد مكانه ، ولكن مكانته محددة معلومة ؛ إنه في المقدمة ؛ يحدو ، ويشدو ، ويدعو ، ويوثق . ينقل ويعبّر ويقول ؛ إنه الروح التي لا حركة بدونها . أرأيتم الشعارات ، والأهازيج والأغاني والمسرحيات ؟؟؟ القصص والروايات والشخصيات والفكر المنقول حيّا على الألسنة لينير وعي القارئ فيعلمه ويدفعه الى الفعل المقاوم .
الكلمة المقاومة فعل لا أكثر ولا أقل .
والفعل المقاوم يبدأ بالكلمة ، ترافقه وتحدو مسيرته ، وترسم آفاقه وتقف على أحلامه : تدغدغها ، تتأملها ، تحملها بين يديها ، تداعبها وهي تحلم بأن تكبر وتنمو وتتجذّر .
القيم العليا التي تشكل المنظومة الأخلاقية للإنسان ؛ وحملها والترويج لها ، وتقديم القدوة : فعل مقاوم ؛ أدب مقاوم …كذا في المسرحية ، والأغنية والنشيد . في القصة والرواية والشريط .
وكم كان جارحا ، وفاضحا ، بقدر ما كان تحديا واثقا من روحه ومبتغاه …موقف أولئك الشبان والشابات المتجمهرين أمام بوابة بيت استولى عليه ذراع الاحتلال المسمى (حارس أملاك الغائبين ) في يافا ؛ تجمهر الفريقان المتقابلان المتعاكسان ؛ المدافعون قبالة اللصوص الساطين على المنزل بقوة القوة ، وحضور الواقع ، وراح كل من الفريقين المتقابلين ينشد ؛ هم أنشدوا أناشيدهم المحفوظة التي كتبها كتّابهم من ذوي الأيديولوجيا الصهيونية ، ولم يقابلهم ما يوازي ويردّ على الكلمة بالكلمة ، فما كان من الشبان والشابات إلا أن بدأوا بالغناء : (ادلّع يا عريس وعروستك نايلون ….!!) المهم أن نغنّي ونعلي الصّوت ، هكذا قالت “امتياز ذياب” . لم نشأ الوقوف ساكتين عاجزين عن الفعل ؛ فعل الغناء والإنشاد …
الهدف كان المقاومة . والمقاومة احتجاج ، ورفض ، وموقف . لم يخطر في البال سوى الكلمات الرائجة وقتها : ادلّع يا عريس وعروستك نايلون !! واليوم تصدح الأناشيد ذات القيم ، والإيقاع ، والمعنى ، والرسالة : نحن باقون ما بقي الزعتر والزيتون ….بتنويعاتها وأوزانها وشراراتها وقشعريرتها الخاصة ، وآثار الدم المتدافع في العروق مع الكلمة واللحن والأفق المفتوح على الجمال المشتهى .
“غسان كنفاني” ابن هذا الشعب الذي صاغ جزءا من ملحمته المقاومة بالكلمة والرّيشة والموقف . التقط شخصيات قصصه من الواقع ؛ من المخيم والقرية والغربة والمدرسة وحواري البلاد وأزقتها الضيقة ، لينقلهم الى لوحة الحياة والفعل والوعي بعد إطلاعهم /إطلاعنا على بؤس القعود مع المتخلفين عن السير في طريق الصّباح والتّغيير .
مرّ ناس “غسان” في ظروف الغربة والطّريق الموحل وخيمة الذّل الباكية ، فما العمل ؟ غسان قال ، وأشار ، ورمز ووارب الباب لندخل الى الساحة معجبين بذكاء اكتشافنا ، ومزوّدين بالثقة التي نحتاجها .
كان الهدف واضحا عنده ، وكانت الكلمة قادرة على التلوّن والتشكل لتخدمها فتقدمها بسحر فني خاص ـ لعل في كل قراءة لها اكتشافا جديدا لزاوية رؤية الكاتب ورؤياه .
