رواية” سلالة من طين” لقمر عبدالرحمن في ندوة اليوم السابع

ر

القدس:٢٧-١١-٢٠٢٥: من ديمة جمعة السمان: ناقشت ندوة اليوم السابع المقدسية الأسبوعية الثقافية رواية «سلالة من طين» للكاتبة قمر عبد الرحمن، صدرت الرواية التي قدّم لها الأديب محمود شقير عن دار الرقمية عام 2025، وجاءت في ١٧٢ صفحة من الحجم المتوسط.

افتتحت الأمسية مديرة الندوة ديمة جمعة السمان فقالت:

تخوض رواية “سلالة من طين” منطقة صعبة على أي روائي، لأنها تحاول التقاط واقع قائم بكل قسوته وتشابكاته، وهو واقع لا يسمح بسهولة بتحويله إلى سرد مقنع دون مهارة عالية في البناء وتقنية متماسكة.

وتواجه الكاتبة هنا تحديًا بين ما تراه أمامها وما تستطيع صياغته على الورق، فتكتب عن لحظة اجتماعية وسياسية مأزومة، وتحتاج إلى جهد كبير لتجسيدها بطريقة يتقبلها القارئ ويؤمن بصدقها.

تسعى الكاتبة إلى الإمساك بأكثر من خيط في آن واحد، لكنها تتعثر أحيانًا في اللغة التي تظهر ركيكة في بعض المواقع، وتتردد بين الراوي العليم والبطل آدم الذي يبدأ فجأة بالتحدث بصوته الخاص دون تهيئة كافية، ثم تعود إلى الراوي من جديد. هذا التنقل المفاجئ يربك القارئ ويضعف تماسك البناء السردي.

تتجه الكاتبة إلى الاحتماء بالعاطفة لتخفّف قسوة الوقائع، فتعرض علاقة آدم بالدكتورة هبة التي تكبره بعدة سنوات، محاولة عبر هذه العلاقة أن تُؤنسن المشهد العام وتربط بين الحب وغزّة الجريحة، بحيث يتحول البعد الإنساني إلى جسر يطلّ منه القارئ على الألم السياسي والاجتماعي.

تُبرز الرواية جانبًا اجتماعيًا مهمًا أيضا، حين تتناول قمع المرأة وظلمها، وتجسّد ذلك في قصة مريم التي تُعذَّب على يد زوجها وحماتها، وتتعرض للحرق بالماء الساخن، زمع ذلك يستهجن والدها عدم عودتها لبيت زوجها، الذي ينحاز للتقاليد على حساب حياة ابنته. وتنجح الكاتبة في كشف حجم المأساة عندما يدفع الأب ابنته نحو موتها عبر رفضه تصديق معاناتها، فتفارق الحياة، ونُترك طفلتها الرضيعة “شفا” بلا أم. ويبرز هنا موقف آدم، أخوها، الذي يشجعها على تبليغ الشرطة، ويرفض الخنوع، ليظهر جيلًا جديدًا يرفض الظلم.

تتناول الكاتبة أيضًا صعوبة الاعتقال الإداري، وتصور التيه النفسي الذي يعيشه المعتقل وهو لا يعرف موعد الإفراج عنه، فينتظر سنوات تُسرق من عمره بلا يقين، حتى يصبح الحكم المؤبد أسهل على المعتقل من هذا الانتظار المعلّق.

وتضيف الرواية لبنة جديدة للمكتبة العربية لأنها تكتب عن حرب غزّة، فتمنح الفلسطيني صوتًا يصل إلى العالم، وترسّخ الرواية كل ما هو حقيقي في هذه القضية التي لا تحتاج إلى تزيين، لأنها في جوهرها حكاية شعب يقاوم كي يظل حيًا.

