القدس:8-7-2021- من ديمة جمعة السمان: ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية المقدسية مجموعة “نوارس تبحث عن الأحباب”القصصية للأديبة الفلسطينية نزهة أبو غوش، وهذه المجموعة لم تنشر بعد.
افتتحت النقاش مديرة الندوة الروائية ديمة جمعة السمان وأشادت بالقصص، وبالنتاج الأدبي للأديبة نزهة أبو غوش، ومما قالته.
خمس عشرة قصة، لا زالت مخطوطة بانتظار نشرها.. ارتأت الأديبة نزهة أبو غوش أن تجمعها سويا وتقدمها لرواد ندوة اليوم السابع لنقاشها.. ويبدو أنها اختارت لها عنوانا يحمل اسم أحدى قصصها الأقرب إلى قلبها: ( نورس يبحث عن الأحباب).
قصص متنوعة، تحمل عناوين مختلفة، تعالج مواضيع تمس القلب والعقل معا، بأسلوب جميل سلس مشوّق، تنتهي كل قصة فيها بمفاجأة للقاريء يزيد من جماليتها.
اختارت عناوينها بعناية. أتقنت استعمال المونولوج الذي ساعد القارىء على الغوص داخل كل شخصية من شخوصها.
لاحظت أن كل قصة تحمل رسالة فلسفية معينة، فما أعمق قصة سر البيضة، لها دلالات نفسية عميقة جدا، فلم يطلب المدير من الموظف أن يعتني في بيضة قدمها له من فراغ. إذ أن مبدأ تحمل المسؤولية هو المراد من هذا الاختبار الذي فشل فيه الموظف بسبب توتره وارتباكه المبالغ به.
وكم كانت الرسالة التي بثتها الكاتبة من خلال قصة رعاة الأعشاب قوية.. فقد استطاعت من خلالها ان تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. “صفية” هي النموذج الأمثل للفلسطيني الصامد المتمسك بأرضه وعطائها.. وكذلك قصة المرأة الذكية.. إذ استطاعت المرأة العجوز وردة أن تستقطب الجيران والأحفاد ولم تعش الوحدة التي اعتاد أن يعيشها من في مثل سنها.. فقد كان السر في النعنعات والريحانات.
أما قصة الموت البطيء فهي تلخص واقع الإنسان الذي يبحث عن الأخبار السيئة التي تدب اليأس في قلبه، وتتسبب له بالاكتئاب.. وتشحنه بالطاقة السلبية بحجة أنه يطلع على أخبار العالم ويتفاعل معها.
وما أجمل أم السعيد في قصة الخبز المطرز. فلا مستحيل عندها، تجد حلا لكل مشكلة. هي نموذج للمرأة الفلسطينية الذكية والمحبة والمخلصة لأسرتها.
كم أحببت قصة (سوء تفاهم).. وقد ذكرتها الكاتبة بشكل مباشر من خلال سؤالها.. فهل ننتظر موقف (سوء تفاهم) لنستعيد علاقاتنا الحميمة مع من نحب؟؟
أما قصة (غولة في دارنا) فهي تعكس الأنانية التي يتحلى بها معظم الناس.. فطالما أن الضرر لن يصل المرء وأسرته فلا يبادر بأي مساعدة.
وقد كان للكورونا نصيب في هذه المجموعة، إذ ضمت قصتين للمجموعة تبرز حالة الرعب التي عاشها العالم في بداية انتشار الفايروس.
ويا حبذا لو أنها تصدر مجموعة خاصة تضم قصصا تعالج موضوع هذه الأزمة التي عاشها العالم أجمع.. فهناك العديد من القصص الواقعية التي ممكن أن توحي للكاتبة بأفكار تحولها إلى نصوص أبداعية.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
توظّف الأديبة نزهة أبوغوش في هذه القصص التراث ومفرداته مثل:الجرن الحجري-الطاحونة- التنكة،خبز مطرز.
