صدرت قصّة الأطفال “قراءة من وراء الزّجاج” للكاتبة المقدسّة نزهة الرّملاوي هذا العام 2021 عن دار الهدى للنّشر والتّوزيع كريم، في كفر قرع. وتقع القصّة التي رافقتها رسومات منار الهرم في 44 صفحة من الحجم المتوسّط.
نزهة الرّملاوي: كاتبة مقدسيّة فلسطينيّة صدر لها حتّى الآن روايتان، وبضع قصص للأطفال.
مضمون القصّة: واضح أنّ الكاتبة قد استوحت مضمون قصّتها من عملها كمدرّسة، ومن النّشاط اللامنهجيّ المتمثّل بـ “أسبوع القراءة”، حيث يتمّ دعوة أولياء الأمور من آباء وأمّهات وجدّات وأجداد لقراءة قصّة للأطفال حيث يدرس أبناؤهم.
في هذا القصّة طرحت الكاتبة قضيّة الآباء الأسرى أمام الأطفال، من خلال الطّفلة أميرة التي تعاني من حرمان حنان الأبوّة لأنّ والدها أسير، وقد لجأت الكاتبة إلى الخيال في تحقيق أمنيّة أميرة بأن يقرأ لها والدها القصّة أثناء الزّيارة، التي يفصل بها حائط زجاجيّ بين الأسير وزائريه، ويتمّ الحديث بينهما من خلال هاتف، وسرح خيال الكاتبة لدرجة وصلت بها إلى نقل قراءة الوالد للقصّة صوتا وصورة إلى زملاء أميرة في الصّفّ عن طريق الهاتف المحمول. وهذا ما لا يمكن حصوله على أرض الواقع، فالمحتلّون لا يسمحون للزّائرين بإدخال الهواتف المحمولة أو أيّ شيء آخر معهم أثناء الزّيارة، ويأتي هذا الخيال بطريقة مقبولة لتحقيق أمنية طفلة بأن يقرأ والدها لها قصّة أمام زملائها.
أهداف القصّة: تلامس القصّة عواطف الأطفال بطرح قضيّة لا يسلم من معاناتها بيت فلسطينيّ، فالمحتلّون الإسرائيليّون اعتقلوا منذ العام 1967 ما يزيد على المليون فلسطينيّ لفترات متفاوتة، وبعض الأسرى الفلسطينيّين مضى على اعتقالهم أكثر من أربعين عاما. وهناك أسرى تركوا خلفهم زوجاتهم وأبناءهم الأطفال؛ لتكون المعاناة مزدوجة، فالآباء الأسرى محرومون من رؤية واحتضان أطفالهم، وأطفالهم أيضا محرومون من حنان آبائهم.
والقصّة ترمي أيضا إلى تحفيز الأطفال على المطالعة لخلق جيل قارئ، وهذه قضيّة هامّة أيضا. كما أنّ القصّة تطرح قضيّة الاحتلال وموبقاته التي لا يسلم منها حتّى الأطفال. وهذا يستوجب ضرورة كنس هذا الاحتلال ومخلّفاته كافّة. لكنّ الهدف الأسمى والعاجل هو العمل على تحرير الأسرى؛ ليعانقوا الحرّيّة كبقيّة البشر.
الرسّومات والإخراج: الرسومات التي أبدعتها ريشة الفنّانة منار الهرم تناسب الموضوع، وتسهّل على الطّفل فهم القصّة، والمونتاج والإخراج موفّق أيضا.
27-4-2021