السنجاب الخائن ثلاث قصص للأطفال للكاتب عدنان فاعور ، صدرت في كتيب من 24 صفحة من الحجم المتوسط ، دون وجود دار للنشر أو اشارة الى سنة الصدور . وجاء على يمين أعلى الغلاف الأول ” حكايات أمير 2 “
القصة الأولى : ” السنجاب الخائن ” :
وتتحدث القصة التي فيها حكي كثير عن سنجاب وقع بين يدي صياد، بعد أن أصيب بجراح في رجله ، وعرض على الصياد أن يبقيه حيّاً مقابل أن يستدرج أقرانه من السناجيب ، ليكونوا فريسة سهلة للصياد ، وعندما اكتشف أمره اجتمع عليه الصيادون وقتلوه رمياً بالرصاص بعد أن قالوا له ” لو فيك خير ما خنت أبناء جنسك ” ص 10
واضح أن الكاتب يريد في هذه القصة أن ينفر الأطفال من الجاسوسية والخيانة، وأن مصير الخائن هو القتل ، واذا ما رضي بالخيانة لينجو بحياته ، فإن مصيره القتل على أيدي أسياده الذين سلبوه شرفه وكرامته . وما لم يرد في هذه القصة هو أن الانسان أولى أن يموت حرّاً شريفاً على أيدي أعدائه ، من أن يموت ذليلاً حاملاً العار والخيانة ومطارداً من أبناء جلدته .
ولا أرى لماذا لجأ الكاتب الى السنجاب هذا الحيوان الجميل الصغير الحجم غير المفترس، وغير الموجود في منطقة الشرق الأوسط برمتها ليكون بطلاً لقصته ؟ ولماذا لم يلجأ الى حيوان معروف في بلادنا كي يكون قريبا من فهم الأطفال ؟، كما أن الكاتب وقع في أخطاء عن السناجيب، فالسنجاب صغير الحجم ، وهو من مكونات جمال الطبيعة في البلدان التي يعيش فيها كأمريكا وأوروبا ، وهو بالتالي ليس هدفاً للصيادين ، لأنه لا يستفاد من فرائه، ولا لحم فيه يؤكل ، وجاء في القصة على لسان الصياد” إذا قبضت عليه فسوف آكل لحمه وأبيع فراءه بسعر عال ” ص5
القصة الثانية : ” ابن آوى ومزرعة الدجاج ” :
وملخص القصة أن ابن آوى دخل الى مزرعة مسيجة ، وسطا على قنّ دجاج وأكل سبع دجاجات ، ولم يستطع أن يخرج من الثغرة التي دخل منها لانتفاخ بطنه ، فاختبأ لمدة يومين حتى أفرغ ما في بطنه، وخرج وهو ينظر الى مزرعة الدجاج ويقول : ” ما أشهى لحم دجاجك ، وما أعذب ماءك ، لقد دخلتك جائعاً وخرجت منك جائعاً “ص16 وقد أخطأ الكاتب في جملة ” ما أعذب ماءك ” حيث وردت ” ماؤك” وهذا خطأ لأنها مفعول به وهمزتها منفصلة .
ويبدو أن الكاتب هنا قد استفاد كثيراً من المثل الشعبي القائل :” الطمع ضرّ وما نفع ” فلو أن ابن آوى اكتفى بدجاجة واحدة أو دجاجتين لشبع وخرج بسهولة ، لكنه أكل سبع دجاجات مرة واحدة ، مما نفخ بطنه وجعله عاجزاً عن الخروج .
القصة الثالثة : ” الشيخ العادل “ :
ملخص القصة : وهي مقتبسة عن حكاية شعبية يتداولها البدو ، ومن يقتنون الأغنام وهو أن الرعاة كانوا يعتدون على حقول وكروم الفلاحين ، وعندما كثرت الشكاوي قرر شيخهم أن يذبح كل حيوان يدخل الحقول للرعي ، ولكي يثبت لهم عدله وعزمه على تنفيذ ذلك أرسل ثوراً له عن سبق اصرار وترصد الى أحد الحقول ، وعلى مرأى من الجميع ذبحه ووزع لحمه على الفقراء، فارتدع جميع الرعاة عن دخول الحقول والكروم .
وواضح هنا أن الكاتب استفاد من الحكمة القائلة :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله **** عار عليك اذا فعلت عظيم
كما أن الكاتب يريد أن يرسخ سيادة القانون والعدل ، بأن يكون الجميع متساوين أمام القانون لا فرق بين رئيس ومرؤوس ، أو غني وفقير ، واذا ما طبق القانون على قمة الهرم الاجتماعي فإن الرعاع سيرتدعون ،كما أن القصة ترسخ مفهوم القدوة الحسنة.
الرسومات والصور : بعض الصور كما هو في القصة الأولى عبارة عن صور فوتوغرافية ، بينما هي في القصتين الثانية والثالثة رسومات ، ويبدو أن كليهما ” الصور الفوتوغرافية والرسومات مأخوذة من كتب أو مجلات أجنبية لكنها في جميع الأحوال مناسبة للموضوع.