صدرت مؤخرا رواية “الخاصرة الرخوة” للأديب المقدسي جميل السلحوت، عن مكتبة كل شيء في حيفا.
هذه الرواية هي ثروة فكرية، أتمنى أن تدخل إلى المناهج التعليمية لما تحويه من قيم تربوية وتعليمية.
أرى أن الكاتب أتقن صنع الشخصيات ودورها وكيف، بداية من أبي جمانة الذي يمثل معظم آبائنا في كدّهم وتعبهم؛ كي يصقلوا منا عظيم الشخص والوصف، وبالطبع كانت جهوده لا تذهب سدى لأنه “أبو البنات”، والبنات يملكن ذاك الحسّ بجهد الآباء وكدّهم ويقدّرنه عاليا.
ننتقل إلى أمّ جمانة الأمّ التي تريد أن تستر بناتها وهي أعلم بمصلحتهن من باب خوفها ليس إلا. وإلى جمانة المتعلمة الجميلة صاحبة الحسن، التي تريد أن تردّ جميل والديها اللذين ربّبياها ورعياها.
إلى صابرين التي اعتبرت أن التحرر هو العري والعار! وكيف لم تبالِ فعلا بموت والدها، اكتفت ببضع عبرات ثم ذهبت لتكمل رحلتها، إلى عائشة حيث خان تركيبها الفسيولوجي العادات والموروث الجاهل بنزول دماء الشرف!
ثم أسامة الذي كرهته عندما طلب من جمانة أن تقبل حذاءه فقدمه ثم الكثير من جهله، وتشدّده وحفظه الشيء دون فهمه، وأمّ أسامة الغيورة التي لا يهمها سوى الانجاب والغيبة والنوم!
نوّع الكاتب وأبدع وأتقن حيث ذكر الكثير من الاجتهادات والأحكام، والكثير من الكتب والروايات التي تعد كمقترحات لنا؛ لنقرأها إن لم نكن فعلنا، كان جريئا وتحلى بمصداقية عالية ولافتة في رسم شخوص روايته.
المال لا يشتري كل شيء يا صابرين، والزواج وغلبة الأمر لا تطول يا جمانة وتنتهي بعواقب، والدّين يسر لا عسر يا أسامة، والشرف ليس بضع قطرات من الدماء، والأمّ نواة المجتمع حيث أن أسامة اكتسب من أمّه الكثير.
وكم من صابرين وجمانة في يومنا هذا؟