بعض أشرار العالم الغربي في أوروبا وأمريكا، يقومون منذ بضع سنوات بعمل قبيح مثلهم يسيئون فيه الى خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه، فمن سيء الذكر سلمان رشدي مرورا بأحد رسامي الكاريكاتير الدانماركيين، وأحد القساوسة الأمريكان الذي أعلن عن نيته حرق المصحف الشريف، الى الفلم السينمائي المسمى”براءة المسلمين” الذي أعلنوا عنه مؤخرا، مرورا بمؤلفي كتاب”الفرقان”…الخ من تفاهات وسفاهات لا يقرها عقل انسان سويّ، ومع أن هذه الأعمال المشينة- الصادرة عن عقول وقلوب عمياء جاهلة وحاقدة- مستنكرة ومدانة ويجب معاقبة مرتكبيها لأنها تصل الى حدّ الجريمة، إلا أن ردود فعل الشعوب الاسلامية، تساهم بشكل وآخر في نشر هذه الاساءات عن عدم قصد، ولو أن “أمراء المؤمنين ” من “كنوز أمريكا واسرائيل الاستراتيجية”طلبوا من حكومات الدول الغربية عدم السماح بارتكاب هكذا جرائم، لوضعت تلك الحكومات حدّا لها، لأنها لا تدخل ضمن نطاق الحريات التي يتشدقون بها، والمعروف أن حرية الفرد تنتهي عندما تسيء أو تعتدي على حرية الآخرين، والتعرض للنبي الأعظم بالإساءة اعتداء على المعتقدات الدينية الاسلامية، وإساءة للدين الحنيف الذي يدين به حوالي ملياري مسلم، ودعاة الحرية المزعومة عندهم حدود لمن يسيء لأمور لا تقاس بخير الخلق كلهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
فدعونا نحتكم للمنطق والعقل، ولنترك العواطف جانبا، فلو كانت الدول العربية والاسلامية على قدر من القوة العسكرية والاقتصادية لما جرؤ أحد على المسّ بمعتقداتهم، لكن ضعفهم جعلهم مطية للقوى المعادية…وفي كل الأحوال فان ردات الفعل الاسلامية العفوية الغاضبة ساهمت في تقوية الحملات المعادية للاسلام وللمسلمين، فسيء الذكر سلمان رشدي ذلك الكاتب الهندي المغمور أصبح من أشهر أسماء الكتاب في العالم –مع ضعف كتاباته- بعد ردود الفعل على كتابه”آيات شيطانية” وبعد أن أفتى الامام الخميني بقتله، دون أن يقرأ الكتاب هو وملايين المسلمين الذين تظاهروا ضده، وتم توزيع الكتاب بعدها بملايين النسخ، علما أنه لو تُرك في ضلاله لما وزع مئات النسخ، ولبقي كاتبه مغمورا، ورسام الكاريكاتير الدنماركي المغمور نشرت رسوماته الرديئة والسخيفة في آلاف الصحف والمواقع الالكترونية بعد ردات الفعل الاسلامية الغاضبة، وأصبح اسمه لامعا بعد أن كان مغمورا، والقس الأمريكي جونز الذي أحرق المصحف الشريف، لا يتجاوز أتباعه الأربعين شخصا، أصبح نجما عالميا مشهورا في الصحافة المرئية والمقروءة والمسموعة، وتبادل الرسائل مع رؤساء دول، مع أنه تافه وغبي، والفلم الجديد”براءة المسلمين” الذي يسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وللاسلام والمسلمين أصبح حديث وسائل الاعلام العالمية بما فيها العربية والاسلامية، نتيجة لردات فعل الشعوب العربية والاسلامية العنيفة، علما أن القائمين على الفلم اخراجا وتمثيلا مغمورون لا يعرفهم أحد…فهل نساهم دون أن نقصد بترويج حماقات وجرائم تحاك ضدنا؟
وبالتأكيد فان الغرب الامبريالي يقدم لنا هذه الحماقات تماما مثلما يرفع مصارع الثيران الاسباني رايته الحمراء للثور كي يجره الى الحلبة ليسهل عليه قتله؟ وهل ندرك أن هذه الجرائم المسيئة لنا ولمعتقداتنا الدينية ليست عفوية، بل تكمن أسباب سياسية خلفها؟ وما وجود قبطي مصري مارق مع طاقم الفلم المسيء إلّا من أجل بث الفرقة واشعال حرب طائفية في مصر تحديدا، خصوصا بعد وصول جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر بطريقة ديموقراطية، وها هي الأساطيل الأمريكية تجوب شواطئ مصر وليبيا بعد ردود الفعل في الشارعين الليبي والمصري.
وعلى المسلمين “ضبط النفس والتروي وعدم التعجل على أي تصرف قد يحسب عليهم” ولعل الدفاع الأمثل والأكثر جدوى عن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وعن الدين الحنيف يكون من خلال ترجمات القرآن الكريم، والسيرة النبوية، وأمهات الكتب الاسلامية وتوزيعها مجانا في مختلف دول العالم، وقد أحسنت احدى الجمعيات الاسلامية صنعا في لندن عندما قامت بتوزيع مئة ألف نسخة مترجمة من القرآن الكريم والسيرة النبوية، كردة فعل على الفلم المسيء، فهل نقتدي بهم؟
14-9-2012