جميل السلحوت:”هوان النعيم” 2012
بقلم:د.عادل الأسطة
تسيبوري /عصفورة وأبو سالم والإسقاط من خلال أفلام الجنس:
وأنا أكتب عن رواية حسام شاهين “زغرودة الفنجان “2015أشرت إلى خطورة الرواية ﻷنها تعالج موضوعا قلما عالجته الرواية الفلسطينية بهذا القدر كما عالجته رواية شاهين.
الكاتب جميل السلحوت لفت نظري إلى روايته “هوان النعيم “2012 .
إن فكرة تسخير الفتيات اليهوديات من الحركة الصهيونية لخدمة أهداف الحركة فكرة تعود جذورها إلى ما قبل العام 1948.وسيستمر الكتاب في التركيز على الفكرة بعد العام 1948 كما في روايتي ناصر الدين النشاشيبي(حبات البرتقال )1964 و(حفنة رمال )1962
ما رأيته جديدا في رواية شاهين كتابته عن إسقاط العملاء الفلسطينيين لفتيات ونساء عربيات يسخر العميل صورهن ليصبحن مخبرات وساقطات مسقطات.وبكم كبير .إنها شبكات من العملاء سقطوا بعد خداعهم/ن من عميل ساقط.
رواية جميل السلحوت “هوان النعيم “تأتي على إسقاط العربي الفلسطيني أبو سالم من خلال استدراج ضابط المخابرات اليهودي (نمرود) له إلى تل أبيب لتغويه تسيبورا/عصفورة وتنام معه بعد أن أسكرته ،وتصوره وتأخذ صوره إلى نمرود الذي يطلب منه التعاون معه وإلا شهر به من خلال صوره .وينجح نمرود في ابتزاز ابن العشيرة ويحوله إلى مخبر.
اليهود يحتقرون العرب،كما تقول روح الرواية،ويرون فيهم بهائم ،ومع هذا تنام تسيبورة مع أبو سالم ،رغم أنها تتعالى عليه وترى فيه عربيا قذرا.ولا تختلف نظرة نمرود ﻷبو سالم.أبو سالم كلب حقير في نظر تسيبورة ونمرود.إنه مخبر بأجر ليس أكثر.
أعتقد أن اﻷفكار في كثير من الروايات متكررة ،ولا عجب في اﻷمر،فاﻷسلوب القديم يتجدد .
الزمن الكتابي لرواية جميل 2012 أما الزمن الروائي فيعود إلى اﻷعوام 1966-1968 .والسؤال هو :لماذا لم يكتب جميل روايته هذه ورواية أميرة أيضا في80ق20،وكان يومها يمارس الكتابة.
لرواية جميل هذه ولروايته أميرة ،كما لرواية حسام شاهين ،قيمة اجتماعية وأما القيمة الجمالية الفنية فعادية.ربما يدرك زياد خداش لماذا أركز على الجانب الاجتماعي في نقدي.وهناك أسباب أخرى.
30/9/2015