وقال محمود شقير:

بلغة خبرية جيدة مطعمة بصياغات شعرية جميلة، وبسرد روائي يشي بقدرات لافتة، وباستخدام ناجح لتجليات اللغة المحكية القريبة من اللغة الفصيحة في حوارات الشخوص، وهي تتابع في روايتها مصائر شخوصها بنوع من الرعاية والحنان.

إذ من خلال انتحار مريم التي ظلمها زوجها وأبوها، الأب الذي مات حزنًا وألمًا على ابنته، وكذلك من معاناة ابن العائلة نضال في السجن الإسرائيلي، المعاناة التي يحدّ الأمل بالحرية من تفاقمها، الحرية التي يتضاءل منسوبها حين يخرج من سجنه الصغير ليجد نفسه مع شعبه في سجن كبير، ومن رغبة آدم شقيق نضال في الاقتران بفتاة  تكبره بثلاث سنوات، ثم يجري تأجيل الفرح من جراء الحرب العدوانية  التي شنتها دولة الاحتلال على غزة، تتابع الكاتبة قمر عبد الرحمن مصائر شخوصها بالرعاية والحنان، لكن مأساة غزة على كل صعيد تحبط كل الرغبات، وتكدّس مزيدًا من الآلام في طريق شعب مكافح صامد يأبى الذل والهوان.

لذلك، لا يبقى أمام آدم في ظل انسداد الآفاق إلا البحر الذي يرى امتداده الفسيح من نافذة غرفته، يألفه حينًا وينقم عليه حينًا آخر، ولا يبقى أمامه سوى حبيبته هبة التي أشعلت في قلبه حبًّا عارمًا، فهل تحقق لآدم ما يريد؟ أترك  للقارئ العتيد تأمل التفاصيل الحميمة لهذا الحب الذي ترعرع في أجواء الحرب وقذائف العدوان.

وكتبت وفاد داري:

تحمل ملامح حكاية فلسطينية كثيفة تتشابك فيها الفجيعة مع أقدار الحب والحياة. ومنذ الصفحات الأولى، عبر كلمةٍ تمهيدية للأديب محمود شقير، تنفتح الرواية على نافذة تعريفية واسعة تُضيء معالم سردية الرواية قبل الدخول في دهاليزها؛ وهي مقدّمة كُتبت بأسلوب شقير الأدبي الرشيق، وإن منحت القارئ جرعة مبكرة من التوضيح قد تُضعف قليلاً متعة الاكتشاف الأولى لمن يفضّل أن تتولّد الدهشة داخل النص نفسه. ومع ذلك، ورغم هذا الإفصاح المبكّر، فإن مواصلة القراءة سرعان ما تبدّد ذلك التردّد الأولي؛ فالرواية تحمل من العمق الإنساني والتوتر الدرامي ما يجعل الانغماس في تفاصيلها ضرورة جمالية، لا مجرد متابعة سردية. إنها رواية تستحق القراءة حقاً، وتنجح في أن تُعيد تشكيل العلاقة بين القارئ والنص عبر سرد يمزج بين الحميمي والوطني، وبين البكاء الداخلي وصوت الحياة الذي لا يخفت.

العنوان: “سلالة من طين” يوحي بهوية تتشكّل من المادة الأولى: الطين، رمز الخلق والخصب والصمود، لكنه أيضاً رمز التشوه والجرح والعودة الدائمة إلى نقطة البدء. إضافة العنوان الفرعي “غزة الباكية” يحمّل الرواية منذ البداية منظوراً وجودياً مأزوماً؛ مدينة تصنع أبناءها من الطين ذاته الذي تُدفن فيه أحلامهم.

أما الغلاف بلونيه الأصفر المتوهّج في الأعلى والأزرق المعتم في الأسفل، فهو يخلق ثنائية (الضوء والظلام)، (الأمل،القهر)، ويضع شخصية تقف عند تخوم البحر وهو رمز مركزي داخل الرواية تحدّق في المدى، في استعادة بصرية لأسئلة الحرية والنجاة.