وتنتصر لجسد الأرض، لترسخ في ذهن القارئ علاقة روح الفلسطيني وارتباطه العميق بالأرض، فنشمّ رائحة الأعشاب: النعناع والريحان، العقوب،الخبيزة، البقلة وغيرها. والأزهار الملونة، وتنتقل بقلمها إلى القيم الإنسانيّة كأهمية المحافظة على الأمانة، وتنتقد السّلوكيات السّلبية في المجتمع كالثرثرة العالية في المواصلات العامة، والعلاقات المتناحرة بين البشر، والأنا وتجاهل الآخر، وتدخل إلى أعماق الحالة النفسيّة؛ لتثير مدى أثر المعاناة التّي تعانيها الأسرة الفلسطينيّة وحالة القلق جرّاء الإعتقالات والاقتحامات التّي يمارسها الإحتلال.
وتصرخ عبر قلمها وتفيض حزنا على ما آلت إليه البشريّة من حقد وطمع من خلال جائحة كورونا.
جاءت المجموعة القصصيّة بضميريّ المتكلم والغائب، والزمن حاضر في القصص ما بين النّهار وأُسبوع، الليلة، الصباح، والمكان متعدّد ما بين المحاكم والحواجز والبيت والمشفى. ومعظم الشّخصيات الساردة كانت نسائية، فنجد الباحثة الإجتماعية،ربّة المنزل،الصّديقة،الحبيبة،حيث استطاعت من خلالهم أن تمرّر رسائلها وصرختها.
جاء السّرد متسلسلا انسيابيا يحاكي الواقع، وفيه لمسات من الخيال والفكاهةوالأسلوب السّاخر.
جاء الحوار بالفصحى والعاميّة، ومن خلال الحوار الّذي طغى أحيانا في بعض القصص على تكثيف السّرد، لكي تبرق برسائل الأرض المقهورة وتظهر تّوتر الشّخصيّات القلقة.
تقول صفيّة في قصّة”رعاة الأعشاب”:
أنا أُحاور الأرض والتراب، وكلّ عشبة وشوكة، أنتعش لرائحتها، أنا لا أنام إلاّ على صوت هسيس النّباتات،أطرب لصوتها الّذي يتسرب إلى أُذني.”
أمّا الخاتمة في قصص الأديبة أبوغوش، فكانت أحيانا تدهش القارئ بالقفلة الجميلة، كما في قصة”في ليللة ظلماء”و”عالم جديد”،”باص الصّباح”.بينما في قصص أُخرى ،استرسلت الأديبة في منح القارئ النتيجة والهدف من القصّة، فجاءت النهايّة مقيدة غير مدهشة كما في “امرأة ذكية” و”سوء تفاهم””موت بطيء.”
مجموعة تستحق القراءة،أوراق بطعم الحزن تعكس مرايا مجتمعنا الإحتماعي والسّياسي، فشكرا للأديبة على مجهودها في مجموعتها القصصية هذه.
وقالت رفيقة عثمان:
في هذه القراءة سأتطرّق للحديث عن خمس عشرة قصّة قصيرة، من تأليف الكاتبة نزهة أبوغوش؛ لم تُنشر بعد.
استخدمت الكاتبة أسلوبًا فنيًّا مغايرًا لكلّ قصّة، نحو الحوار العادي، والحوار الذّاتي، وتحدّث الرّاوي بضمير الأنا؛ للتّعبيرعن العاطفة، ممّا يضفي على القصص المصداقيّة والتّماهي معها.
هذه المجموعة القصصيّة، تحمل في طيّاتها النقد الاجتماعي اللّاذع، والسّياسي أحيانًا، والرمزيّة احيانًا؛ المستوحاة من الواقع الاجتماعي الفلسطيني والعربي بشكل عام، والّتي نسجها خيال الكاتبة لتوصيل الفكرة الرئيسيّة من كلّ قصة.
طوّعت الكاتبة اللّغة العربيّة البسيطة والسّهلة، في عبارات مكثّفة تتماشى مع الأحداث والشّخصيّات المختلفة، كما أدخلت اللّهجة العاميّة أحيانًا في بعض القصص، دون أن تؤثّر على مبنى القصّة؛ بل كانت أضافت إضافة نوعيّة للتعريف على شخصيّات القصص وصفاتهم من خلال الحوار.
