بلغة سهلة، وبأسلوب سلس يكتب جميل السلحوت رواية “الحصاد” المكرسة للأطفال. وهي في الوقت نفسه تشكل مادة أدبية يمكن لليافعين وللكبار أن بستمتعوا بقراءتها.
تشتمل الرواية على عرض مسهب للحياة اليومية لأسرة فلسطينية، عن مشاعر الحب التي تسود بين أفرادها، وعن ارتباطها الحميم بالأرض وبالمكان، وعن تفاعلها معهما باعتبارهما أساس الهوية والإنتماء، ومصدر الرزق والعيش الكريم. في الرواية كذلك تركيز على الزراعة وعلى الطيور والحيوانات التي تعرفها البيئة الفلسطينية، وفيها إشارات إلى الاحتلال ومخاطره وممارساته التعسفية ضد الناس ومقدساتهم الدينية، وضد الأرض والمكان الذي هو مكانهم وهو في الوقت نفسه وطنهم الذي لا وطن لهم سواه.
أما الفئة المستهدفة التي تتوجه إليها الرواية، فهي التي من عمْر محمود وكذلك من عمْر رباب، حيث يتماهى معهما من هم في مثل عمريهما، وينفتح الأفق أمام الأطفال من هذه الفئة العمرية نحو مزيد من التعلق بالوطن، ونحو مزيد من الإلمام بحقائق الطبيعة الفلسطينية بأشجارها ومحاصيلها الزراعية وبطيورها وحيواناتها المختلفة.
ومن القضايا الإيجابية في الرواية، التركيز على التعلم من خلال طرح الأسئلة، وهو الأمر الذي مارسه الطفلان محمود ورباب حين كانا يطرحان الأسئلة للحصول على إجابات، وكذلك عن طريق الممارسة العملية وهما يعملان مع أبيهما وأمهما في الأرض. ولا يقلل من قيمة الرواية تأجيل الإجابة عن بعض الأسئلة إلى أن يكبر الطفلان، بما يعني أن النمو مقترن بتحصيل مزيد من المعرفة، وبما يعني أننا نظل نتعلم ونحن صغار وكذلك ونحن كبار.
في الرواية إبراز لدور المرأة ولعملها الدؤوب في البيت وفي الحقل. والفكرة التي تقول إن ربة البيت عاطلة من العمل فكرة خاطئة، فهي تعمل في البيت وخارجه وتقوم بمهام كثيرة، وقد أبرزتها الرواية بشكل جيد، بما يشكل دفاعا صحيحا عن المرأة. وفي الرواية نقد لترفع الرجل الشرقي عن العمل في البيت إلى جانب زوجته، وهو نقد صحيح..
رواية جيدة، جديرة بالتقدير، متمنياً للأديب جميل السلحوت الصحة ودوام العطاء.