يوميات الحزن الدامي
بنطال وقميص
حملته أمّه رضيعا في النكبة الأولى تاركين خلفهم بيتا جميلا وبيارة حمضيات في مجدل عسقلان، في مخيم جباليا سكنوا خيمة من وكالة الغوث، عطشوا وجاعوا، اشترى الأب قطعة أرض صغيرة في جباليا البلد وبنى بيتا صغيرا على أمل العودة الى المجدل، أنهى وليد المرحلة الثانوية ودرس الصيدلة في جامعة القاهرة، بنى بيتا وافتتح صيدلية، تزوج وأنجب أطفالا، في الحرب على قطاع غزة عام 2008 تهدّم جزء من البيت، في حرب عام 2012 تهدم جزء آخر، رمّم الخراب، في حرب تموز 2014 قصف البيت من طائرة اف 16، هدم البيت والصيدلية على رؤوس الزوجة والأبناء والأحفاد والجدّة. بقي يجوب المنطقة وحيدا لا يملك سوى البنطال والقميص اللذين يرتديهما. ترحّم على والده الذي توفي قبل عشرين عاما لأنه لم يذق حسرة فقد الأحبّة. شعر باختناق، حملت له الريح رائحة عبير برتقال المجدل فانتشى.
28-8-2014