ظهر اسلوب السّخريّة والهزل، والمفارقات في بعض القصص؛ للتعبيرعن الرّسالة التي تهدف إليها الكاتبة؛ بنقد بقصّة تلفت الانتباه، في النقد الاجتماعي، والنقد اللّاذع هي قصّة الحالة الماديّة، والتي فيها نوع منالمُفارقة، باستخدام ضمير الأنا. في هذا السّياق، والتي تتّصف بنفس الأسلوب ممكن ضم قصّة بين الحاجز والحاجز، والّتي تخلّلها نوع من السّخرية، نحو الإيمان بالشعوذة؛ الّتي زجّت بالبطل الّذي لا يؤمن بتاتًا بها، إلا عند يأسه من الوضع السياسي الأليم، واستنفاذ الوسائل الأخرى للتعامل مع الاحتلال، ممّا جعلته أن يستجير بالشّعوذة!. كما ورد على لسان البطل في نهاية القصّة عندما طلب منه الجندي ” ارفع قميصك، نزّل بنطلونك، اخلع نعليك والخ..” والجملة الهزليّة كانت في عبارة عندما قال: ” سأدبّرهم .. هل منكن تقدر على أن تأتيني بعشر ريشات وديك، يا إلهي كيف سأتدبّر بإحضار قمصانهم؟”. أي قمصان الجنود؛ كي يعمل لهم سحرًا لإيذائهم كما آذوه.
نهجت الكاتبة في قصّة باص الصّباح الأسلوب ذاته من النقد الاجتماعي، بسخرية، نحو عدم وجود خصوصيّات للإنسان وكشف المستور، حتّى الأكثر سريّة داخل البيوت. في عالم تطغى عليه الحياة التكنولوجيّة، في التّواصل الاجتماعي، البعيد عن روح الإنسانيّة، بالنهاية الإنسان يبحث عن الإنسانيّة، كما ظهرت على لسان البطل في بعض الظواهر الاجتماعيّة أحيانًا؛ كما ورد في قصّتي: (بين الحاجز والحاجز ، ومحاكمة الأجداد.
سأتطرّق لكل قصّة من حيث مغزاها والفكرة الرّئيسيّة التي رانت إليها الكاتبة نزهة أبوغوش:
نوارس تبحث عن الأحباب، هي قصّة تحمل عنوان المجموعة القصصيّة، استوحتها الكاتة من مقولة قالها البطل الحبيب لحبيبته ” ترى هل النوارس تبحث عن الأحباب مثلنا؟”. تعبشي عادة قريبا من المحيطات والبحار محلّقة عاليًا، وتتكيّف وفقًا لظروف المكان، فهي كالإنسان تتزاوج النّوارس وتتكاثر.
تعمّدت الكاتبة إلقاء مشاعر الحبيب على النوارس، التي تحوم بمكانها، شبّهتها الكاتبة بأنّها تبحث عن الأحباب؛ وهي رمز للإخلاص وتعلّقها بالمكان ذاته.
بينما قصّة الغولة فهي قصّة قصيرة جدًّا، والحوار فيها مكثّف، وعبّر عن الفكرة الرئيسيّة باختصار، وإظهار الأنانيّة وعدم المبادرة لردع المصائب من بعيد قبل وصولها إلينا ؛ تبدو لي بأنّها قصّة رمزية، سياسيّة؛ لصورة الدول والحكومات العربيّة التي تنأى عن المشاركة والهبّة لنصرة فلسطين، فهي لم تفعل، إلى أن وصلت المصائب إليها.
في قصّة سر البيضة، اختارت الكاتبة البيضة كوسيلة؛ لتوصيل الفكرة حول صعوبة تحمّل المسؤوليّة، والحفاظ عليها، ونجحت الكاتبة في إقناع القارئ ، بأنّه ليس كل إنسان بإمكانه تحمّل المسؤوليّة كما يجب.
في هذه القصّة يشعر القارئ في الصّورة الحركيّة للأحداث، لِما يتخلّلها من وصف لردود أفعال البطل وتوتّر وانفعالات مختلفة، أثناء تحرّكاته للحفاظ على البيضة التي أودعها مديره بين يديه؛ لإعادتها له سالمة في نهاية الأسبوع. هذه الصور تدفع القارئ وتشوّقه للقراءة السّريعة، وملاحقة الأحداث؛ لمعرفة النهاية.
