قبل أيّام قليلة صدرت قصة الأطفال “زغرودة ودماء” للأديب المقدسي جميل السلحوت عن دار “إلياء للنّشر والتوزيع” في أبو ديس-القدس.
سأبدأُ بعنوان القصة المُمّيز فهو عنوان متناقض جدا ولافت للغاية، يغري الطفل لقراءة القصة سريعا؛ كي يجد أنّ القصة قصة نجاح طالب في الثّانوية العامة، وسعادة الأمّ، التي من الطبيعي أن تفرح لنجاح أولادها أكثر من فرحتها بنجاحها هي نفسها، مع التأكيد على اختلاف وسائل تعبيرنا عن الفرح من شخص لآخر، وفي القصة تحتفل الأمّ بنجاح ابنها بأن تطلب من ابنها الأصغر ابن السنوات التسعة أن يطلق المفرقعات احتفاء بنجاح شقيقه، دون الأخذ بعين الاعتبار الأضرار الكثيرة التي تتسبب بها المفرقعات مثل ازعاج الآخرين عدا عن صرف أموال دون مبرر حضاري مقنع، يضاف إليها الأضرار الجسدية المريعة من تشوّهات وفقدان أطراف.
في القصة يفقد الابن الأصغر ثلاثة من أصابعه بسبب المفرقعات وهذا بحدّ ذاته تحذير من خطورة استعمال المفرقعات.
وتهدف القصة إلى التحذير من أضرار المرفقعات، ومعروف أنّ السلحوت في كتاباته سبّاق في طرح مواضيع لم ينتبه لها كثيرون.
وأتمنى لو أن كل أمّ وأب وأولياء الأمور أن يقرأوا القصة قبل الصغار، فالقصة مُدهشة وتربوية.
وأنا شخصيا أؤكّد على ما جاء في القصة، وأدعو إلى التعبير عن الفرح بالغناء مثلا والرقص وتوزيع الحلوى، لا أن نحوّل أفراحنا لأحزان بسبب المفرقعات.
لدي ملاحظة واحدة على القصة وهي ذكر معدل الطالب المحتفى به وهو خمس وخمسون، لا أعرف الهدف من ذكر المعدل، وكأن فقط من يطلقون المرفقعات هم من حصلوا على معدّلات منخفضة، أو أنهم لا يستحقون الاحتفال. وأنا أرى الكثير سنويا ذوي المعدلات العالية يطلقون المرفقعات أيضا. فالوعي لا يكمنُ بالدرجات العالية.
وقد آلمتني كثيرا جملة تساؤل الطفل ضحية المفرقعات عندما سأل والدته: “هل ستنبتُ لي أصابع جديدة بدل التي طيرتها المفرقعات.؟
وفي النهاية اقول القصة رائعة وهامة وتستحق التعميم.
6-12-2020