اليوم الخميس ١٨ حزيران ٢٠١٥ زرنا بصحبة ابن العمّ مركز الجالية العربيّة في هيوستن وهو الأكبر من نوعه في أمريكا، افتتح في نيسان ـابريل ـ ٢٠٠١…بناؤه من طابقين مساحة الواحد منها حوالى ٨٠٠ متر مربّع… في الطّابق الأوّل صالة مرفوعة فيها أعلام الدّول العربيّة، على يمينها صالة اجتماعات، وعلى يسارها صالة الضّيوف التي تتصدّرها لوحات نحاسيّة تحمل أسماء المؤسّسين، ولوحات تحمل أسماء أعضاء الهيئة الادارية ومن ضمنهم ابن العمّ محمّد موسى السّلحوت، أحد المؤسّسين الرئيسيّين، ورئيس أوّل هيئة إدارية للمركز. وهو صاحب فكرة انشاء المركز، وهناك مكاتب للسكرتاريا، حيث تداوم شابّة مصريّة كما يتّضح من لهجتها.
وفي الصّدارة قاعة واسعة تحمل اسم رجل الأعمال الفلسطيني ابن قرية بيت عور قضاء رام الله الملياردير فاروق الشامي، الذي يتنقل في أمريكا بطائرة خاصّة، ويملك مصنعا لموادّ التّجميل يصدّر إلى ١٣٢ دولة. ويتمّ تأجير القاعة لأبناء الجالية العربيّة في المناسبات المختلفة، كالأفراح والمآتم واللقاءات والمحاضرات والاحتفالات بالمناسبات الوطنيّة المختلفة، وفي الطّابق الثّاني غرف صفّيّة لتعليم اللغة العربيّة للأطفال وللكبار يومي السّبت والأحد من كلّ أسبوع، ويرتادها العرب من مختلف أرجاء المدينة…كما فيه غرفة كمبيوتر لتعليم الأطفال والكبار أيضا…يحيط ببناء المركز أرض مساحتها ٤٥ دونما”١٠ هكتار” قرب البناء حديقة للأطفال فيها مراجيح مختلفة… وفي الأرض أكثر من ثلاثة ملاعب لكرة القدم…يتمّ تأجيرها أيضا، وغالبا ما يستأجرها مهاجرون مكسيكيون.
يحيط بالمركز سور جميل…له مدخل…وشارع معبّد حتى باب البناء، وموقف للسّيّارات.
مطاعم هيوستن
يحرص ابن العمّ محمد موسى السلحوت وزوجته الرّائعة جويس، أن نرى ما يسمح به وقتنا من معالم حضارية في هيوستن…وهما يغمراننا بكرمهما الذي يعجز القلم عن وصفه، ومن هذا الكرم حرصهما أن نتناول طعام الفطور والعشاء في مطاعم هيوستن الرّاقية والمختلفة، لنتذوّق طعام مختلف الشّعوب التي تنتشر في المدن الأمريكيّة، وكما هو معروف أنّ لمختلف الشّعوب والأمم أطباق طعامهم المختلفة التي تتناسب مع أذواقهم، وقد تناولنا طعامنا في مطاعم عربيّة، ايطاليّة، أمريكيّة، مكسيكيّة، أرجنتينيّة، صينيّة، وهناك مطاعم خاصّة بالجنوب الأمريكيّ مثل مطاعم تكساس الولاية التي توجد فيها مدينة هيوستن حيث نقيم…وتتميّز المطاعم الفخمة الرّاقية بأنّ روادها من الأثرياء، ويظهر ثراؤهم من خلال السّيّارات الفاخرة التي يملكونها، ومن خلال الملابس الفاخرة أيضا التي تظهر جمال نسائهم وطريقتهن اللافتة في وضع موادّ الزّينة، وخدمة الزّبائن الزّائدة… وقد لاحظت أنّ ابن العمّ وزوجته معروفان من نوادل المطاعم وإداراتها لكثرة تردّدهم عليها. ومن المطاعم التي تناولنا عشاءنا فيها مطعم راق للشّواء…والذي يحرص مالكوه أن يتّخذ مقرّه طابع حياة رعاة البقر الأمريكان، وهو معروف على مستوى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ويفاخر مالكوه أنّهم يقيمون حفلات شواء في البيت الأبيض بناء على طلب رؤساء أمريكيّين، وأنّ اليزابيث ملكة بريطانيا قد استدعت طاقما من طبّاخي هذا المطعم لعمل شواء في أحد قصور الملكة في إحدى مناسباتها الاحتفالية.
ويلاحظ أن هناك مطاعم تقدّم وجبتي الفطور والغداء فقط، وتغلق أبوابها في الثّالثة بعد الظهر، ومساء أمس احتسيت وابن العمّ قهوة ما بعد العشاء في مقهى معلق على مدخله الدّاخليّ منجل حصاد وعدّة الحراثة على الدّواب، وضمة سنابل قمح جافّة.
أثناء خرجنا من أحد المطاعم في اليوم الثّاني لوصولنا هيوستن، أشارت لنا جويس زوجة ابن العمّ إلى سوبرماركت ضخم وقالت: هذا كان مكتبة ضخمة قبل عدّة سنوات، لكنّ ابن العمّ أشار في المركز التّجاري المجاور لمكان اقامتنا إلى مكتبة ضخمة أيضا.