لو تأمّلنا قصّة الموت البطيء: نجد بأّنّها قصّة إنسانيّة بحتة، تهتم في مواكبة للأحداث والصّراعات الرّاهنة والدائرة في الوسط العربي . كما وردت عبارة في القصّة: ” لقد وضعوا البوّابات الإلكترونيّة باب الأقصى” وغيرها. كل هذه الأحداث والصّراعات التي نعيشها يوميًّا لها تأثير قويّ على حياتنا اليوميّة.
برز استخدام اللّهجة العاميّة في هذه القصّة، والتي كشفت عن الأبطال ومكانتهم في القصّة، وفق المركز الاجتماعي التي يتحلّى بها الأبطال.؛ كما ظهر في الحوار الّذي دار بين المرأة الفلّاحة والطبيب.
الخبز المُطرّز: قصّة تمجّد صفات المرأة الفلسطينيّة، في كفاءتها وصبرها على الحالة المعيشيّة، واجتياز الأزمات، من صناعة أمور هامّة من لا شيئ، وهذا دعم لصمودها وصمود مجتمعها، وبإمكان الأسرة الفلسطينيّة أن تعتاش من موارد ذاتيّة وبسيطة جدّا. كذلك قصّة رعاة الأعشاب تدعم نفس فكرة في تعزيز الصّمود، واهميّة الأعشاب في حياة الفلسطينيين، والّتي لها دور هام في صمودهم أثناء الحروب والأزمات؛ بمعنى أنّ الفلسطيني تدبير أمره باقتصاد ذاتي، دون الحاجة إلى الغير؛ وخاصّةً المرأة الفلسطينيّة وتدبيرها. من الممكن القول بأنّ قصّة المرأة الذّكيّة، تعزّز قدرة المرأة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعيّة.
الخلطة السّحريّة، قصّة حقيقيّة مستوحاة من واقع الحياة، وصدف أن سمعتها بالأخبار، عن طبيبة تونسيّة شابّة، استحال علاجها فلاقت حتفها بسبب الكورونا؛ حيث سردت لنا الكاتبة هذه القصّة ونسجتها من وحي خيالها. أظهرت الكاتبة الصّراع بين العقل والوجدان، وتغلّب العقل على العاطفة بالنهاية. هذه القصّة تعتبر توثيقًا تأريخيًّا لزمن الكورونا.
لو تأمّلنا فصّة الحالة الماديّة تميّزها المفارقة والنقد اللّاذع، للحالة الاجتماعيّة، في تحديد الأولويّات في حياتنا، ونهتم بالقشور والمظاهر الخارجيّة قبل كل شئ؛ كما ظهر على لسان البطلة بالقصّة التي بحوزتها هاتف نقّال ثمين، دون الاهتمام بتوفير الحماية والصحّة لأبنائها.
خلاصة القول: المجموعة القصصيّة بعنوان: “النوارس تبحث عن الاحباب” أوصي بها لاختيارها في المطالعة المدرسيّة، واقتنائها في كافّة المكتبات العربيّة؛ لاهميّتها في النقد الاجتماعي، وتطرير النقد الذأتي، والحس القرائي.
وقالت هناء عبيد:
تلقي الأديبة نزهة أبو غوش في مجموعتها القصصية هذه الضوء على عدة قضايا اجتماعية وسياسية مهمة.
كما تتعرض لمواقف البطولة والصمود للشعب الفلسطيني، ولعل ما شد انتباهي في هذه القصص، أن التراث الشعبي قد تم دمجه بذكاء من خلال سرد الأحداث؛ ليكون بمثابة توثيق تأريخي يحمل على عاتقة مسؤولية نقل تراثنا وأصالتنا من جيل إلى جيل.
تنقلنا الكاتبة من مشهد إلى آخر بأسلوب سردي ماتع مشوق وبلغة عربية فصحى تتخللها بعض اللهجة الشعبية المحكية؛ لتطرز السرد بخيوط التراث والأصالة.
تغلب الرمزية والتورية على معظم القصص لتفتح بذلك باب التأويل على مصراعيه للقارئ.
