القدس: 28-1-2016 ناقشت ندوة اليوم السّابع الثقافيّة في المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ في القدس رواية “البلاد العجيبة لليافعين” للأديب المقدسيّ جميل السلحوت، وتقع الرّواية التي صدرت أواخر العام 2015 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وصمّم غلافها ومنتجها شربل الياس في 83 صفحة من الحجم المتوسّط.
ممّا يذكر أنّه سبق وأن صدر للرّوائيّ السلحوت عدّة روايات للأطفال والفتيان منها: “عشّ الدّبابير” و”الحصاد”.
بدأ النّقاش مدير الندوة ابراهيم جوهر فقال:
رواية تقترب من روح الجيل وخياله الجامح، وتبني عالما من العلم والعمل على أرضيّة القدس، في روايته الجديدة التي خصّصها لليافعين عاش الكاتب (جميل السلحوت) في عالم فئته المستهدفة، فبنى لها عالما من خيال آسر في مقابل واقع طاحن.
ومن المعروف أنّ هذه الفئة لا تقبل النّصح والإرشاد المباشرين لاعتزازها بذاتها، الباحثة عن هويتها واستقلالها الذّاتي، وهي تتأرجح بين الطّفولة والنّضج، إنّها المرحلة العمريّة الأصعب في مسيرة الفرد، وفي علاقته بمحيطه القريب والبعيد.
العيش في الأحلام والخيال الخصب لدى أبناء هذه المرحلة وبناتها يتطلّب من الكتّاب تفهّمه ومحاورته بلغتهم، لذا جاءت (البلاد العجيبة) لتحقّق لهم عالمهم المشتهى، ولترشدهم إلى الوسيلة القادرة على تحقيق هذا الشّغف وهي: العلم الذي يقود إلى المساواة والسّلام والطمأنينة.
العلم والذّكاء للقارئ على أرضيّة القدس مدينة عراقة وانتماء واعتزاز هما المحوران اللذان قامت عليهما (البلاد العجيبة). وهي تسدّ نقصا بيّنا في الكتابات التي تخاطب فئة الفتيان والفتيات؛ لترشدها إلى الوسيلة الكفيلة بتحقيق الخيال ليصير واقعا.
وقالت نزهة الرملاوي:
البلاد العجيبة بين الواقع والخيال
رواية خيالية لليافعين تحمل في ثناياها حقائق تاريخية حول معالم دينية وأثرية في القدس، أبدعها الكاتب الفلسطيني جميل السلحوت، يسرد لنا الكاتب بطريقة لافتة حكاية أسرة فلسطينية تعاني من الفقر فتح الله لها أبوابا من الرّزق بطريقة عجيبة ، وقد أحسن الكاتب اختيار تلك الطريقة لتحقيق ما يحلم به اليافعون من ثراء تمثّل بالملابس التي كان يحدّق بها محمود على(الملكان ) ولكن لايستطيع شراءها، وتمثّلث الثّروة بالمجوهرات التي بيعت بملايين الدّولارات عن طريق المزاد العلنيّ في بريطانيا، فحقق الأب ثراء خياليّا لم يكن ليصدّقه، وزواجه من ابنة الشّيخ تلك الحوريّة التي فتنته بجمالها .
لقد وفّق الكاتب حين دمج ما بين الخيال والتّكنولوجيا الحديثة، والوسائل المستخدمة في حياتنا الحاضرة، حتى لا يكون هناك فجوة ما بين الحاضر والمقروء، فقد تمثّل ذلك بأبنية المدينة العجيبة وشوارعها وهندستها، والخدمات المميّزة المجّانيّة التي نفتقدها في عالمنا الواقعيّ، فالطعام والتّعليم والخدمات الصّحّيّة كلّها مجّانيّة، وواجهات المنازل الزّجاجيّة التي لا يرى من بداخلها، ونساؤها الفاتنات الحوريّات، هذه المشاهد لا بدّ أنّ الكاتب استوحاها ممّا قرأنا عنها في كتب التّفسير عن نعيم الجنّة.
لقد تميّزت الرّواية بالخيال الخصب غير المحدّد، فرافق الرّواية منذ ظهور الشّيخ وأخذه محمود إلى المسجد الأقصى ليلا؛ ليروي له أنّ القدس منبع الخيرات وبوّابة السّماء، وهنا يحثّه على الفوز بها، وكأنّه يطلب منه أن يحارب لأجل بقائها.
لقد سخّر لنا الكاتب المركبة على بساط الرّيح الذي كان يأخذنا كلّما جنح خيالنا إلى الفضاء البعيد، أنّه يقول لنا أنّ القدس هي طريق الوصول إلى الجنّة، حيث لا رأت عين ولا خطر على قلب بشر.
لقد حثّ الكاتب هذه الفئة من الشّباب على التّمسّك بالدّين والقدس، وأثار تحيّزا واضحا لحكم المرأة في الكوكب المثاليّ السّعيد، لأنّ المرأة ذات حكمة، وتكمن المثاليّة في ذلك الكوكب في تطوّر الزّراعة والمصانع وغزارة الانتاج ، وعدم الفوضى والقتل والتّدمير والتّسلط والجرائم والدّم التي يتميّز بها كوكبنا، هم بشر مثلنا ولكن يختلفون عنّا في تفكيرهم وإبداعهم وتنوّع محاصيلهم وجودتها، وفائض انتاجهم وثرائهم وتوزيعهم المهامّ بين أفراد شعبهم، يؤمنون بكلّ ديانات السّماء، لا تنازع ولا تفرقة طائفيّة، فنّانون وصنّاع للحياة السّعيدة الكريمة الخالية من الخداع المؤمنة بالحبّ.
تميّز أسلوب الكاتب بالتّشويق في عرض الأحداث وتسارعها، إضافة إلى غرز الكثير من القيم النّبيلة في شبابنا، كالوفاء بالعهد والإحسان الى الآخرين، ومشاركة الأخوة بالأفكار والعمل، والوحدة والتعاون والتّفكّر في المعاني السّامية للحياة الفاضلة.
