يا اطفال غزة … ويا اطفال فلسطين … ها انتم تقابلون القتل بابتسامة بريئة ساخرة …. تستقبلون موتكم قتلا دون ان تدروا او تدركوا كيف جاءكم … خرجتم الى هذه الدنيا من بطون امهاتكم تصرخون وكأنكم تعلمون المصير الذي ينتظركم … فشهادة الوفاة مصاحبة لشهادة ميلادكم بانتظار توقيعها من مطلقي صواريخ القتل والدمار …. فتباغتكم وانتم نيام في اخضان أمهاتكم… أو مرعوبون من صوت الانفجارات التي تدوي حولكم ومن جميع الإتجاهات … تباغتكم وانتم جياع لأن حليب أمهاتكم جف من سوء التغذية نتيجة الحصار الظالم … أو من هول ما يلاقين وتلاقون … وقد يحصد الصاروخ القاتل أرواحكم وحيدين … ليترك أمهات وآباء ثكلى … تملأ الحسرة قلوبهم … أو تحصد أرواحكم مع أمهاتكم … أو جداتكم …أو أشقائكم.. لكي لا يحزن أحد على أحد … فها هو محمد البرعي ابن الشهور السبعة يلحق بإيمان حجو ابنة الشهور الأربعة …. ولتلحقون باطفال آخرين وأمهات أخريات … ولا ذنب لكم سوى انكم فلسطينيون تعيشون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، فانتم من شعب قال عنه رسولكم الأعظم صلوات الله عليه ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، قيل اين هم يا رسول الله ؟؟ قال في بيت المقدس واكناف بيت المقدس ” فهذا قدركم وقدر شعبكم ولا حول ولا قوة الا بالله .
فلم يعد في أمتكم معتصم تندبه أمهاتكم وأخواتكم وجداتكم … بل وُجد من يدعوكم انتم ” والجارة الصديقة ” اسرائيل للتهدئة … وهكذا فإنكم تحملون وزر دمائكم … فانتم غلاظ القلوب أجبرتم الآخرين على قتلكم … وأوقعتم قادتكم في حرج امام شعوبهم … كما أوقعتم ” حماة الانسانية وحقوق الانسان ” في حرج يعيق مواصلة “دفاعهم” عن حقوق الانسان … فلله درّكم ودرّ أمهاتكم … وانتم تودعون الحياة الدنيا … تاركين بحر دمائكم ليستحم بها القادة والزعماء وتجار الحروب …. وليتوضأ بها اصحاب اللحى والعمائم ليصلوا صلاة الولاء للسلاطين … فلله درّكم ودرّ أمهاتكم وآبائكم وانتم تحلقون في حواصل طيور خضر … تحلق وتحط بكم في جنات فيها ما لذّ وطاب … تصعدون الى السماوات ملائكة ليستبدلكم الله أمهات من الملائكة خيرا من أمهاتكم … وآباء خيرا من ابائكم لتشفعوا لوالديكم يوم الحساب وليجمع الله شملكم وشملهم في جنة عرضها عرض السماوات والارض … تحلقون في حياة النعيم الأبدية تاركين غيركم من الاهل والخلان يصارعون مرارة الجوع والحصار والدمار والخراب … ولتتركوا من يتصارعون على كراسي سلطة لا تحمل من السلطة الا الإسم يتيهون في غيهم وضلالهم .
فيا اطفال شعب الشهداء … ما تبقى لكم الا الرحيل ممزقي الأجساد … لا امل لكم من أمة غثاء السيل التي ما عاد فيها الرجال يسرجون على الخيل … وما عاد لديهم خيل يسرج عليها اشباه الرجال مع احترامي لذكرى ذلك المعتوه المدعو المتنبي عندما قال ” أعز ماكن في الدّنى سرج سابح ” فخيولنا ما عادت الا للسباق وما عادت في بلادنا ، … لأن لندن وواشنطن وغيرهما هي مرابط خيولنا… في لعار عروبتكم…