ملخص الرواية

تتابع الرواية حياة عائلة فلسطينية تعبر أزمتها الشخصية من خلال مآسي غزة الكبرى. نعيش انتحار مريم بعد ظلم الأب والزوج، ثم موت الأب كمداً عليها، واعتقال الابن نضال في سجون الاحتلال وما يعيشه من نضج داخلي عبر التعليم والقراءة ومشاهد السجن القاسية ، في المقابل يخوض الابن الأصغر آدم رحلة حبّ مع (هبة) في محاولة لمقاومة انهيار العالم حوله، لكن الحرب تقطع خيط الفرح، فتستشهد (هبة) تحت القصف قبل أن تصلها رسالته الأخيرة، في مشهد إنساني جارح يُعدّ ذروة الرواية المأساوية . تظل غزة حاضرة لا كخلفية سردية بل ككائن حيّ: البحر، الأنقاض، الليل الطويل، وجوه الناس التي تصارع للبقاء. كل ذلك يمنح الرواية طابعاً وجودياً يرصد هشاشة الفرد المحاصر بين الحرب والموت والحب.

الأسلوب الأدبي واللغوي: تميل الرواية في بنيتها العامة إلى السرد الخطي، غير أنها تعتمد على الاسترجاع في لحظات مفصلية تعيد تشكيل وعي الشخصيات: ذكريات الأب، صور مريم، سجلات السجن، وذاكرة البحر التي تعمل كمرآة للماضي والحاضر معاً. ويأتي صوت الراوي بضمير الغائب في أغلب الفصول، لكنه يتقاطع مع مونولوجات داخلية عميقة تمنح الشخصيات طبقة وجدانية إضافية وتكشف ارتجاجاتها الداخلية في لحظات الألم والفقد.

لغوياً، تعتمد الكاتبة على عربية حديثة تمزج بين الفصحى المشغولة والعبارات المحكية الفلسطينية، وهو خيار يضيف صدقاً حسياً للجو المكاني والاجتماعي. لكن هذا المزج يظهر أحياناً داخل الحوارات بطريقة قد تُحدث ارتباكاً لدى بعض القراء إذ تتقاطع العامية والفصحى مع المونولوجات في الجملة الواحدة أو المقطع الواحد ما قد يُضعف الوضوح الإيقاعي للحوار. وربما كان من الأنسب توحيد مستوى اللغة داخل المشاهد الحوارية، أو على الأقل تثبيت منطق واضح للتنقّل بين العامية والفصحى، بما يخدم الإيهام السردي ولا يقطع انسيابه.

مع ذلك، يبقى الأسلوب السردي مكثّفاً في المشاهد المؤلمة كزيارة القبر أو لحظة تلقّي خبر الاستشهاد فيما يتباطأ الإيقاع في المقاطع التأملية، خصوصاً عند وصف البحر وعلاقة آدم بهبة، حيث تستعيد اللغة ملمسها الشعري وتتحوّل إلى مساحة تنفّس داخل عالم خانق.

الثيمات والرسائل: الحرب كقدر وجودي- ليست حدثاً سياسياً بل عالماً يفرض شكله على النفوس، يعيد تشكيل الزمن والمعنى.الفقد وتحوّلات الذات – كيف يصنع الألم وعياً جديداً، كما في تجربة نضال داخل السجن الذي يتحول إلى مساحة تعليم وصبر داخلي مقاوم . الحب تحت القصف: – قصة آدم وهبة تكشف رغبة الإنسان في القبض على لحظة حياة مهما كانت هشّة.الأمومة كطاقة مقاومة – الأم التي تقف على تخوم الانهيار لكنها تُبقي البيت قائماً بالحب والدعاء.