لقد أسدى الكاتب نصائح جيّدة بطريقة شيّقة لبناة المستقبل.
وقالت ديمة جمعة السمان:
بلاد السلحوت عجيبة.. ولكنها ليست غريبة
سكانها أكثر قناعة وحكمة وثراء وعلما.. بالمحبة والصدق والعمل حققوا الأحلام.
رواية ” البلاد العجيبة” للكاتب جميل السلحوت تمسك بيد اليافع من الصّفحة الأولى حتى أخر صفحة بأسلوب شيّق جميل.. تحلّق به في عالم الخيال.. عالم الأحلام.. فما جاء في الرّواية لا يتعدّى حلما يتمنّاه الكبير قبل الصّغير.. فالكوكب الذي تحدّث عنه الكاتب خيراته تفوق خيرات الأرض.. سكّانه أكثر قناعة وحكمة وثراء وعلما من سكّان الأرض.. هم أيضا أكثر جمالا.. فالجمال جمال الرّوح،ينعكس على وجوههم.. فيشع نورا وجمالا .. كيف لا؟ فهم قانعون.. صادقون لا يكذبون.. يحبّون بعضهم البعض ولا يضمرون الشّرّ لغيرهم.. هي رسالة ذكيّة من الكاتب يقول فيها أنّ جمال الانسان بسلوكيّاته وليس بشكله الخارجيّ فقط.
أمّا من يخرج عن القانون منهم فيعاقبونه بنفيه إلى جزيرة بعيدة.. يتركونه يعيش حياته.. يأكل ويشرب ويلبس كما يشتهي.. لكنّه يعيش شعور العزلة والرّفض من مجتمعه.. وهذا أصعب وأشدّ عقاب.. فيموت مقهورا في الجزيرة البعيدة ويدفن فيها.. ويؤخذ أطفالهم منهم لتتمّ تربيتهم تربية تليق بالكوكب العجيب. أمّا من يتوب توبة صادقة فيسمح له بالعودة؛ ليعيش بينهم من جديد.. يتمّ العفو عنهم بنفسٍ طيّبة ولا يعايرونه بفعلته.. يعطونه فرصة أن يفتح صفحة جديدة في حياته لينسى ماضيه.. وليعود أهلا للكوكب الذي يعيش فيه.. فالهدف ترويض النّفس.. فما أن يعترف بخطئه ويعد بأنّه لن يكرر فعلته.. يعود إلى دفء حضن مجتمعه معزّزا مكرّما،فلا سجون ولا تعذيب ولا قتل ولا إرهاب. كوكب عنوانه الأمن والأمان.. والسّلم والسّلام بعيدا عن الأوباش اللئام.
المرأة هي التي تحكم الكوكب.. فقناعة الكاتب أنّ المرأة أقدر على قيادة الكوكب.. جعله يتحدّث بثقة عن نجاح الكوكب.. وحسن تدبير أمره.. فالكاتب يقول أنّ الرّجل يحكم بعضلاته.. أمّا المرأة فتحكم بعقلها.. الرّجل لا يتعدّى كونه عاملا.. أمّا المرأة فتتقلد أعلى المناصب.. فمن يحكم البلاد “ملكة” وليس ملكا.
يبدو أنّ الكاتب متأثّر بطبيعة حياة النّحل.. فالجميع يعمل بجدّ ونشاط.. لا يوجد للكسل عندهم مكان.. قائد المسيرة هي الملكة الأنثى.. وليست الذّكر..قوانينهم تحكم الرعية بعدل..لا يتساهل بها أحد.. كما أنّ النّحل معروف بنشاطه.. حتى أنّ المثل يضرب به في جدّه ونشاطه وعطائه واتقانه لعمله.
الكاتب في روايته جمع بين الخيال العلميّ والموروث الثّقافيّ والدّيني.. فأبى أن تطير المركبة دون فرشها ببساط أخضر.. وأبى أن تنطلق المركبة إلا من جانب قبّة الصّخرة المشرّفة، فوظّف معرفة الفتيان بعلاء الدّين وبساطه السّحريّ..ومعرفتهم بـِ “طائر البراق” الذي عرج بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى في خدمة عمله الرّوائي، كما أنّه أكد في أكثر من موقع في النّصّ بأنّ تفوّق سكان البلاد العجيبة بعلومهم سهّلت عليهم كلّ صعب. فالرّحلة من الأرض إلى الكوكب لا تأخذهم وقتا طويلا.. فالمركبة متطوّرة سريعة..حتّى البيوت عندهم تعمل بالأزرار.. فبالتّكنولوجيا والعلم سهّلوا معيشتهم واختصروا جهدهم ووقتهم.
لقد ضرب الكاتب أكثر من عصفور بحجر واحد.. ليصل بفكرته إلى اليافع.
ولم يغفل عن التّطرّق للاحتلال ومحاولته تهويد القدس، وسلب خيراتها وتزوير تاريخها. فحتّى أناس البلاد العجيبة يعلمون أنّ القدس عربيّة بناها الملك ملكي صادق.. ويأبى المحتلّ الصّهيونيّ أن يعترف بذلك.. جاء ذلك على لسان الطّفلة زينب.
تحدّث الكاتب عن بلاد عجيبة يقودها العلم.. تسودها المحبّة والعطاء والصّدق والتضحية والامان والسّلام.. في زمن يقوده الجهل.. انتشر فيه البغض والطّمع والاستغلال والأنانيّة والظّلم وحبّ السّيطرة واحتلال الأرض والشّعب .. فالبلاد حقّا عجيبة.. ولكنّها ليست غريبة،بل بلادنا هي الغريبة .. فالغريب أن ينتصر الجهل على العلم.. والبغض والكره على المحبّة.
لقد نجح الكاتب بتقديم المعلومات الهامّة للقاريء اليافع من خلال الحوار الذي كان يتمّ بين الشّخوص بأسلوب موفّق غير مقحم.
