تتواتر الأنباء من العراق حول انذار داعش للمسيحيين في نينوى والموصل وغيرها من مناطق العراق بالتحول الى الاسلام أو دفع الجزية، أو الرحيل عن ديارهم وإلا فان الموت سيكون مصيرهم، يضع مئات التساؤلات حول خلافة البغدادي التي أعلنتها داعش، وتؤكد من جديد أن داعش وأخواتها يحاربون لتحقيق أجندات أجنبية، وعلى رأسها تغذية النعرات الطائفية تمهيدا لإعادة تقسيم العالم العربي الى دويلات طائفية متناحرة حسب المشروع الأمريكي لاعادة تقسيم الشرق الأوسط، وقد بدأوا بتقسيم العراق ويعملون على تقسيم ليبيا وغيرهما. فمسيحيو الشرق ومنهم مسيحيو العراق مواطنون أصليون وأصيلون في بلدانهم، وهم موجودون ومعتنقون للمسيحية قبل الاسلام، وأقرتهم الدولة الاسلامية على ديانتهم. والاعتداء على أيّ منهم هو اعتداء على شعوبهم وعلى الأمتين العربية والاسلامية. وما السكوت على تهديدات داعش للمسيحيين إلا جريمة أخلاقية وسياسية ودينية وعلى الجميع محاربتها ومحاربة القائمين عليها. ولتذكير المتأسلمين الجدد من الدواعش وغيرهم فان الديانة الاسلامية أقرت الديانتين السماويتين السابقتين لها وهما اليهودية والمسيحية، وقد عاش اليهود والمسيحيون في كنف دولة الخلافة الاسلامية كمواطنين كاملي الحقوق. ولتذكير المتأسلمين الجدد فان مسيحيي الشرق شاركوا في الحروب الاسلامية والتصدي لغزو الفرنجة في القرن الحادي عشر للميلاد، والتي سماها المؤرخون الأوروبيون”الحروب الصليبية”.
وجرائم داعش وأخواتها لا تتوقف عند عداء المسيحيين فقط بل تتعداها الى عداء كل ما هو حضاري، مثل تحطيم المقامات الدينية والتاريخية والحضارية في المناطق التي يسيطرون عليها. وهم يثبتون يوما بعد يوم أنهم لا يجهلون أمور دينهم فقط، بل يعملون على تدمير المنطقة برمتها، وواضح أن قياداتهم تستغل العاطفة الدينية لرعاع الناس وجهلائهم وتجندهم لتحقيق مآربها التي تصب في خانة العداء للأمة.
ولما كانت خلافة البغدادي أمير داعش مرفوضة من المسلمين قبل غيرهم، فان التصدي لهم يبقى واجبا على المسلمين قبل غيرهم أيضا، فهم يسيئون للاسلام والمسلمين، وتصرفاتهم الحمقاء تصب في خانة تغذية الكراهية للعرب وللاسلام، ومن هنا تبدأ ضرورة محاربتهم.
20-7-2014