في النهاية، تكشف رواية “سلالة من طين” عن نفسها بوصفها عملاً يستمدّ شرعيته الجمالية من قدرته على ملامسة جوهر التجربة الإنسانية في غزة، لا من استدعاء المأساة وحدها. فهي رواية لا تبحث عن بطولات معلّبة، بل عن قلوب تصمد وسط الركام، وأصوات تحاول انتزاع مساحتها في عالم يضيق كل يوم. وعلى الرغم من بعض الهفوات الأسلوبية الطفيفة، فإن النص يظل متماسكاً في رؤيته، واضحاً في لغته، شديد الحساسية في تصويره لحياة تتأرجح بين البحر والبارود، وبين الحب والموت. إن ما يميز هذا العمل أنه يقدّم فلسطين من الداخل  لا عبر الشعارات بل من خلال سرد هشّ، حقيقي، نابض، يُشعر القارئ بأن الطين الذي صيغت منه هذه السلالة ليس مادة للانكسار بل وعاء للذاكرة والكرامة والبقاء. وهكذا تظل الرواية إضافة مهمة للأدب الفلسطيني المعاصر، ومرآة صادقة لحياة لا تزال تبحث بعناد جميل عن الأمل والنور في ليل طويل.

وكتبت نزهة الرملاوي:

الكاتب المنتمي لوطنه وقضيته يتنامى حسّه الوطني وشعوره وانسانيته مع هذه المشاهد التي تبث منذ عامين على الفضائيات، فلا يستطيع أن يصمت وينتظر اليوم التالي ليكتب، الكتابة ليست الصنعة السهلة بل هي الالهام الصعب، وهي وسيلة لتنفس الكاتب وبقائه على قيد الحدث، وهي وسيلة للتذكر ومواجهة رواية الآخر وزيفها، الكتابة مقاومة وثورة غضب، وحبّ وشعور بالرضى، البعض تسكنه الصدمة، فتهرب الكلمات ويسكنه الوجع فلا يستطيع الكتابة رغم معاناته، والبعض بتخطى الصدمة ويصطدم مع الحدث، فيرسم صورا أدبية ابداعية…فينجو قلبه من الكآبة وعدم الرضى عن الذات ويجدد علاقته بالابجديات فيكتب.

ومع محاولات الكاتبة الجادة في  تقريب الواقع في غزة إلى مخيلة القارئ، إلا أن الصور والمشاهد الواقعية المتمثلة بأحداث الحرب جاءت باهتة نوعا ما، مقارنة بتفاصيل الحرب المقيتة التي تأججت بكل تفاصيلها في حياة أهل غزة، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة العالم، لذا لم تمثل أحداث الرواية تفاصيل الواقع تحت القصف وما حل من خراب وتدمير لكل مناحي الحياة.

* تجلت الصفة الإنسانية في شخصيات الرواية، فقد استندت إلى عواطف عدة مثل الحبّ، والحرية، والعدالة، والرفض، والاغتراب، والقلق، والحزن، مما أدى إلى انعكاسها على الصراعات الفردية والجماعية في المجتمع.

 *شخصيات الرواية: بدت الشخصيات بسيطة واقعية كما ظهر في شخصية الأم والابنة مريم وابنها آدم، وشخصيات ناقمة على الحال السياسي، مفكرة متطورة كما ظهر في شخصية نضال وعبد الغفار والأسرى في سجون الاحتلال،  وشخصية معقدة تحكمها العادات كما ظهر في شخصية الأب، ينتصر لمفهوم العيب اكثر من الحلال والحرام، لذا نرى الأب قد شارك من خلال رؤيته بجريمة انتحار ابنته بطريقة أو أخرى.

اتكأت الكاتبة في روايتها على الحالة الاجتماعية في غزة، وأظهرت حالة الحصار والحرب التي يتعرض لها القطاع وخاصة الحصار البحري.

* أبرزت موضوعات تتعلق بالهوية والظروف السياسية والاجتماعية، مثل الاعتقال على المعابر وخنق أحلام الشباب، صورت التنكيل وأساليب تعذيب الأسرى في السجون.

*عكست واقع الاستبداد والسيطرة، وصورت الصراعات السياسية والاجتماعية من خلال الشخصيات.