وفي الختام.. ملحوظة لا بدّ منها.. كانت رحلة أسرة عبد المعطي إلى البلاد العجيبة موفّقة،عاد محمود وأخته زينب منها سعيدين.. ولكن يا حبّذا لو انتهت الرّواية وأمّ محمود توقظ ابنها من نومه العميق ليذهب إلى مدرسته.. فما ورد حلما.. لا يريد محمود أن يصحو منه.. علّه يتحقّق يوما. بمثل هذه النّهاية يكون الكاتب قد أجاب على أسئلة كثيرة تدور في خلد القاريء ولم يجد لها جوابا.
وقال عبدالله دعيس:
رواية البلاد العجيبة ومزج الخيال بالواقع
ما أن يطالعك غلاف رواية البلاد العجيبة، وترى ذاك الدرج الذي يصعد إلى الغيوم، والجنّية الطيّبة التي تطلّ من بينها، والأكواخ التي تشبه الفطر، حتّى تتأهب لرحلة خياليّة في عالم الأطفال البريء، وتتذكّر القصص التي قرأتها في طفولتك، والمستمدّة في معظمها من الحكايات العالميّة، وتدرك أنّ هذه الرّواية الموجّهة لليافعين، لا بدّ أن تكون رحلة خياليّة تليق بعقولهم وخيالهم الواسع المحلّق فيما وراء الطبيعة.
تبدأ الرّواية بوصف مفصّل لمدينة القدس بأبوابها وأسواقها ومسجدها الأقصى دون خيال أو بلاد عجيبة، ليتساءل القارئ وهل القدس بلاد عجيبة؟ ويجيب نفسه، وهل أعجب من هذه البلاد؟ أليست القدس مهبط الرّسالات وبوّابة السماء؟ وما يلبث القارئ أن يرى بوّابة تنفتح في باحات المسجد الأقصى لينطلق محمود، بطل الرّواية، على بساط الرّيح في رحلة إلى كوكب آخر تعمّه السّعادة والمحبّة وتسوسه النّساء. ويذكّرني هذا بحكاية كنت سمعتها من جدّتي، -رحمها الله- عن صيّاد تبع غزالة حتّى فُتحت له بوّابة في الأرض وولج إلى عالم آخر يسوده الخير، فيه كلّ ما تشتهيه الأنفس، وتستطيع أن تحصل على ما تشاء منه بالكلمة الطيّبة عوضا عن المال، وتحكمه أيضا النّساء بعيدا عن تسلّط الرّجال. وهنا نجد أن الكاتب يدمج بين الحكايات العالميّة والحكايات الشعبيّة؛ ليخلق عالما جديدا تسوده المحبّة ويعمّه الإخاء، يعيش في كنف العلم بعيدا عن الحرب والصّراع.
وينتقّل، بعد ذلك، بين ذاك العالم الافتراضيّ وبين القدس، ويقفز قفزات سريعة تفتح المجال للطفل القارئ ليقارن بين الخير والشّر وبين الجمال والقبح، ويترك لعقل الطّفل أن يختار القدس من عالمه الواقعيّ، والعلم من البلاد العجيبة، ليصل إلى نتيجة أن العلم والمحبة والتّسامح ستجعل الأرض أفضل من تلك البلاد العجيبة التي تقع في أقصى الخيال.
ولم ينسَ الكاتب أن يؤكّد أن الشّر لا بدّ من وجوده حتّى في بلاد الفضيلة، فالشرّيرون في البلاد العجيبة يُرسلون إلى جزر معزولة، ويعيشون بعيدا عن أهلها الطيّبين، فليس لهم الصّولة والحكم كما هو الحال في الأرض، ويستغل الكاتب أحداث الرّواية ليعرّف الأطفال اليافعين بكثير من المعلومات النّافعة، فيصف القدس، ويتحدّث عن الأحجار الكريمة والمجوهرات، ويعرّفهم بتاريخ الفراعنة وبلاد ما بين النّهرين واليبوسيّين الذين بنوا القدس قبل ستة آلاف عام، ليجيء مدّعون غرباء ويعتبرونها أرضا لهم.
هل يجلب المال السّعادة؟ سؤال يثيره الكاتب في ذهن الطفل القارئ، فبينما يعيش الإنسان في البلاد العجيبة حياة رخاء وسعادة دون حاجة للمال، يسعى عبد المعطي وعائلته لاكتساب المال، فيبيعون العقد بملايين الدّولارات ويسعون لامتلاك الأراضي نافضين غبار الفقر عن أنفسهم، لاهثين وراء سعادة مصدرها الثّراء. أشار الكاتب في الرّواية إلى أنّ المال والقصور لا تجلب السّعادة، عندما استحضر قصّة ميسون بنت بحدل الكلبيّة ورفضها للعيش الرّغيد في القصور، وتوقها لحياة البساطة، لكنّه ترك الأمر مفتوحا، وترك الطّفل محتارا، ربما ليحلّق في خياله، ويبحث عن حقيقة الأمر بنفسه.
