قال الرّاحل الكبير سميح القاسم وهو على فراش الموت:” أنا لا أحبّك يا موت، لكنّي لا أخافك” وهذا ما يؤمن به الأسير الفلسطيني خضر عدنان الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ ما يقارب الشّهرين، ليس دفاعا عن كرامته فقط، بل دفاعا عن كرامة وطن وشعب وأمّة، وهو معتقل اداريّ بدون تهمة، أيّ معتقل على النّوايا حسب مظالم وظلمات الاحتلال التي يفرضها على الشعب الفلسطينيّ، وكأنّ المطلوب من خضر عدنان وشعبه أن يسبّحوا بحمد الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب بحقّهم وحقّ وطنهم.
وخضر عدنان الذي خاض تجربة معركة الأمعاء الخاوية عام 2012 وانتصر فيها سينتصر حتما بهذه المعركة وفي كلّ الأحوال، بل هو منتصر منذ السّاعة الأولى التي خاض فيها معركته بقناعة وايمان، ونصلي لله أن يتحرّر من قيوده حرّا لينعم بنعيم النّصر وهذا ما نتمنّاه له، ومنتصر أيضا إذا ما اعتلى قمّة المجد شهيدا وهذا ما يتمنّاه هو لنفسه، لأنّه يدافع عن حقّ لا لبس فيه، فلم تعد أمامه خيارات سوى العيش بكرامة، أو الشّهادة بكرامة وكبرياء. والاحتلال يخاف خضر عدنان وأمثاله، لذا فهو يقيّده على سرير المستشفى، رغم أنّه لم يعد قادرا على الحركة بل ويتنفّس بصعوبة، لكنّه قويّ بايمانه وبارادته وعزيمته التي لا تلين.
لقد أثبت خضر عدنان وأقرانه أنّ الحياة لا تليق إلا بهم ولهم…وأنّ الكرامة لا تباع ولا تشترى، وما معاناتهم إلّا عصا سحرية تجلد ظهر هذا الاحتلال البشع الذي سيكون مصيره مزابل التاريخ لا محالة. لكن السّؤال الذي يطرح نفسه هو :أين مدّعي حقوق الانسان في العالم من قضيّة خضر عدنان الذي يذوب جسده كالشّمعة دفاعا عن كرامته وكرامة الانسانيّة؟
26 حزيران 2015