اللغة: ظهر الأسلوب التقريري، مما أضعف السرد الروائي، واضعف لغة الحوار.

*مزجت الكاتبة بين اللغة الفصحى والمحكية، حيث اتسمت بصور تعبيرية جميلة، إلا أن اللغة المحكية، أضعفت البناء الفني اللغوي للرواية، فشعر القارئ بالملل وخاصة في الصفحات الاولى من الرواية ، فلم نجد حدثا تشويقيا يشدنا في غزة الباكية كما جاء في عنوان الرواية، ظهرت أحداث اجتماعية تبدو عادية، وظهر ذلك من خلال الحوار بين الأم وابنها آدم، وجلوسهم لشرب القهوة، بجمل تفصيلية لا لزوم لها.

*استخدمت الروائية في الحوار كلمة (أبي) وتلك تستخدم في اللهجة الخليلية، في الحين نفسه يستخدم أهل غزة كلمة (ابويا) (يابا)

*المكان: قطاع غزة، لم تعط الكاتبة فرصة للقارئ أن يتجول في بعض الأمكنة الموجودة في غزة مثل ( المدينة والمخيم ).

البحر، وهو الواجهة التي اتكأت عليها الكاتبة لتحدثنا عن غزة، مع أن الكاتبة اتخذت من البحر متنفسا شاعريا لها، لكنها أظهرت من خلال السرد عداء كبيرا بين آدم والبحر، وركزت على حصار البحر والصيادين في غزة، دون أن تمعن في الحصار البري وأثره على حياة المواطنين هناك، وإن تعمّقنا بالسّرد في هذه الرواية، وجدنا أن الواقع السياسي والاجتماعي فيها ينطبق على معظم مدن الضفة الغربية بما فيها القدس، وذلك من خلال الحصار والتنكيل بالطلبة ، وبيع الأطفال العلكة والأشياء البسيطة في الشارع.

*كان هناك احداث تستوجب التمهل في سردها وإعطاء تفاصيل أدق وأطول حولها، كحادثة انتحار مريم، لم تمهد لقمع هذه السيدة من خلال مشهد يوثق حادثة الاعتداء.

 حادثة دخول نضال السجن بعد اقتياده من معبر رفح، لم تمهد الكاتبة لسجنه من خلال. مشهد بوثق انخراطه بالعمل السياسي مثلا.

وقال بسام داود:

الرواية اجتماعية وطنية بلغة سهلة واسلوب شيق يشد القارئ .

تدور احداثها حول عائلة ابو نضال المكونة منه وزوجته وأبناؤه نضال وآدم ومريم .

الأب يتصف بالقسوة والديكاتورية في البيت ويعتبر رأيه هو الرأي الصائب، وقد زوج ابنته مريم زواج قسريا من رجل ظالم عنفها وضربها واهانها، وكان يقول لأمّها لا تقوى عين بنتك المرأة ما لها الا بيت زوجها، انجبت مريم منه بنتا اسموها شيماء لكنه استمر في تعنيفها، واخيرا طردها لبيت اهلها بعدما احرق وجهها بسكب الشاي الساخن عليها، مما اغضب ادم وقام هو ومريم بتقديم شكوى ضد زوجها لدى الشرطة، مما اغضب والدها لأنه اعتبر ذلك تعديا على سلطاته، وحفاظا على سمعته وتجنبا لكلام الناس قام بقتلها في الحمام وادعى انها انتحرت، وقد القت الشرطة القبض عليه واعترف بجريمته وشعر بالندم الشديد ادى لوفاته بعد ذلك بشهر واحد من الحادثة .

حدث ان فازت حماس بالانتخابات وسيطرت على قطاع غزة وفرض الاحتلال الحصار المشدد وتحكم بامدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء واغلاق المعابر، مما ادى ان يصبح داخل القطاع بمثابة سجن مكبر .