كأنه يقول لنا : ثقوا بالناس . اصدقوا مع ذواتكم . توسّدوا تراب الأرض لتحسوا أنفاسها وتدفق دمها . قارنوا بين خيمة وخيمة لتجدوا الفرق بين الذل والعزة .
أو : قارنوا بين بلعين المقاومة التي قدمت سابقة انتصار الدم على السيف ، والثقة بالنصر على الجدار …وغيرها ممن لم يقاوم .
ليست المقاومة فعلا جامدا !! ولا فهما جامدا !!
إنها البسمة الساخرة الهازئة في وجه الجلاد ،
والكلمة الصادقة في وجه الحاكم الظالم في قاعة المحكمة ، وقاعة المكان . وكل مكان قاعة !!
وكل قاعة مكان !!
وكل المكان ، كان
وسيكون كما يراه المقاوم الواثق .
أما “نسب أديب حسين” فقالت في مداخلتها أنّ أدب المقاومة ظهر بمفهومه الموجود اليوم في الأدب الفلسطيني إثر مقالات للكاتبين غسان كنفاني ويوسف الخطيب، ليُصنّف كل من الشعراء (سميح القاسم ، محمود درويش، سالم جبران وتوفيق زياد) على أنّهم شعراء المقاومة.
ولا بدّ وأن نلاحظ أنّ المقاومة متعددة الأشكال وقد تغيرت أشكالها على مرّ الزمن، كما أن المراحل الزمنية تفرض نفسها، ففي الوقت الذي ظهر فيه تعريف أدب المقاومة كانت النكسة حديثة العهد وكان الشعر مباشرًا ومحرضًا. أمّا اليوم فقد اختلفت الحالة بعد مرور 68 عامًا على النكبة وخمسين عامًا على الاحتلال عام 1967، ودخول شعبنا في مسيرة نضال طويلة على أمل تحرير الأرض. اليوم وبعد أن سُلبت الأرض، وتعرض الانسان الفلسطيني لشتى أنواع الظلم والقهر، يصبح الحفاظ على فلسطين الحلم في الذاكرة نوع من المقاومة، والقدرة على الاستمرار والبقاء والحفاظ على الهوية العربية هي نوع من المقاومة كذلك. وهنا يمكننا أن نرى مثالا على المقاومة عن طريق الحلم في الأدب الفلسطيني الحديث، عند الكاتب ابراهيم نصرالله في روايته “أرواح كليمنجارو” والتي اعتبر فيها أنّ الانتصار في تحقيق الحلم، والكرامة الذاتية للإنسان الفلسطيني هو جزء من مقاومته وخروجه منتصرا على عدوه الذي يعمل على كسر أحلامه وإلغاء وجوده. إذ يقول يوسف أحد أبطال الرواية ص 352 “كانوا يسألونني دائما: أنت يوسف، ما الذي فعلته في حياتك أكثر من أنّك أصبت؟! الآن سأقول لهم: لم أكن أنا الذي أصبت نفسي، كان هنالك من أصابني، وقتل أصدقائي أيضا، أما ما فعلته أنا فقد استطعت أن أتسلق كليمنجارو، فما الجبل الذي تسلقتموه أنتم؟!”، كذلك غضب الضابط الاسرائيلي عندما رأى في بريده الالكتروني رسالة من طفلة تحدته في قدرتها على تسلق الجبل، ترسل له صورتها مبتسمة تحمل علم فلسطين على قمة الجبل وترفع يدها بشارة النصر.
هذا وأشار ابراهيم نصرالله في روايته “تحت شمس الضحى” الى أهمية الحب، وجعله عاملا من عوامل المقاومة، والذي بقوته وثباته يتحدى ويقهر المحتل.
أما عن أهمية الثقافة المقاومة، فهي لا بدّ عامل مهم من عوامل هويتنا الفلسطينية ولا بّد من العمل على تطويره ونشره، فالصراع في هذا الميدان مع الاحتلال شديد، ومن المهم أن ننتبه إليه وأن نعزز قوانا في هذا الميدان، لأنّه يمكننا بالاستعداد الجيد وتطوير أنفسنا الانتصار فيه، خاصة بمرحلة لا يتمكن فيها شعبنا بالانتصار في المقاومة المسلحة. ومن المهم كذلك صياغة رواية فلسطينية تاريخية تقوم على عدد من الثوابت التاريخية الوطنية تمثل تعددية أبناء شعبنا، لتكون رواية قوية راسخة في نفوس أبنائنا، وتشكل ردًا في مواجهة الرواية الصهيونية.
