صدر عن الاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين مؤخّرا مجلد في 560 صفحة من الحجم الكبير، يحوي القصص القصيرة جدّا النّاجزة للأديب الكبير محمود شقير، وهو تجميع لثماني مجموعات من القصّ الوجيز. وفي مقدّمة الكتاب يطرح شقير فلسفته ورؤاه لأقاصيصة.
وهذا الإصدار يشكّل إضافة نوعيّة لإصدارات اتّحاد الكتّاب في عهد رئاسة الشّاعر مراد السّوداني للإتّحاد. فقد سبق وأن أصدر الاتّحاد الأعمال الكاملة لبعض رموز الإبداع الفلسطينيّ الرّاحلين، والأعمال النّاجزة لبعض الأحياء الذين نتمنّى لهم طول البقاء والمزيد من الإبداع.
ومعروف أنّ الأديب الكبير محمود شقير مبدع ومتميّز ويعتبر واحدا من مؤسّسي ورموز القصّة القصيرة في عالمنا العربيّ. وقد وصل إلى العالميّة بترجمة بعض إصداراته الأدبيّة إلى أكثر من لغة أجنبيّة.
ومحمود شقير المولود عام 1941 في جبل المكبّر-القدس مدرسة أدبيّة تتلمذ على إبداعاته كثيرون، وقد أبدع في صنوف أدبيّة أخرى في إصداراته التي تقارب الثّمانين كتابا توزّعت بين القصّة القصيرة، الأقصوصة، قصص الأطفال، الرّواية للكبار وللصّغار، أدب السّيرة الذّاتيّة والغيريّة، المراثي، المسرحيّات، اليوميّات وغيرها. كما كتب المسلسلات التّلفزيونيّة وغيرها.
والأديب شقير الذي عانى من مرارة الأسْر والتّعذيب والإبعاد خارج الوطن، أديب مجدّد بتميّز لافت، وهو منحاز في كتاباته إلى وطنه وشعبه وأمّته وقضايا التّحرّر، تظهر تجلّياته في أقاصيصه عن القدس التي تسكنه كما يسكنها، كما تظهر في انحيازة للمرأة وقضاياها، ومحاربته للطّائفيّة.
ومع أنّني قرأت أقاصيص محمود شقير سابقا، إلّا أنّني أعدت قراءتها مرّة أخرى في المجلّد الصّادر عن الإتحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين، أعدت قراءتها بمتعة، فأدهشتني وكأنّي أقرأها للمرّة الأولى.
لكنّني أتساءل ومن باب الفائدة العامّة للأدباء الكبار وللكتّاب الشّباب عن نشر الأعمال النّاجزة الأخرى لمحمود شقير؟ مثل القصّة القصيرة، ورواياته للفتيات والفتيان، خصوصا وأنّ الأخيرة “روايات الفتيان” جديدة على الأدب العربيّ، وإحدى روايات شقير بهذا الخصوص اعتبرت واحدة من أفضل مئة رواية في العالم. وأتمنّى على اتّحاد الكتّاب أن ينشرها في مجلّدات هي الأخرى لتعمّ الفائدة. والحديث يطول.
26-11-2022