بداية نهنّئ الأسير محمد القيق لانتصاره في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها لمدّة 94 يوما، شارف فيها على الموت أكثر من مرّة، وهو بهذا يراكم النّصر الذي حقّقه من قبل خضر عدنان وسامر العيساوي وآخرون.
وهنا لا بدّ من التّنويه أنّ القيق موقوف إداريّ بدون تهمة، وبدون محاكمة، والاعتقال الاداريّ ورثته اسرائيل عن الانتداب البريطانيّ، وهو من أكثر القوانين في العالم التي تنتهك حقوق الانسان دون وجه حقّ.
وهناك فلسطينيّون آخرون لا يزالون يقبعون خلف القضبان كمعتقلين اداريين أيضا، دون أيّ تهمة، وهذا الاعتقال واحد من المظالم التي يلحقها المحتلون بالشّعب الفلسطينيّ، وما كان القيق لينتصر في معركته هذه لولا الحراك السّياسيّ الذي قادته السلطة الفلسطينيّة، ولولا هذا الدّعم الجماهيريّ الذي ساند مطالب القيق، خصوصا من جماهير الدّاخل الفلسطيني وقياداتها.
وبما أنّ الاحتلال الاسرائيلي يصعّد دائما في وسائل قمعه لأبناء الشّعب الفلسطيني، بما في ذلك التّصفيات الجسديّة غير المبرّرة، خصوصا تلك التي تستهدف الأطفال، والاعتقال العشوائي، وتحديدا الاعتقال الاداريّ ، فإنّ هذا يستدعي القيام بحملة دبلوماسيّة واسعة للضّغط على حكومة الاحتلال لاطلاق باقي المعتقلين الاداريين، وضرورة الغاء “قوانين الاعتقال الاداري” التي تعيدنا إلى شريعة الغاب، وتحسين ظروف المعتقلين الآخرين، والعمل على اطلاق سراحهم. وللضّغط من أجل وقف التّصفيات الجسديّة العشوائيّة والتي تهدف إلى قتل الفلسطينيّ لمجرّد كونه فلسطينيّا. تماما مثلما هو الاستمرار اللاأخلاقي في احتجاز جثامين الشّهداء الفلسطينيّين كعقاب جماعيّ لذويهم ولشعبهم.
26-2-2016