هل أبقت أمريكا واسرائيل اتّفاقات وتفاهمات مع السّلطة الفلسطينيّة حتّى تنسحب السّلطة منها؟ وهل وجدت السّلطة الفلسطينيّة منذ قيامها في العام 1994 شريكا حقيقيّا للسّلام؟ وهل كانت أمريكا في يوم ما راعيا محايدا للمفاوضات؟ وهل اعترفت أمريكا واسرائيل يوما بحقّ الشّعب الفلسطينيّ في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة؟ وهل كان رئيس وزراء اسرائيل الأسبق اسحاق رابين الذي وقّع اتّفاقات أوسلو واغتيل عام 1996 مستعدّا للإعتراف بدولة فلسطينيّة على الأراضي الفلسطينيّة التي احتلّت في حرب حزيران 1967 وتمثل 22% من مساحة فلسطين التّاريخيّة؟ وهل أخفت اسرائيل يوما أطماعها التّوسّعيّة؟ وهل هناك من يعتقد أنّ ما يسمّى “صفقة القرن الأمريكيّة” صفقة أمريكيّة حقّا؟ وهل يوجد في العالم دولة لا حدود لها غير اسرائيل؟ ولماذا؟ وهل ستتوقّف أطماع اسرائيل التّوسّعيّة عند حدود فلسطين التّاريخيّة، وهل ستكتفي بضمّ مرتفعات الجولان السّوريّة بعد فلسطين؟ وهل اعترفت أمريكا واسرائيل في يوم ما بالقانون الدّوليّ وبقرارات الشّرعيّة الدّوليّة بخصوص الصّراع الشّرق أوسطيّ؟ وهل اسرائيل كانت في يوم من الأيّام مستعدّة للسّلام مقابل الأرض؟ وبالمقابل هل يوجد في التّاريخ حكومات وأنظمة تقدّس أعداءها وتحارب شعوبها وأوطانها غير العرب؟ وهل احترم النّظام العربيّ الرّسميّ “مبادرة السّلام العربيّة” التي أطلقها وليّ العهد السّعوديّ وقتذاك عام 2002 عبدالله بن عبدالعزيز؟ وهل يوجد من يتحالفون مع أعدائهم ضدّ بعضهم البعض غير العرب؟ وهل يوجد زعيم أو قائد تنظيم أو حزب عربيّ واحد اعترف بأنّه مهزوم أو مخطئ في يوم ما؟ وهل يوجد من يسوّق الهزيمة ويعتبرها نصرا غير العرب؟ وهل قرأ العرب كتاب نتنياهو الصّادر عام 1994 وترجم إلى العربية تحت عنوان “مكان تحت الشّمس”؟ وهل من قرأوه وجدوا فيها ما يسمّى “صفقة القرن”؟ وهل انتبهوا إلى ما تضمّنه الكتاب لما بعد “صفقة القرن”؟ وهل انتبه الفلسطينيّون قيادة وشعبا أنّ أقصى ما ستعطيه اسرائيل لهم هو إدارة مدنيّة على السّكّان دون الأرض؟ وهل انتبه العرب أنّ القانون الدّوليّ هو ما يريده ويطبّقه القويّ؟ وهل انتبه العرب عامّة والأردنيّون والفلسطينيّون خاصّة أنّه رغم اتّفاقيّة “السّلام الإسرائيليّة الأردنيّة” لم تجعل اسرائيل تتخلّى عن فكرة “الوطن البديل للفلسطينيّين في الأردنّ”؟ وهل انتبه العرب والمسلمون أنّ ما جرى ويجري في الحرم الإبراهيمي في الخليل، يجري خطوة وراء خطوة في المسجد الأقصى في القدس، وسيأتي بعده الدّور على الكعبة في مكة وعلى المسجد النّبويّ في المدينة المنوّرة؟ وهل فهم العرب حكّاما وشعوبا ما ذكره نتنياهو في كتابه آنف الذّكر “بأنّه اذا اجتمعت الأنتلجينسيا اليهوديّة مع الأيدي العاملة العربيّة سيزدهر الشّرق الأوسط”؟ وهل يعي العرب أنّ ما يسمّى الرّبيع العربي، وحروب الوكالة التي استهدفت العراق، تقسيم السّودان، سوريا، ليبيا، اليمن، لبنان وقبلها العشريّة السّوداء في الجزائر، هي تمهيد لتطبيق المشروع الأمريكيّ “الشّرق الأوسط الجديد”، لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية متناحرة، ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ؟
إذا أجبنا بشكل صحيح وعقلانيّ على هذه الأسئلة وغيرها كثير، فإنّنا سنقف حقيقة على ما وصلنا إليه، وسنقرأ بشكل صحيح طبيعة النّفق المظلم الذي ننقاد إليه؟
20-5-2020