أصدقكم القول أنّني صعقت عندما قرأت أسماء بعض القوائم الفائزة بالتزكية في انتخابات المجالس المحليّة الفلسطينية المزمع عقدها في 8 تشرين أوّل –اكتوبر القادم-، وصعقت أكثر لأنّ هذا القوائم في غالبيّتها إن لم تكن جميعها محسوبة على حركة فتح رائدة النّضال الفلسطينيّ المعاصر، والعمود الفقريّ للحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، وسبب ذلك أنّ أسماء النّساء اللواتي وردت في بعض هذه القوائم نشرت بدون اسم المرأة، واستبدل اسمها بزوجة أو شقيقة أو بنت فلان! فكيف حصل هذا؟ وبناء على ماذا؟ وإذا كان تمثيل المرأة في مجتمعنا الذّكوريّ بناء على “كوتة” حسب النّظام والدّستور، فإنّ عدم كتابة اسم المرأة جاء ترسيخا لهمجيّة ووحشيّة العقليّة الذّكوريّة، ويثير تساؤلات كبيرة حول حاضرنا ومستقبلنا ومصداقيّة الانتخابات برمّتها، ويرسّخ الثّقافة العشائريّة التي تتعارض والدولة المدنيّة التي ننشدها، فهل نحن ننتخب فلانة أو فلان بناء على أنّه ابن فلان أو حفيد فلان أو أنّه من العائلة أو العشيرة الفلانيّة، ونغيّب الكفاءات الشّخصيّة؟ وكيف سنحرّر وطنا ونبنيه بهذه العقليّة وهذه الثّقافة المتخلفة؟ فحسب الدّين اسم المرأة ليس عورة، فنحن نقرأ أسماء أمّهات وزوجات وبنات وأخوات الرّسول والخلفاء والملوك والرّؤساء، ولو كانت هذه الأسماء عورات لما وصلت إلينا.
وأنا الذي أفتخر بأصولي البدويّة كانوا يكنّونني بطفولتي بـ “أخو جملة” وجملة هي شقيقتي، وأنا ابن أمينة، وجدّتي لأمّي اسمها كافية، وجدّتي لأبي اسمها صفيّة، وأسماء أخواتي هي: مريم، جميلة، نعيمة، جملة، سارة، فاطمة، يسرى، خديجة وعفاف.
وزوجتي اسمها حليمة حسين مسلم جوهر، وابنتاي اسماهما: أمينة ولمى، وزوجة ابني اسمها مروة، وحفيدتاي اسماهما بنان ولينا.
وأنا أفخر بكلّ الأسماء التي ذكرتها، وأفخر بصلة القربى بكلّ واحدة منهنّ.
فأمّهاتنا وأخواتنا، وزوجاتنا، وبناتنا، وبنات شعبنا، بشر مثلنا، ويتفوّقن علينا بإنسانيّتهنّ، وغالبيّتهنّ يتفوّقن علينا علما وكفاءة، وكلّهنّ يتفوّقن علينا أدبا وأخلاقا ووفاء، ولا يجوز لنا التّعامل معهنّ كحريم. إنّنا نحترم خصوصيّتهنّ الأنثويّة وفي الوقت نفسه نكبر فيهنّ إنسانيّتهنّ.
29-8-2016