لا شكّ أن الكاتب أراد من هذه الرّواية تحيق المتعة، والتّحليق في عالم الخيال للأطفال اليافعين، وكذلك أراد لهم أن يتعلّموا منها الدّروس والعبر. فخلاصتها أنّ العلم والمحبّة والإخاء هي الطريق إلى السّعادة. لكن هناك بعض الأحداث في الرّواية التي لم تخدم هذا الهدف: فمثلا استطاع عبد المعطي المزارع البسيط الذي لم ينل قسطا من العلم أن يحصل على المال والغنى والسّعادة في أحضان زوجة جميلة من عالم آخر، دون عناء منه ولا كدّ، بينما أضطرّ أخوه عثمان الحاصل على الدّكتوراه أن يترك مقاعد التدّريس في الجامعة، ويُلقي بعلمه وراء ظهره ليعمل على استثمار أموال عبد المعطي التي هبطت عليه فجأة. وكذلك أراد الكاتب أن ينصف النّساء وجعلهنّ الحاكمات في البلاد العجيبة، لكنّه همّش دور سعاد زوجة عبد المعطي، واختفت في نهاية الرّواية وكأنّها لم تكن، مع أنّها هي الأمّ التي أنجبت وربّت الطفلين محمود وزينب بطلي الرّواية. وتعمّد الكاتب أن يقدّم المعلومات الجنسيّة للأطفال اليافعين الذين يقرؤون روايته، فأغرق في وصف النّساء والفتيات بشعورهنّ السّوداء الطويلة وجمالهنّ الباهر وصدورهن النّاهدة، ثمّ أشار إلى اللقاءات الجنسيّة بين عبد المعطي وزوجته من العالم الآخر. لا أعلم إذا كان هذا الوصف مناسبا للأطفال في هذه السّنّ، أو أنّه جزء من الثّقافة الجنسيّة المقبولة لهم، لكن حبّذا لو ترك الكاتب الأطفال لطفولتهم وبراءتهم بعيدا عن عالم الكبار.
كما وأنّ الكاتب أعطى صورة نمطيّة للمتديّنين بأن ساواهم بالمجرمين في تلك البلاد العجيبة، وحشرهم في جزر بعيدة عن التّأثير في حياة النّاس. أعتقد أنّ الكاتب لم يكن موفّقا في ذلك، فالدّعوة إلى الإخاء والمحبّة لا تكون بالإقصاء، فالدّين هو الذي ينقّي النّفس الإنسانيّة ويجعلها تصل إلى أعلى مراتبها، حين يعيش الإنسان حياة واقعيّة فيها الخير والشرّ وفيها الجميل والقبيح. إنّ النّظرة الإقصائيّة في هذا العالم الذي يسوده التّمييز والظّلم والعدوان، لم تبرز إلا في ظلّ الابتعاد عن معين الدّين وروحه، وفي ظلّ الغرب العلمانيّ الذي رفع الشّعار الذي أورده الكاتب في روايته (الدّين لله والوطن للجميع). أليس الوطن والأرض والإنسان وكلّ شيء هو لله الذي خلقها؟ أوليس السّعادة والهناء أن نعيش ضمن القانون الذي وضعه الخالق؟
الكاتب مزج الحقيقة بالخيال والواقع القائم بالمتخيّل. مزج بين عالمين: عالم موجود وعالم يحلم به كلّ من يبحث عن العدل والسّعادة، وأخرج توليفة فريدة ممتعة جميلة، لا تخلو من الفائدة والعبرة.
أمّا نزهة أبو غوش فقد قالت:
رواية لليافعين للكاتب المقدسي جميل السّلحوت، صدرت حديثًا 2016، عن مكتبة كل شيء في حيفا.
أودّ في قراءتي هذه أن أتحدّث عن الخيال في الرّواية.
في روايته بلاد العجائب، عمد الكاتب السّلحوت أن يستخدم الخيال المندمج بالواقع، حيث استخدم هذا الخيال؛ من أجل أن يرتقي بمستوى الفتيان إِلى درجة أفضل لحياة أفضل.
اختلف أهل العلم المعاصرين في حكم كتابة القصص الّتي يدخل فيها الخيال، فالبعض قام بتحريمها؛ لأنّه يعتبر أنّ القصّة الخياليّة تتحدّث عن شخصيّات مبتكرة وغير واقعيّة، كذلك أحداثًا مبتكرة؛ لذلك فهي كذب، والكذب حرام.
أمّا الرّأي الآخر فيرى بأنّ الخيال مباح في الرّواية ما دام المراد منها تحقيق أغراض لتعليم القيم والآداب والأخلاق؛ أو علاج بعض القضايا الاجتماعيّة والسّياسية، أو تعليم بعض العلوم التّجريبيّة وغيرها.
بالنّسبة لي ككاتبة للقصص الواقعيّة والخياليّة للأطفال والبالغين أرى بأنّ الكاتب أو الأديب، يتوجّه إِلى القارئ أو المتلقّي، ويطلب منه أن يتعاون معه، ويتخيّل صورًا جديدة، أو غريبة لشخصيّات يعمل على بنائها طيلة مساحة روايته من بدايتها حتّى نهايتها؛ وحين يستجيب القارئ لهذا الطّلب، ويحاول أن يتخيّل مع الكاتب خياله، ويعيش الأحداث المبتكرة، فبإمكانه أن يتوصّل إِلى الهدف الّذي ابتغاه الكاتب، وكتب روايته من أجله. وليس هناك أيّة علاقة لما ذُكر بالحلال والحرام.
أعتقد بأنّ كاتبنا المبدع جميل السّلحوت نهج في استخدام الخيال؛ من أجل إيصال أفكار ترفض الواقع المرّ الّذي يعيشه عالمنا الرّهيب، المبنيّ على الخداع والغشّ والعنف بأشكاله وأنواعه، وعلى الطّمع والجشع؛ لذلك حاول أن يتخيّل عالمًا جديدًا غير عالمنا. عالما يخلو من الحقد والكره، والبغضاء. عالما لا يسوده العنف أبدًا، فلا يسطو فيه القويّ على الضّعيف. عالم يخلو من أنواع أسلحة الدّمار.
اعتبر الكاتب هذا الخيال نموذجًا احتذى به لبناء عالم مثاليّ يخلو من كلّ أنواع السّلبيّات، فهذه رسالة أراد أن يوصلها للطّالب القارئ؛ كي يفهم ويعرف ما هي مقاييس ومعايير العالم المثاليّ، وأين يقف هو من هذا العالم، وتحت أيّة درجة؟ من أجل أن يشتغل على شخصيّته لتصبح دائما الأفضل، تعيش في عالم أفضل.
جمح خيال الكاتب جميل ليبني لنا عالمًا جميلًا تحكمه النّساء والفتيات الرّقيقات، والأطفال، ومملكة حاكمتها ملكة متواضعة تعمل على بناء مجتمع صالح؛ وتهتمّ بأُسرتها مثل أيّ امرأة عاديّة.