في مداخلة السيد مهند الصباح تساءل ما هو دور المثقف في ثقافة المقاومة؟
فقالت نسب: دور المثقف مهم جدا في إرشاد المجتمع وتطوير رؤيته للسير صوب السبيل الأفضل، لكنّ التساؤل الآخر كم يتوفر في مجتمعنا من مثقفين؟ وكم هو صوتهم مسموع داخل المجتمع؟ .
وتساءل “سعيد عياش” عن اذا كان لدينا حاليا أدب مقاومة، يضطلع بدوره في تعبئة واستنهاض وتصويب الوعي الجماهيري، وشحذ الهمم في مواجهة حالة الاحباط واليأس والقنوط التي أصابت قطاعات واسعة من الجماهير في ضوء ما جلبته إتفاقيات اوسلو، والنهج الاستخذائي “المفلس” الذي يقف خلفها، من نتائج كارثية على قضية شعبنا الوطنية أعادتها الى الوراء.. وذلك مقارنة مع أدب وأدباء المقاومة في مرحلة ما بعد النكبة والنكسة وما تبعهما، وتساءل ايضا في هذا السياق عن تأثير انغماس الكثيرين من الادباء والمبدعين في العمل السياسي على القيمة والرسالة الأدبية لأعمالهم ؟! واشار الى مداخلات بعض المتحدثين في الندوة مبينا انها احتوت على كمية كبيرة من تناول ” المقاومة “وليس ادبها وهذا لا يدخل في لب الموضوع الاساسي، وقال ردا على بعض المداخلات ان المشكلة لم تكن يوما في اساليب المقاومة، التي يجب ان تتوائم مع طبيعة وخصائص كل مرحلة، وانما كانت دوما في أدوات المقاومة من قوى وقيادات وبرامج لم ترق أبدا الى مستوى استعداد وطاقات الجماهير وفهم الواقع بكل ابعاده وجوانبه .. وختمت اننا بحاجة لأدب من نوع جديد يأخذ في الحسبان المتغيرات السياسية والديموغرافية دون الانحدار او الهبوط عن سقف الحقوق والثوابت الوطنية والاجماع الوطني.
وتحدث “مهند الصباح” عن اهمية دور المثقف في تعميم ثقافة المقاومة فهو دور طلائعي بإمتياز، حيث أن المتوقع منه يتخطى الحواجز وجدران العتمة والظلام في المجتمع و التى تحجب الحياة الكريمة للإنسان الطامح نحو العدل والسمو الروحي والأخلاقي، إلا أنه لا يجوز تحميل المثقف أحمالا تكبّل نشاطه وتحد من عطاءه الفكري والتوعوي، فدوره يتمثل بتوعية المجتمع بضرورة التخلص من الظلم بكافة أشكاله الاحتلالية التي تسعى لإحتلال النفس قبل كل شيء ، وتشكيل بيئة حاضنة ومجتمع حاضن للفعل المقاوم وذلك من اجل ضمان استمرارية النضال وإنتاج كادر قادر على احداث التغيير والوصول الى السمو الإنساني المنشود والعدل المجتمعي المفقود. فلا بد من تحرير الانسان قبل تحرير الأوطان أو أن تحريرهما معا يحدث بشكل متوازي وذلك يعتمد على مدى قوة المرتكزات التي يعُتمد عليها في عملية الخلاص والنشوء . خلاص من القيد والنشوء بالإنسان باني الأوطان.
تساءلت “رشا السرميطي ” عن تعريف المقاومة؟ فقالت تعريف المقاومة وربمَّا يكون بأبسط صورته: ردة فعل وعدم قبول، تجاه اعتداء أو مهاجمة سواء كانت عن حقيقة، فكرة، ملكية ما وغيرها.
