أعلنت منظمة الصّحة العالميّة أنّ فايروس “كورونا” أصبح وباء عالميا، بعد وصوله إلى أكثر من 130 دولة، وفي بلادنا فلسطين اتّخذت إجراءات الوقاية ومحاصرة هذا الوباء بشكل لافت، تماما مثلما اتّخذت في دول ذات امكانيات عالية.
واللافت أنّ البعض-خصوصا جهلاء الفيس بوك- يحاول التّهويل من مخاطر هذا الوباء، وكأنّ هذا الفايروس يقف أمام أنف أيّ إنسان،ليتسلّل إلى رئتيه مسبّبا له الموت، علما أنّ ذوي الإختصاص أعلنوا مرّات عديدة أنّ نسبة الوفيات من هذا المرض لا تتجاوز 2% ممّن يصيبهم.
ومع أن حكمتنا الشّعبيّة تقول”درهم وقاية خير من قنطار علاج”، إلا أنّ الغالبيّة يستهترون بالوقاية، وذلك للجهل السّائد بخصوص الأمراض الفتّاكة، وبمفهوم “القضاء والقدر”.
وبغضّ النّظر عن التّحليلات حول أسباب ظهور هذا المرض، والتي لم تعتمد على البحث العلميّ، إلا أنّ الوقاية منه تبقى واجبة.
ولمن ينشرون الهلع بين عامّة النّاس، خصوصا على صفحات التّواصل الإجتماعي، وللنّاس كافّة، فإنّنا نذكر بأمراض انتشرت في العقد الأخير وصاحبتها حملات إعلاميّة وإشاعات تثير الرّعب، ومنها “انفلونزا الطّيور” و”انفلونزا الخنازير” و”جنون البقر”، وقد ثبت بالتّجربة أنّها مجرّد زوبعة ثارت وما لبثت أن خمدت.
وإذا عدنا قليلا إلى الوراء عندما اكتشف مرض فقدان المناعة “الإيدز” في بداية ثمانينات القرن العشرين، وما صاحبه من خوف وتخويف، لكنّه بقي محدودا، وما لبث أن استوعب النّاس أسباب وعواقب هذا المرض.
ولو عدنا إلى ستّة عقود خلت عندما كان السّلّ والتيفوئيد أمراضا شائعة وقاتلة، حتّى اكتشف العلماء أدوية قضت على هذا المرض قضاء تامّا.
ولن يكون فايروس “كورونا” استثناء، وبالتّأكيد فإنّه لن يطول الوقت؛ ليكتشف العلماء مصلا مضادّا له، وستجني شركات الأدوية مليارات الدّولارات جرّاء ذلك، لكنّ الوقاية تبقى مطلوبة وواجبة كأمر عاديّ، ودون خوف أو وجل.
12-3-2020