من أهم القضايا التي تناولتها الأديبة المشكلات الاجتماعية المعاصرة والخلل الذي فتك بمجتمعاتنا بسبب الحياة العصرية الحديثة، ففي قصتها المعنونة بالحالة المادية، تتعرض الكاتبة لمرض اجتماعي بات يفتك بمجتمعاتنا، فالمظاهر الكذابة، والظهور ببرستيج معين أصبح هاجس الجميع، ولم تعد الضروريات لها أولوياتها، بعد أن اختلطت الأدوار مع بعضها لتجعل من الكماليات ضروريات، فاقتناء تلفون عصري حديث أهم من صحة طفل، وهذا ما حدا بالشخصية الرئيسية في هذه القصة للتهجم على المرأة التي تحمل أرقى وأغلى أنواع التلفونات بينما كانت تتذمر على الحالة المادية التي حالت دون علاج ابنها.
كذلك يظهر خلل تماسك مجتمعاتنا من خلال قصة سر البيضة التي تحتمل عدة تأويلات، فقد تكون الكاتبة قد قصدت أن مجتمعاتنا ليست قادرة على تحمل المسؤولية، أو ربما قصدت أنه حتى بوجود أشخاص على قدر المسؤولية، فإن محيطنا لا يسمح لمثل هؤلاء بأن يقوموا بمهمتهم كما يجب.
ونظرا لتنوع مغزى القصص فقد ارتأيت أن أدرج كل قصة على حدة وأبدي وجهة نظري فيها.
القصة الاولى:سر البيضة
تحتمل هذه القصة عدة تأويلات كما وضحت أعلاه..فقد نكون على قدر من المسؤولية لكن من حولنا يعيق ذلك.
القصة الثانية:رعاة الأعشاب
قصة رمزية تتحدث عن الخيانة والصمود،رمزية خيانة فوزي الذي يسهل للعدو احتلال الارض، ورمزية صمود صفية التي ترعى الوطن من خلال رعي أعشاب الأرض وكنوزها.
القصة الثالثة:الموت البطيء
لا أدري هل هناك خطأ مطبعي أم اختلط علي الأمر، فهل أم صالح خالة أم عمة الراوية؟
القصة رمزية أيضا تتعرض للمصاعب التي نواجهها من كل صوب، لتعلن موتنا البطيء، فبطلة القصة تموت بطيئا بمجرد سماع الأخبار المؤلمة، فكيف إذن بمن يعيش هذه المصاعب على أرض الواقع.
القصة الرابعة: الخبز المطرز
رقية أم السعيد والتي استعرضت الكاتبة من خلالها الأدوات التراثية الفلسطينية في صنع الخبز، وبينت أن الشعب الفلسطيني شعب مكافح مكتفي ذاتيا، وهي من القصص المهمة التي تحفظ تراثنا وتوضح دفء بساطتنا.
القصة الخامسة: الحالة المادية
تحكي قصة زهور التي تعترض على التناقض الذي يعيشه مجتمعنا، ففي الوقت الذي تلعن فيه الشابة الحالة المادية التي حالت دون علاج ابنها المكسور، تحمل بيدها تلفون الجالكسي الباهظ الثمن، وهذه القصة متداولة في المشهد المجتمعي هذه الأيام وتحاكي واقعنا المعاش.
القصة السادسة: بين الحاجز والحاجز
أم حمدان امرأة مخاوية الجن، تعالج كل المصاعب وتحقق المستحيلات بالشعوذات، هكذا كانت تقنع السيدات.. كان أبو حازم ينتقدها ويحذر زوجته منها ويمنعها من زيارتها…
لكن العجز وقلة الحيلة تدفع الإنسان للإيمان بما لم يؤمن به يوما.
عند حاجز قلنديا وتحت قهر السلاح والقوة غير المتكافئة ينسى أبو حازم العقل والتفكير ويتمنى أن تساعده الشعوذة في تخطي جنود الاحتلال.