ولابد للقارئ الواعي أن يفكر؛ متى نقاوم؟
باعتقادي للمقاومة في الأدب تحديدًا ركيزتان، هما: الثقة والانتماء، كي ندافع ونقاوم بالرفض وعدم التقبل، لابد لنا أن نثق بما نقاوم لأجله وننتمي إليه.
سؤال آخر هام جدًا؛ لماذا نقاوم؟ ماذا نهدف من أدب المقاومة في ظل غياب بوصلة حقيقية يمثل الأدب المقاوم دوره بها من خلال زمجرة صمت الكلمات، بينما يعم بلادنا الفساد العام والمؤسسي والمجتمعي مما يصل بالفرد لزقاق عتمة يقاوم بها اذا لأجل حلم ولأجل فكرة خاصة ضيقة.
إنَّ المقاومة اليوم من وجهة نظري هي متمثلة في معرفة الآخر! واللغة تشكل المفتاح لفك شيفرة السر عنده فيما لانعرفه، وكسر قيود الصمت لتحقيق اشتعال بكل ما برد فينا من واجب وحس تجاه الأدب واللغة والثقافة في واقع لتحرير العقل أولاً وقبول الآخر، وعدم التكاتف ضد المختلف، وفض الشلل الثقافية، في توحيد وتضافر جهود حقيقية تمارس دورها الفعال في التغيير نحو حياة انسانية تحفظ كرامة الفرد مهما كان دينه، وانتماءه، وفكره، يبقى في اختلافنا ثراء.
وكتبت رنا القنبر حول الموضوع :
أدب المقاومة أدب شمولي واسع ومتعدد الأدوات، والأساليب، فاذا كان المقاوم مثقفا وواعيا أعتقد بأنه سيقوم بدور ايجابي من عدة جوانب، فالمقاوم الحقيقي هو من يأخذ بيد تلميذ المدرسة نحو مقعده الدراسي، أيضا نحن نحتاج الطبيب، والمعلم والمثقف، والمهندس، نحتاج كل من يساهم في تعزيز ثقافة صمودنا وثباتنا، نستطيعأان نقاوم وكل حسب موقعه، بغض النظر عن نوع المقاومة، فالمقاومة متعددة الأشكال، والطرق، وتصبو جميعها في سبيل اثبات حقنا في الوجود والأرض .
وإن بحثنا عن سلاح فتاك في هذا الوضع تحديدا، سنجد أن سلاح العلم أشد فتكا وقوة في هذا الصراع في ظل التكنولوجيا الحديثة، وتطورها عند الآخر؛ فنحن جيل عايش مرحلتين، الأولى من خلال قرائتنا لأدب المقاومة، والثانية التي جاءت ما بعد أوسلو، وأعتقد أن كمية التناقض بين المرحلتين هي من شكلت عبئا على الشاب الفلسطيني الذي وقف حائرا بينهما فهل نقاتلهم بالورد ؟ كما تساءل غسان كنفاني ساخرا في احدى رواياته .
أعتقد أن جيلا سمع عن مرحلة وعايش أخرى ربما أصابه اليأس باكرا، فلم يجد بديلا يشكل تغييرا من وجهة نظره على أرض الواقع سوى الموت باختلاف الطريقة، ولكن تستحضرني مقولة الشاعر ” احمد مطر” حين قال:
نموت نموت ويحيا الوطن يحيا لمن؟ فمن بعدنا التراب والعفن. ومن هنا يأتي واجب المثقف في تعزيز ثقافة الحياة والمساهمة في نشرهها .