لقد نصر خيال الكاتب هنا الطّبقتين المستضعفتين، وهما الأطفال والنّساء، حيث ظلمتهما المجتمعات القائمة، وهذه دعوة من الكاتب للوقوف مع المرأة لعظمتها وقدرتها على العطاء والبناء، وكونها مصدرًا للإخصاب والانجاب.
إِنّ ايمان الكاتب جميل السّلحوت بقدرة المرأة، لهو تشجيع للفتيان أجيال المستقبل للعمل بالمثل؛ وعدم ظلم النّساء والأطفال؛ من أجل بناء مجتمعات صالحة، مدارسها الأُمّهات.
ربط الكاتب خياله الممتدّ مع واقع القدس. أبرز مصدر عروبتها. أبرز أهميّتها التّاريخيّة وحضارتها، وثقافتها. أبرز الكاتب أهميّة الوطن وضرورة العيش به؛ حتّى لو توفّرت له السّعادة في بلاد العجائب، مستشهدًا بقصيدة ميسون بنت بحدل:
لبيت تخفق الأرياح فيه/ أحبّ اليّ من قصر منيف.
استغلّ الكاتب الثّراء الّذي حصلت عليه عائلة عبد المعطي؛ من أجل ابراز أهميّة القدس، وذلك لشراء بيت يطلّ على المدينة والأقصى.
إِنّ الصّور الرّائعة الجمال للمدن والحدائق والشّوارع في البلاد العجيبة، والحيوانات العجيبة، والسّيّارات الفارهة العجيبة؛ الّتي ابتدعها الكاتب، لهي صور مشوّقة تشدّ القارئ للرّواية بقوّة، وتشجّعه على القراءة.
وهذا ما نرجوه من أبنائنا، الاقدام على القراءة للاستفادة منها ، والاستمتاع بها.
ساعدت لغة الكاتب السّلسة على تطوير الخيال بشكل واسع ومحبّب.
.
وقال نمر القدومي:
رواية ” البلاد العجيبة” .. وعجائب الخيال
من قلب الألم إضطررّنا أن نُعانق الحلم .. نبحث عن التّحدّي والصّمود .. نبحث عن خُلد الرّاحة اللّامحدود .. نتعلّق بمخلوقات من خارج نطاق الوجود. دروس وعبر كبيرة يضعها الأديب المقدسيّ “جميل السلحوت” في صفحات مقتضبة أمام اليافعين من القرّاء في روايته الجديدة “البلاد العجيبة”، وهي جزء من سلسلة “أغصان الزيتون” للمرحلتين الإعداديّة والثّانويّة.
أمّا أنا فجلستُ في حضرة الأرض المقدّسة والمباركة، لعلّي أسافر مع تلك الطّائرة الزّجاجيّة، وأمرح مع “عبد المعطي” وولديه “محمود” و “زينب” في رحاب البلاد العجيبة. إرتقى بنا الكاتب بأسلوب مُشوّق وبأفكار مُستجدّة، صوّر لنا حياة ثانية نابضة على كوكب آخر غير كوكب الأرض. يأتي شيخ طيّب ذو لحية وملابس بيضاء وشعر أشْيَب، لِيُحَلِّق مع هذه العائلة إلى الفضاء المجهول، ليجدوا بلادا متكاملة، راقية، هادئة، فيها من الأشياء ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خَطَر على بال بشر. يتجوّلون ويهيمون ويتعرّفون على علوم متقدّمة، حياة إجتماعيّة راقية وبلاد آمنة مستأمنة، لا حروب ولا دمار ولا جرائم فيها، تحكمها النّساء والأطفال. فيها مخلوقات بشريّة أكثر قناعة وحِكمة وثراء، رجالها أكثر وسامة ونساؤها أكثر جمالا.
عائلة “عبد المعطي” في ذهول وإستغراب، وكانت المفاجأة حين عرضت عليه سيّدة هذا الكوكب الزّواج والإنجاب منه، وقد تمّ ذلك دون أي تردّد ! العائلة الحاكمة أغدقت عليه وعلى ولديه بالهدايا القيّمة جدا والثّمينة، سبائك الذّهب والملابس الفاخرة، بحيث أنَّ حياتهم ستنقلب رأسا على عقب ويصبحون من الأثرياء على وجه الأرض.
إختار الكاتب “السلحوت” أسلوب السّرد الرّوائي والحوار بين الشّخصيّات في روايته، جعل هناك شخصيّات رئيسة وثانويّة. لم تتوقّف عنده عمليّة المقارنة بين هذه البلاد العجيبة وبلاد الكرة الأرضيّة، والهدف جليّ وواضح في إظهار الحياة المثاليّة التي يحلم بها سكان الأرض المغلوب على أمرهم، كذلك حمل همّهم وهمّ وطنه، وكأنَّ أديبنا يتبنّى آراء أفلاطونيّة إشتاق إليها. بدأ عنصر التّشويق مع بداية الرّحلة الفضائيّة، تارة نُوهِم أنفسنا أنَّ “محمود” وعائلته في حلم عميق، وتارة أخرى نُصارع تلك المجازات والبلاغات الأدبيّة. على كلّ لن يكون هناك فرق في كلتا الحالتين، فالمواعظ والحِكم بدأت تنهمر من بين السّطور، ومحور الكلام ينصبّ على توطيد المحبّة بين النّاس. المعاني إتّصفت بالبساطة والمباشرة، بسبب أنّها رواية مخصّصة لليافعين من القرّاء. قد يفشل العقل البشريّ في إختلاق حياة أخرى بكامل تفاصيلها، إلاّ أنّنا قطفنا الدّرة والفكرة الثّمينة من أعماق ذلك الخيال الواسع جدا.
