حفيدتي الرّائعة لينا ابنة قيس ومروة، تتمتّع بقدرات تنبئ بنبوغها رغم أنّها لا تزال ابنة سبعين يوما فقط، فهي تعرف ما تريد تماما، وقد عرفت ذلك لأنّنا نعيش سويّة ونتنقّل سويّة، ولا نفترق إلّا عند النّوم، وإذا ما أفاقت لينا فإنها تصدر لحنا موسيقيّا شاعريّا، ينبئ بأنّها استيقظت…وينعش قلب من يسمعها، أتسلّل إلى جانب سريرها بخفّة…تنظرني مبتسمة وهي تهشّ وتنشّ بأطرافها الأربعة…فأبتسم لها…فتردّ البسمة بمناغاة موسيقيّة هادئة ولا أجمل منها….أتركها لأراقب حركاتها وردّات فعلها….تنظرني مستغربة ظنّا منها أنّني لا أفهم مرادها…تحرّك شفتيها ولسانها لتحدّثني، لكنّها لا تقوى على الحديث بعد…فتستعيض ذلك بلحن حزين كأنّها تشكوني أو تتودّد لي كي أحتضنها وأرفعها من سريرها، وعندما تتأكّد من صلافتي معها يكفهرّ وجهها…ترفع شفتها السّفلى على العليا غضبا وتبكي…عندها تأتي والدتها أو جدّتها لاحتضانها، فتلفت إليّ عاتبة.
5 آب ـ اغسطس ـ 2015