يقول العالم المصري احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء” الفرق بيننا وبين الغرب، أنّ الغرب يدعم الفاشل حتى ينجح، ونحن نحبط ونعرقل النّاجح حتى يفشل.” فهل نعقل قوله هذا وندركه، حتّى نتخلص من عقدة “الخوف من النّجاح”؟.
ويقول علماء النّفس أنّ المجنون إذا بدأ يدرك أنّه مجنون، فهذا بداية شفائه وصحوة، وإذا ما أدركنا صحّة مقولة العالم زويل، فإنّنا سنسير على الطّريق الصحيح، وسننجح وسنفرح لنجاح غيرنا.
فمثلا نحن أبناء السّواحرة قضاء القدس الشّريف، ما أن أعلن أحد أبنائنا وأخوتنا من نازحينا في الأردنّ وهو المحامي مروان السّرخي عن ترشّحه للانتخابات البرلمانيّة الأردنيّة والتي ستجري في أواخر أيلول القادم، حتّى أبدى البعض غيرته وحيرته في الموقف الصّحيح الذي يجب أن يتخذه في الوقوف إلى جانب ذلك المرشّح، في حين أنّ البعض فرح لذلك وقرّر الوقوف بجانب المرشّح السّرخي لما عرف عنه من وعيّ وصفات حميدة نغبطه عليها.
وما لبث وكما تواردت الأخبار أن أعلن اثنان آخران من أبناء السّواحرة في الأردنّ عن ترشّحهما لتلك الانتخابات في دائرتين انتخابيتين أخرتين، والكلّ يمنّي النّفس بالفوز، وانشقّت الصّفوف في الموقف من دعم هذا المرشّح أو ذاك، ولا جدال في أنّ من حقّ أي مواطن أن يتّخذ القرار الذي يراه مناسبا وصحيحا.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الموقف العقلاني من ذلك؟ وهل أبناء السّواحرة في الأردنّ بهذا العدد الكبير الذي يستطيع إيصال ثلاثة مرشّحين إلى البرلمان؟ وهل يملكون التّأثير على مواطني عمّان والزّرقاء للتصويت لثلاثة مرشّحين ينحدرون من قرية واحدة؟ وهل السّاحة خالية لهم وحدهم ليترشّح منهم ثلاثة أشخاص؟
وقبل الاجابة على هذا السّؤال فإنّه لا بدّ من التأكيد على احترام المرشّحين الثّلاثة كأشخاص، وأنّ دعم مرشّح بعينه لا يعني مطلقا العداء للمرشّحين الآخرين، وهذا لا ينفي أنّ وجود ثلاثة مرشّحين سيشتّت الأصوات، وقد يكون سببا رئيسا في افشالهم وعدم وصول أيّ منهم إلى البرلمان.
ومع التّأكيد على أنّ أصوات الناخبين من أبناء السّواحرة غير قادرة – حتّى لو اجتمعت – على انجاح مرشّح واحد، فعمّان والزّرقاء يسكنها آخرون من أبنائها ومن قبائل وعشائر وقرى ومدن أخرى، وعددهم مئات أضعاف عدد السّواحرة، وهم أيضا لهم مرشّحوهم من أبنائهم، وإذا ما تخلّينا عن العصبيّة القبليّة العمياء، ولجأنا إلى العقل والمنطق، فإنّ مصلحة الجميع تتطلّب أن تنصبّ الجهود على انجاح مرشّح واحد، وأن يبادر العقلاء باقناع اثنين من المرشّحين الثلاثة للانسحاب لصالح المرشّح الثّالث.
واذا جاز لي بأن أبدي رأيي في الموضوع، فإنّني وحسب ما أسمعه من عقلاء أبناء البلدة، وبعض الأصدقاء من خارجها المقيمين في الأردن أرى أنّ المحامي مروان السّرخي هو الأكثر حظا بامكانية الفوز بمقعد برلمانيّ، وأنا هنا لا أتعصّب للرّجل ولا أقف ضدّ المرشّحين الآخرين، فالرّجل ليس قريبي ولا هو ابن حامولتي، ومعرفتي به عابرة حيث التقيته دقائق معدودة في حفل زفاف، ولا مصلحة شخصية لي عنده أو عند غيره. لكنّ الجميع يشهدون له بالعلم والوعي الكافي والتفاني في خدمة الآخرين، وأنّه شخصية قياديّة واجتماعيّة معروفة، وبالتّالي سيحظى على آلاف الأصوات من أبناء السّواحرة ومن غيرهم، يضاف إلى ذلك أنّه أوّل من أعلن عن ترشيح نفسه.
ومن هنا فإنّني أتمنّى على المرشّحين الآخرين أن يدركا أهميّة الالتفاف حول مرشّح واحد هو مروان السّرخي، وسأكبر فيهم وفي مؤيّديهم ذلك، ففوز السرخي بمقعد برلماني فوز للجميع بمن في ذلك المرشّحان اللذان سيتنازلان عن ترشيحهما لصالحه.
والله من وراء القصد.
27-6-2016