قرر نضال ان يدرس الطب، واثناء سفره عبر معبر رفح تم اعتقاله من قبل الاحتلال هو ومجموعة من الشباب وايداعهم في السجن. وبذلك يكون قد فقد كل طموحاته وبدأ يعاني من السجن كباقي الوف السجناء الاخرين .

بدأ الاحتلال يزيد الضغط على القطاع من كل النواحي، واعلن الحرب المفتوحة المجنونة على غزة وهي حرب تدميرية شملت البشر والحجر والشجر وقع خلالها الوف الشهداء والوف الجرحى .

ادم يحب الحياة وقع في حب فتاة شاهدها على الشاطئ اسمها هبة وصادف ان التقى بها في عيادة طبيب الاسنان، التي تتعالج عنده أمّه، وبعد ان تعرف عليها تبين انها تدرس طب الاسنان في السنة الثالثة، وتقدم لخطبتها، وتمت الموافقة على ان يتم الزواج بعد تخرجها، لكن الاحتلال لا يقبل للشعب الفلسطيني ان يفرح، ففي احدى الغارات الصهيونية دمرعشرات البيوت على  رؤوس أصحابها. من بينها بيت حبيبته هبة التي مسحت هي وعائلتها من السجل المدني كباقي عشرات الأسر الغزية، وبذا يكون قد اغلق ملف ادم مع حبيبته هبة التي سبقته الى الجنة .

جاء في الرواية :

معاناة الناس من عادات وتقاليد بالية كخوفهم من العيب اكثر من خوفهم من الحرام ومن الله .

– اقدم والد مريم على قتلها حتى لا يصبح علكة على لسان الناس فهنا ضحى بابنته خوفا من كلام الناس .

-ظلم المرأة وتعرضها للتعنيف قد يصل لدرجة الضرب والحرق والقتل .

-أمّا المعاناة الاخرى فهي من الاحتلال من حيث الاعتقالات والاقتحامات وهدم البيوت وتعذيب الاسرى في السجون بكل وسائل التعذيب والتحكم بلقمة العيش .

-الشعب الفلسطيني يحب الحياة رغما من كل ما يتعرض له من ضغوطات وقهر من الاحتلال فهو يحب يتزوج ينجب الاطفال يعمر الارض يزرع الاشجار يعيد بناء بيوته المهدمة يتعلم يحصل على اعلى الشهادات فمن حقنا ان نعيش الحياة فلا  يوجد اعادة لهذه الحياة.

-الشعب الفلسطيني لم يخلق للأحلام ليعيش كما الاخرون خلق للكفاح اذا اشتاق لمذاق الفرح عليه ان يتذوقه من خلال الكفاح، والا سيكون فرحا عميلا وليس اصيلا فالفرح الفلسطيني يجب ان يكون مطرزا بالعنفوان مزينا بالمقاومة محفوفا بالالم منثورا بالدم .

-في فلسطين لا ينفصل الحزن عن الفرح فالناس يرددون نشيد الارض وهم يحملون الشهيد على اكتافهم .

-الاطفال في غزة لا يولدون اطفالا بل يولدون رجالا .

-معنويات الاسرى عالية على الرغم من العذاب والاهانة والتجويع وفقدان الاعزاء عليهم خارج السجن الا انهم يقولون تهون علينا ارواحنا وارواح من نحب لاجل الله ولاجل الوطن .

-انتقدت الرواية الصمت العربي والحكام العرب لايقلون اجراما عن العدو الصهيوني .

-اختارت الاديبة عنوانا لروايتها سلاسة من طين وكلمة طين لها دلالتها الرمزية على المقاومة فالطين لا ينكسر بل يمتص الصدمة ويعود ليتشكل من جديد وهذا هو الصمود والتحدي .

التعليقات

جميل السلحوت

جميل حسين ابراهيم السلحوت
مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5 حزيران1949 ويقيم فيه.
حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990

أحدث المقالات

التصنيفات