الكاتب “السلحوت” وكالعادة يصف في رواياته المعالم التّاريخيّة للأماكن المقدّسة، وأسواق القدس القديمة، وباحات المسجد الأقصى، وقبّة الصّخرة وكنيسة القيامة. كذلك تكلّم عن الفراعنة وتاريخهم وعن الملك اليبوسيّ العربيّ “ملكي صادق” الّذي بنى مدينة “القدس” قبل ستّة آلاف سنة وسمّاها “يبوس”. إكتسبَ القارئ من خلالها معلومات كثيرة وحقائق أكيدة. إنّها رواية بطابع مختلف تماما، إستطاع الكاتب أن يوصل المغزى من وراء حكايته هذه، وهي ضرورة التّشبث بهذه الأرض المقدّسة، وأنَّ مَن يقطن فيها أو يطلّ عليها سيعيش في سعادة غامرة دائمة، فهي جنّة الأرض وبوّابة السّماء. يحدّثنا على التّجذّر بترابها، ويحثّ أولئك المقتدرين ماديّا أن يساعدوا ويساهموا في الإعمار والبناء على أرضها، ومعاونة أهلها في السّكن والصّمود على تراب وطنهم.
في هذه الرّواية أظهر الأديب تحيّزه الكامل إلى جانب الجنس الّلطيف ومناصرة حقوقهنّ. ولاّهنّ الحُكم والإدارة والقرار دون أن يتعارض ذلك في نظره مع الشّرع، فأحدث بذلك سابقة فريدة، لأنَّ في رأيه أنَّ الرجال هم مَن يفتعلون المشاكل. أمتعتنا يا أستاذنا في هذه الرّحلة الرّائعة، وأيضا في هذا العمل الأدبيّ الجميل.
وقالت رنا القنبر:
رواية البلاد العجيبة وحكم النّساء.
تدور أحداث الرّواية حول الطفل محمود الذي كان طالبا في الصف الاعدادي الأوّل، والذي كان يعشق مدينة القدس كثيرًا، على الرّغم من عدم تمكنه من شراء ما يشتهي من تلك المدينة، إلا أنّ سعادته كانت تكمن في زيارة القدس والأماكن المقدّسة فيها، كسور القدس وبوّاباتها وأسواقها القديمة، وباب العامود، وفي كلّ مرّة كانت تعتليه الدّهشة ويقفز قلبه فرحًا لرؤيتها، يرى محمود حلمًا يغيّر حياته وينقله وعائلته من حالة الفقر إلى الغنى، طار محمود على بساط الرّيح إلى البلاد العجيبة، تلك البلاد الذي يسودها العدل والسّلام والمحبّة بين النّاس واحترام الأديان، واحترام النّساء وتقديرهنّ لأنّ السّيادة لهنّ، وهناك وجد ما لذّ وطاب من المأكل والملبس والمجوهرات الثّمينة.
سافر محمود في تلك البلاد مع شيخ أشيب الشّعر كبير السّنّ أخذه حيث الجمال الأخاذ وحياة التّرف. أحضر محمود هدايا لشقيقته زينب وأمّه سعاد، وبعض الطعام الشّهيّ. لم يصدّق والداه قصّته ظنًا منهما أنّ هنالك أشرارا يطاردون محمودا، ويزرعون في رأسه أمورا لا علم لهم بها . إلى أن سافر والده إلى البلاد العجيبة.
أراد الكاتب أن يوصل من خلال الرّواية، أنّ البلاد التي تحكمها النّساء تحترم الأديان وتنتشر فيها المحبّة ويعاقب فيها من لا يحترم غيره من بني البشر بالنّفي، لأنّ حكم الرّجال القاسي أفقدنا المحبّة والتّسامح، فالمحبّة تكمن في النّفس البشريّة كما التّسامح أيضًا، وهذا السّلام الذي تنعم به تلك البلاد هو حلم الأكثرية، أو لنقل حلم البشر في هذا العالم اللا إنساني الذي نفتقد فيه احترام وجهات النّظر واختلاف الأديان وتقبّل الآخر، وهناك كانت سعاد ثانية التي تزوّجت بوالد محمود وأرادت أن تنجب منه طفلين يشبهان محمودا وشقيقته زينب، وسعاد الثّانية هي كلّ امرأة تستطيع أن تغيّر العالم بدءًا من بيتها وأطفالها، وتعليمهم الأسس والمبادىء والأخلاق الحميدة، واحترام الآخر وتزرع في نفوسهم حبّ المعرفة والعلم .
ذكر الكاتب في الرواية الفراعنة واكتشافهم لطبّ الأسنان، ونبوخذ نصّر، وهو أحد الملوك الكلدان وهو أفضل الملوك الذين حكموا بابل وبلاد ما بين النّهرين، حيث كان له الفضل الأكبر في تعمير بابل، وبناء حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدّنيا السّبع، وبناء السّدود ونشر الثّقافة، و”حمورابي” الذي حكم بابل بين عامي 1950_1792 ق.م
كما أشار الكاتب إلى من بنى مدينة القدس وهو الملك اليبوسي العربي “ملكي صادق”
على الرغم من انكار ذلك وسط المحاولات لطمس الحقيقة، لم تكن صدفة أن يذكر الكاتب تلك الحضارات بالذّات فتلك البلاد أخذت العلم والمعرفة منها، واعتزّت بها مما جعلها غنيّة بالتّجارة والصّناعة والاقتصاد، على عكس بلادنا العربيّة التي تخلت عن حضاراتها العريقة .
أشار الكاتب أيضًا إلى قضيّة البيئة والتّعامل مع النباتات والأشجار حيث تحدّث عن احراقها وتدميرها في كوكب الأرض . أصرّ والد محمود في الرّواية على شراء بيوت وأراضي مطلّة على القدس، ربّما أراد الكاتب أن يقول لنا أنّ القدس يجب أن تكون بوصلة الغنيّ والفقير هنا,
استخدم الكاتب كلمة “هيروغلوفية” مما جعلني أبحث عن معنى الكلمة واصلها
وهي كلمة يونانية الاصل glophos جلوفوس و hieros هيروس
وتعني الكتابة المقدسسة أو النّقش المقدّس
وهي الحروف التي كانت تستخدم في نظام الكتابة المصريّة القديمة، ويطلق هذا الاسم أحيانا على الرّسومات المعنويّة المصوّرة التي تشبه الكتابة المصريّة القديمة .
