الشيخ القرضاوي أعلنها على الملأ من على شاشة الجزيرة أن “لا فائدة من الحوار مع الشّيعة” بينما يترأس الحوار مع الديانات الأخرى، والشيخ محمد حسان ووجدي غنيم وغيرهما أعلنوها أمام الرئيس محمد مرسي وبثتها التلفزة ووسائل الاعلام:” لا تسمحوا للرافضة بدخول أرض مصر” والمقصود الشيعة، وبقي الرئيس صامتا…و”السكوت دلالة الرضا”حتى في زواج العذارى. وكان قد أعلن الجهاد هو الآخر لاسقاط النظام الحاكم في سوريا، وهيئة “علماء المسلمين أعلنت “الجهاد” لاسقاط النظام “العلوي” في سوريا “وجماعة الصدر والمالكي الشّيعة في العراق يمعنون في قتل واضطهاد أهل السّنّة في العراق الجريح، ويقابلهم أهل السّنّة بتفجيرات في الحسينيات والمراقد المقدسة، ويقتلون الشيعة، وأحمد الأسير أعلنها حربا”جهادية” في مدينة صيدا اللبنانية على حزب الله وعلى الشيعة وعلى الجيش اللبناني، وجماعة “فتح الاسلام” التي دمرت مخيم نهر البارد في لبنان أعلنت”النصرة” للشيخ الأسير من مخيم عين الحلوة لتزج بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في أتون صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وحزب الله اللبناني دخل الى سوريا محاربا “لحماية مقام السيدة زينب والمقامات الشيعية الأخرى….و”النجدات الشيعية العراقية” يدعمها التيار الصدري تحارب في سوريا دفاعا عن العلويين والشيعة، والحرس الثوري الايراني داخل في قلب الحرب الأهلية القذرة في سوريا….ودول مجلس التعاون الخليجي تهبّ لقمع التمرد الشيعي في البحرين، وايران تموّل وتحرض الشيعة في شرق السعودية والحوثيين في اليمن من أجل محاربة الأنظمة السنّيّة الحاكمة، وتركيا العلمانية والعضو الفاعل في الناتو عادت الى الاسلام السّنّي بحزب العدالة الذي يتزعمه أردوغان بأوامر من الحلفاء في واشنطن وتل أبيب لاستقطاب أهل السّنّة في المنطقة لعمل توازن مع ايران الشيعية.
والغرب يريدها فتنة طائفية بين الشّيعة والسّنّة بعد نجاحه في تقسيم العراق بعد تدميره واحتلاله وهدم دولته في العام 2003 على أسس طائفية”شيعة وسنّة”، وبعد أن استنفدت الفتنة بين المسيحيين والمسلمين العرب أهدافها في الحرب الأهلية في لبنان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي…وما الحرب الدائرة في سوريا إلّا لاعادة تقسيم المنطقة الى دويلات”طائفية” متناحرة.
وما الجريمة البشعة والمستنكرة التي جرت يوم 24-6-2013 في قرية أبو مسلم في محافظة الجيزة في مصر، والتي راح ضحيتها أربعة من الشيعة -منهم حسن شحاتة الزعيم الروحي للشيعة في مصر- جرى قتلهم والتمثيل بجثثهم، وجرح العشرات منهم، إلّا نتاج حملات التحريض على الفتنة التي يقودها وينظر لها من يزعمون أنهم “علماء” و”دعاة” ويتصدّرون وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ويهيجون بها عواطف الرعاع، وهذا يتطلب من السلطات المسؤولة الحاكمة الى كبح ولجم حملات التحريض الدّامي، ومحاكمة المسؤولين عنها. كما يتطلب من الأزهر الشريف وما يمثله في وجدان الأمّة أن يواصل مواقفه العقلانية، وأن يكثف حملات التوعية للقضاء على الفتنة التي تطلّ برأسها، لتلتهم الأخضر واليابس.
24-6-2013