القصة السابعة: في ليلة ظلماء
الاحتلال وبشاعته وظلمه جعل خيال سميحة يشطح بعيدا، عاشت قصة نسجها عقلها، انه الخوف الذي تعيشه كل أم من رعب الثكل والأسر
سميحة تتخيل أن قوات الاحتلال قد أتت للقبض على ابنها الوحيد أحمد، لقد تهيأ لها أن العلب الحديدية المربوطة بشجرة الرمان خوذات جنود الاحتلال الذين أتوا للقبض على وحيدها، قصة الرعب التي يمارسها الاحتلال ضد الأطفال الأبرياء، قصة ترسم لنا الواقع الأليم الذي يعيشه الفلسطيني تحت ظل القمع والظلم والقهر .
القصة الثامنة: محاكمة الأجداد
عبيد يريد محاكمة الأجداد مشعلو حرب البسوس؛ لأنهم زرعوا الأحقاد، هكذا كانت وجهة نظره بينما الآخرون يعتبرونها حروبا من أجل الكرامة
حكم القاضي عليهم بجمع عظامهم وحرقها
هكذا تختلف الآراء من جيل الى آخر، من يدري قد تجد الأجيال القادمة أن حرق العظام جريمة يلحقها العار.
القصة التاسعة: امرأة ذكية
وردة المرأة العجوز التي استقبطت الجميع بنعنعاتها وريحاناتها، قصة تحكي حكاية كل فلاحة تستغل الأرض في زراعتها فتزرع معها محبة الناس، هكذا هي المرأة الفلسطينية المكافحة التي تصنع من الأرض حبا.
القصة العاشرة: سوء تفاهم
قصة أمّ رباح التي لوحت لبائع البطيخ، فاعتقدت أم مرسي أنها تلوح لها بعد خصام طال مداه، فصفت العلاقات بينهما بسبب سوء الفهم ، حقا
كم نحتاج لسوء الفهم أحيانا لتصبح الحياة على ما يرام.
القصة الحادية عشرة: عالم جديد
هو حلم الجميع أن يكون هناك عالم جديد يتحقق العيش فيه بلا قتال وبلا عنصريات، لكنه سيبقى حلما.
القصة الثانية عشرة: غولة في بيتنا
هي اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية التي تضعنا في الورطات، حيث قصر النظر وعدم الإكتراث بالقادم، حتى تقع الفأس بالرأس، قصة رمزية، توضح سبب هزيمتنا، فنحن لا نعي ما يحدث إلا حينما نقع في مصيدة المصائب، قصة تحاكي واقعنا العربي المنهزم.
القصة الثالثة عشرة :باص الصباح
قصة ساخرة تكشف حقيقة فضول البشر، والعواقب المترتبة عليها.
القصة الرابعة عشرة: نورس يبحث عن الأحباب
لمى طارت فرحا حينما قال لها حبيبها: انتظريني
هذا يعني أنه يحبها..عنان أخبرها أنه سيسافر للدراسة لمدة عام ونصف.. عند عودته تم حجره بسبب كورونا، فباعدت المسافات بينه وبين لمى..لكن من يمنع النوارس من الرحيل الى أحضانها ولو كانت على بعد ألف ميل.
القصة الخامسة عشرة: الخلطة السحرية
قصة الطبيبة التي قضت بفيروس كورونا، وهي قصة حقيقية كما ذكرت الأديبة نزهة، صديقة الطبيبة لم تحتمل خبر وفاتها، لكنها تابعت المسيرة رغم يأسها الكبير معتمدة على خلطة أمها “ثوم وزيت والقليل من العسل”.
اليأس يدعونا إلى الاستسلام أحيان ، فحينما رأت الطبيبة صديقتها رزان في أحضان الموت بسبب كورونا استعانت بخلطة والدتها السحرية.
مجموعة قصصية ماتعة، مشوقة، سردت بلغة سهلة متينة استطاعت أن تختصر من خلالها حياتنا، التي نعيشها وواقعنا المؤلم الذي يقبع تحت نير الظلم والقمع، قصص رسمت واقعنا المزري ومجتمعاتنا التي وقعت فريسة العالم الإلكتروني بكل دقة ووعي.
مجموعة قصصية تستحق القراءة، تضيف قيمة أدبية إلى رفوف مكتبتنا الأدبية العربية.