تحرير ستة وعشرين أسيرا أمضوا أكثر من عشرين عاما في الأسر صباح هذا اليوم فرحة كبيرة ستكتمل بتحرير الأسرى جميعهم، فتهانينا للأسرى المحرّرين ولذويهم، ولأبناء شعبنا كافّة، مع صلواتنا بأن يتحرّر أبناؤنا الأسرى كافة، وفي أقصى سرعة، وإذا كان جنون القوّة هو من يتحكم بسياسات حكومة الاحتلال، فإن عليهم أن يدركوا تماما بأنّه لولا تمسكّهم باستمراريّة الاحتلال، وتنكرهّهم لحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، لما كانت هناك حاجة الى معاناة الأسرى ودموع الثكالى والأيتام والأرامل، واستمرار سياسة الاستيطان وتكريس الاحتلال، لن تجلب الأمن لهم ولا لنا نحن الفلسطينيين ولا لأمن دول وشعوب المنطقة، ولا للسلم العالمي.
وما كانت اسرائيل لتتنكر للقانون الدّولي ولقرارات مجلس الأمن الدولي لولا الدعم اللامحدود –وعلى مختلف الصّعد- من قبل الادارات الأمريكية المتعاقبة، والذي يصاحبه تخاذل النظام العربي الرسمي، الذي يهادن السياسة الأمريكية التي تكيل بمكيالين في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، ومكيالها راجح تماما وبطريقة جائرة لصالح اسرائيل، حتى بات البعض على قناعة تامّة بأن اسرائيل هي التي تتحكم بالسياسة الأمريكية وليس العكس.
وما استمرار اسرائيل في احتلالها للأراضي العربية، واحتجازها لحوالي خمسة آلاف أسير فلسطيني وعربي في ظروف لا انسانية إلا تغذية للصراع، وممارسة وتحريض على العنف، وكان الأجدر بالسياسة الأمريكية أن تضغط على اسرائيل لانقاذها من سياسة قادتها القائمة على الحروب والتوسع والتنكر لحقوق الغير…واجبارها على الرضوخ للقانون الدولي ولمتطلبات السلام العادل الذي ستحفظه دول وشعوب المنطقة. أما استمرار الاحتلال والبطش فانه لن يولّد إلا المزيد من العنف والمزيد من الضحايا من كلا الجانبين.
وعلى السلطة الفلسطينية أن تواصل جهودها لتحرير الأسرى كافة، والى أن يتم ذلك عليها السعي في المحافل الدولية لاجبار اسرائيل على الاعتراف بهم كأسرى حرب، فالاحتلال هو أبشع أنواع الارهاب.
30-10-2013