يفتح الكاتب أفاقًا واسعة على الرّغم من صغر حجم الرّواية التي ت إلى البحث في الحضارات القديمة والمعرفة .
وأخيرًا أراد الكاتب ربّما أن يوصل للجيل اليافع أنّ بلاد العجائب ربّما لا تحتاج إلى حلم أو بساط ريح، أو شيخ، بل إلى العلم الذي يمكنه فقط أن يرتقى بنا والمعرفة والبحث، والابتعاد عن الجهل، ومركب القتل والتّكفير الذي سيغرقنا جميعًا دون استثناء، وأن لا مكان في هذه البلاد لزارعي الفتن بين الأديان، ولا لمن يحقّر النّساء ويقلل من شأنهنّ ومكانتهنّ في المجتمع، وأنّ للمرأة دورًا اساسيًا في المجتمع، وهذا حقًا ما تحتاج معرفته الأجيال في هذا الوقت بالذّات، وهي رسالة أيضًا للأهل قبل الأطفال.
وهنا أختم وأقول أنّنا نحن من نستطيع تغيير ما وصلنا إليه، لو بدأنا بأنفسنا وأسرنا وأدّينا واجبنا بإخلاص وتفانٍ في سبيل نهضة المجتم.
وقالت رائدة أبو الصوي:
شخصيات الرّواية يتأرجحون بين الواقع والخيال .
القدس حاضرة بقوة في الرواية في مقدمة الرواية جولة لبطل الرواية محمود في القدس تؤكد أن القدس أغلى ما نملك. قبل الغوص في أحداث الرواية تجولنا مع محمود بالقدس .
رحلة محمود مع الشيخ الشايب الوسيم صاحب الثياب الناصعة البياض. ووصف الشيخ الطيب القدس بأنها منبع الخيرات، وأنّها بوّابة الدنيا وأقرب بقاع الأرض الى السماء .
من سيطر عليها فاز فوزا عظيما لأنها مباركة .
علاقة عبد المعطي بسعاد الثانية التي جاءته في المنام وطلبت منه أن يتزوّجها حتى تحصل على ابن وابنه منه مثل محمود وزينب .
“اللي مضيع ذهب ممكن الذهب في سوق الذهب يلقاه والي مضيع وطن وين الوطن يلقاه” .
ص 67 من رواية البلاد العجيبة عندما شعر بطل الرواية عبد المعطي بضيق .
كيف أنّه سيقع أسيرا لأمرأة تتحكم به .
المرأة لها معنى آخر، إذا دققنا جيدا في الرواية وجدنا أن الرواية تحمل في طياتها مقارنة بين الدول الحاكمة والدول المحكومة .
التأرجح بين حياة سعاد الأولى وسعاد الثانية .
بين الخيال والواقع .بين الأغراء واللااغراء .
سعاد الثانية استطاعت أن تأسر عبد المعطي لتحصل منه على ما تريد، هي تريد ابنا وابنة وهو يريد العزّ والجاه .
لكن يوجد تساؤل: هل تستطيع أموال سعاد الثانية أن تحقق لها أمنيتها بانجاب أبناء مثل محمود وزينب؟ مال الدنيا كلها لا يمكن أن يحقق لها هذه الأمنية .في عدم انجاب سعاد الثانية من عبد المعطي أبناء ابداع قوي .
هنا إثارة للقاريء وجعله يطرح التساؤل التالي: أيّهما أهم المال أم الأبناء؟
في الرواية تحيز واضح جدّا للنساء .لا أدري ماذا قصد الكاتب من هذا التحيز؟ قوانين الدول العظمى في منح الأقامة الدائمة “الجنسية” في ص (60) لاتمنح الجنسية الا لمن يولد فيها .
رسائل هامة جدّا لليافعين مغلفة بالحرير .
استطاع الأديب جميل السلحوت أن ينعطف بشكل مميّز في أدب الرواية لليافعين .
في هذا الجيل صعب أن توصل الرّسائل بشكل مباشر .استطاع أن يصل من خلال رواية البلاد العجيبة .
رواية تستحق أن تكون بين أبنائنا وبناتنا .أن تكون من ضمن منهاج اللغة العربية .
في نهاية الرواية قدم حكمة قالها الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء وهي أن المشاكل الأقتصادية في مصر وغيرها من الدول جميعها لا يحلها إلا العلم.
وقالت هدى خوجا:
نحلّق على بساط الرّيح إلى البلاد العجيبة، من منبع الخيرات في مركبة غريبة، تارةً مع محمود وأخرى مع والده عبد المعطي وأخته زينب، إلى مدينة المحبّة، والمدينة السّعيدة وبلاد المحبّة، الّتي تتّسم بعدّة أخلاق وقيّم طيبة منها الأخلاق الحميدة الصّدق وعدم الكذب والمحبّة والعطاء ،تتسم بالفرح والسّعادةوالطّيبة والعطاء، حيث يقوم شيخ طيب بإهداء محمود البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما هدايا قيّمة من قلادة باسم والدته سعاد، وأخرى باسم أخته زينب التّي تبلغ من العمر أربعة عشر عاما، مرصّعة بأجمل الحجارة والجواهر النّفيسة،رحلات مشوّقة وطريفة، تحمل عنصر التّشويق من البداية إلى النّهاية، بلغة مناسبة لليافعين، بأهداف تربوية واضحة تواكب الفترة بين 12-16 عاما، وهي أخطر المراحل النّمائية.
مبادئ ومفاهيم وقيم واخلاق مثال ص53 القناعة والحكمة والعلم والمحبّة والسّعادة والاحترام والتمسك بالقدس الشّريف نبض الحياة وسرّها، والحلم لن يصبح حقيقة إلّا بالعلم.
