صدرت رواية ظلام النهار للكاتب المقدسي جميل السلحوت، عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس عام2010،وتقع في 176 صفحة من الحجم المتوسط.
العنوان: ظلام النّهار عنوان لافت للانتباه، فهو يتكون من كلمتين متعاكستين، الظلام ضدّ النّهار،فالأول معتم والثاني مشرق،وتتكرّر هذه الثنائية في الرّواية، فهناك شرق وغرب،عربيّ وأجنبيّ، طلاق وزواج….الخ
رواية ظلام النهار تحدثت عن حياة البدو في جبل المكبر في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، وقد نقلت لنا صورة واقعية عن المجتمع في تلك الفترة، أعطتنا صورة عن المجتمع بكافة فئاته، حيث التخلف والجهل والفقر. صورة حيّة تكاد أن تنطق،وبطل الرّواية فتى يدعى خليل، فتى مميّز،يسترجع ذكرياته الأليمة.
يبدأ الكاتب الرّواية بالحديث عن الحفريّات الأثريّة التي كانت قبل العام 1967 تجري في قرية سلوان المحاذية للمسجد الأقصى. بادارة المس كنيون الانجليزية، والمستر ستيفن الذي قدّم يد العون لخليل أكثر من مرة، فاصطحبه معه إلى لندن؛ ليقضي أجمل أيام عمره برفقة ابنه براون، وهنا تكمن المفارقة حيث نجد الرحمة والاحترام والحريّة اشّخصيّة في بلاد الغرب، صورة مغايرة تماما للشّرق، وهذا دليل على اختلاف الثّقافات والعادات بين شعب واّخر ،ويفهم من بين سطور الرّواية أن هناك فجوة كبيرة بين العالمين، فالغرب متحضرون يقدّسون الانسان، ويمنحونه الحرّيّة على خلاف الشرقيّين الذين لا يحترمون حرّيّة الانسان، خصوصا المرأة فهي مضطهدة مغلوبةعلى أمرها، تعاني الويلات من الزّوج اضافة إلى ضنك الحياة كشخصية فاطمة وزينب وكلّ النساء، ويسهب الكاتب في الحديث عن تلك البيئة بأسلوب مشوق واصفا عاداتها وخصوصا في الأعراس، موظفا المروث الشعبيّ بطريقة تخدم ّ الرّوائيّ، وبطل الرّواية خليل الأكتع استطاع أن يجذب النّساء الغربيّات رغم اعاقته، ولم يشعر بالنّقص الذي كانوا يشعرونه إيّاه في بلاده، وعلاقته غير الشّرعيّة مع ستيفاني البريطانيّة كانت أمرا طبيعيّا لفتى جاهل ومكبوت، ولم يكن هدف الكاتب عرض الأحداث في مكان الرّواية، ووصف معاناة تلك البيئة، بمقدار ما هدف الى نقد عاداتها وطباعها؛ للتّنفير منها على أمل التّغيير. وقد أبدع الكاتب وجاء وصفه دقيقا لشخصيّة خليل الأكتع، ليس لأنه ابن هذه البيئة فحسب، بل لأنّه عايش الظّلم والقهر هو وأمّه وأخته واخوته، فأراد أن يثأر لكرامتهم وانسانيتهم، فأصدر هذا العمل المتميز،وقد اتّكأ على الّلغة المحكيّة؛ لتصل رسالته الى جميع فئات المجتمع لأنّ المعاناة متشابهة.