فهل نبقى داخل الكهف الذي تحدث عنه أفلاطون بنظريته الشهيرة، وأن نجلس مكتوفين بالضوء الشحيح؟ ونرضخ للأمر الواقع دون مقاومة وبحث وتطور؟ أم نخرج ونخلق أفكارا ايجابية تنتشلنا جميعا من ذلك الكهف المظلم؟
المثقف الفلسطيني سابقا خفض سقف توقعاته في الجيوش العربية بعدما توالت الهزائم، والتخاذل العربي لكن المثقف الآن هدم ذلك السقف كليا، فالدول العربية الآن تتآكل بفعل ما يسمى ” الربيع العربي”، فكيف استطاع ذلك الربيع الذي تحدثوا عنه أن يجعل من البلاد العربية أرضا قاحلة، ويدمر حضارة وثقافة كاملة،ويقسم المقسّم أكثر، ويشتت الشعوب من خلال سفك الدم والذبح وتقطيع الرؤوس وهدم البيوت؟ فأيّ ربيعا هذا ؟ والوطن العربي الآن هو من يحتاج جيوشا لتخليصه من الفكر التكفيري والتخلف واستعادة ما تبقى من جسد المحارب وليس نحن .
وأخيرا علينا أن ندرك أن التحرير ينبع من ايماننا بالفكرة وأهميتها، وأن نرفض كل ما يغلق أفواهنا ،والتخلص من ذلك الخوف الذي يتغلغل، وينخر في عقولنا، وأفكارنا، وأقلامنا، وأصواتنا، علينا التدرب على أن نقول لا، ونتمرد على كل شيء يعارض صمودنا، ويحول بنا دون تقدم أو تطور، وتوجيه اقلامنا نحو ثقافة الحياة والتشجيع على الابداع والعطاء وزرع الأمل في نفوسنا من جديد .
ومن ناحية أخرى علينا تقبل آراء الجميع، فالاختلاف لا يجب أن يفسد ويقتل” القضية” فالهدف السامي يبقى كذلك باختلاف الطريق أو المسلك، أو طريقة التعبير، فليس من السهل أن تقنع جيلا مخذولا على كافة الأصعدة بما تقوله عن ثقافة الحياة، وأهمية الوجود، فعلى المثقف وضع النقاط على الحروف لايصال الفكرة شاملة للجيل الشاب عن أهمية دوره ومساهمته في خدمة الوطن.
وكتبت هدى عثمان:
بدأ دب المقاومة الفلسطيني سنة 1929 خلال ثورة البراق بإعدام واستشهاد محمد جمجوم وفؤاد حجازي .
فكتب شاعر الثورة حينها قصيدة ألهبت مشاعر الشعب تحمل إسم “من سجن عكا ”
من سجن عكا طلعت جنازة
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعه عموما.
ثم تلاه سنة 1948 ظهور شعراء المقاومة حيث عبد الرحيم محمود وابراهيم, طوقان, محمود درويش سميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم .
واليوم حين يطرح السؤال هل مازال هنالك أدب مقاومة وثقافة المقاومة فأقول حسب رأيي مايلي:
حين يقتلعون الزيتون ويصادرون الأراضي ويهدمون البيوت وأنت ما زلت في بيتك صامد تصرخ سأبقى سأبقى هنا حتى آخر يوم في عمري فلن أتخلى عن وطني فأنت مقاوم فأنت ترسم لوحة إنسان مقاوم وثقافة الإصرار والتحدي .
حين ينجح طلاب من غزة في الإمتحانات الثانوية وهم تحت القصف وانقطاع التيار الكهربائي . فهم بإصرارهم ثقافة مقاومة .
حين تؤمن حقا بأرضك ولا تخونه فأنت مقاوم تعلم الأجيال الآتية معنى المقاومة .
حين تعقد ندوة اليوم السابع كل خميس في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ويصر الكاتب المقدسي إبراهيم جوهر مدير الندوة على الإستمرار والمثابرة وتناقش إصدارات الكتب الجديدة برفقة الأعضاء والأصدقاء فتلك هي مقاومتهم على أن القلم كالسيف
يحمل التحدي بثبات .
حين تغني الفنانة الفلسطينية ريم بنا أغان من التراث الفلسطيني من شعر توفيق زياد( يا جمال )
(ومشعل) التراثية على سبيل المثال لا الحصر فهي مقاومة تحمل ثقافة الحياة والتحدي .
وشارك في المداخلات والنقاش : محمد يوسف قراعين ، عمر يوسف قراعين ، خالد الغول ، ديما، ومروة دبش، ايمان عبيدات ، سوسن عابدين الحشيم، رائدة ابو صوي .