يجد القارئ عدد صفحات مناسبة لليافعين 79صفحة من الحجم المتوسط والخط الواضح والحجم الملائم، وصف جمال القدس وشوارعها وطرقها، المساجد والكنائس، طريق باب العمود، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، الزّخرفة والعمران والبهاء، سور القدس وأشهى أنواع الطّعام والرّائحة الطّيبة.
في ص43 الإشارة إلى أنّ المتعلّم يفهم الأمور جيّدا، ويحسن الإدارةعند الحوار مع عثمان “أريدك أن تتفرّغ لأعمالنا فأنت رجل متعلّم تعي الأمور جيّدا”
ص45 القدس القديمة لها فضائل كثيرة يصعب تعدادها،” يكفيها أنّها جنّة السماوات والأرض، وبوّابة الأرض إلى السّماء”. السّيادة للنّساءص57 لأنّهنّ يتحلين باللطف الزّائد والمحبّة للجميع،والتّضحية في سبيل الآخرين.الشّوارع الفسيحة النّظيفة، وزراعة الورود وذكر الورود ص61+62 بعدّة اتّجاهات دلالة على العطر والجمال والأناقة.
استخدام عدّة لغات بالمدينة العجيبة منها اللغات العالميّة لغة الفن والموسيقى ولغة العين والجسد. الاهتمام بالأطفال وتوفير جميع الحاجات؛ النفسيّة والاجتماعية والرّفاهيّة للمساهمة في بناء البلاد.
الارتباط بالثقافة وبالمكتبات والمسرح واقتناء الكتب والمكاتب في كل بيت. الإشارة إلى قصيدة متميّزةص68 من الشّعر ميسون بنت بحدل الّتي تدعو إلى الحريّة ونبذ البذخ.
زار ت عائلة أبو محمود المحميّات الطّبيعيّة والحدائق والملاعب والمتاحف، والتّعرف على التّراث القديم كتراث الفراعنة والإغريق والصّين والهندن وبيان جمال الطّبيعة.
تدعونا الرّواية إلى حماية الأرض والمقدّسات والبناء والتّاريخ والثّقافة.
النهاية موفقة جدا حيث النّظرة المستقبليّة بالعلم ص79
قال محمود لصديقه طارق: يجب أن نضاعف اجتهادنا في المدرسة كي نكمل تعليمنا الجامعيّ في جامعة متقدّمة، من جامعات البلاد العجيبة.
وقال عماد الزغل:
قبل الحكم على رواية الكاتب جميل السّلحوت، قفز إلى ذهني السؤال المحيّر حول أدب الأطفال: هل هناك حقًا أدب يجب أن يكتب للأطفال؟ أم أنّ الأطفال يحب أن ينهلوا من أدب الكبار تمامًا كما يأكلون من طعام الكبار، ولكن بكمّيّات تناسب عقولهم؟
نعم، لا أؤمن بأدب أطفال، الأطفال يجب أن يقرؤوا أدب الكبار، ولكن بطريقة مهذّبة تناسب أذواقهم وعقولهم، لأنّ الأطفال إذا أخذوا جرعات أدبيّة وقصصيّة فوق مستواهم فإنّ ذلك يرفع من مستوى تفكيرهم ويوسّع آفاقهم، وقد ينتبه الطفل إلى مغازٍ في القصّة قد لا يفطن إليها الكبير.
هذه القصّة ليست للأطفال، لقد ظنّ الكاتب أنّه عندما يحلّق في خياله فإنّه يكتب للأطفال، فهل كتب المعرّي للأطفال عندما كتب رسالة الغفران وحلّق في خياله إلى يوم القيامة، فرأى النّار والجنّة، وحاور الأدباء فيها؟ وهل كتب ابن شُهيد الأندلسيّ للأطفال عندما كتب التّوابع والزّوابع فطار إلى عالم الجنّ؟
ربما بدأ الكاتب القصّة وفي ذهنه أنّه سيكتب للأطفال، فجمحت به كهولته إلى أدب الكبار وعكّر الواقع صفاء ذهنه، فعاد إلى الواقع بما فيه من اقتتال مؤسف بين الميليشيات الإسلاميّة المتناحرة في الشّام وجعل الدّين سببا في المشاكل، وبثّ في القصّة فكرة العلمانية بأجلى صورها حين قال “الدين لله والوطن للجميع.” فأحال القصّة إلى محاضرة سياسيّة تلقيها سعاد الثّانية التي أصبحت واعظة وسياسيّة محنّكة.
لجأ الكاتب إلى حيلة فنيّة ليبثّ من خلالها أفكاره للشّباب، فاخترع عالمًا حالمًا، ولكنّه لم يستطع أن يحلّق فيه طويلا، وأبت شخصيّته السّياسيّة الجدليّة إلا أن يخرج من عباءة الكاتب إلى عباءة السّياسيّ الذي يلقي علينا محاضرة في الفكر الإصلاحيّ السّياسيّ لما هو عليه الوضع في العالم العربيّ اليوم.
وأحبّ أن يطعن النصوص الدينيّة والفكر العربيّ الرّجولي في مقتل، فرأى أنّ النّساء يجب أن يتصدّرن القيادة في العالم لينعم العالم بالسّعادة والبراءة، وأن يصبح الرّجال مجرّد أرباب للعمل الخشن والقذر، لامزًا بذلك النصوص الدينيّة والتّقاليد العربيّة التي تعطي الصدارة للرجل دائما، ونسي أنّ الصّدارة في الدول المتقدّمة اليوم هي للرجل. نعم، هكذا خلق الله الدنيا، القيادة للرجل والمرأة تابعة له.
جسّد الكاتب في روايته المقولة الشّهيرة في علم النفس أنّ الأحلام وليدة الحرمان، وأنّها تجسيد لما يتمنّاه الإنسان، وهذا صحيح، فالأسير يحلم بالحريّة، ومحمود يحلم بما كان يراه في الأسواق، وكذلك كلّ شخوص القصّة.
نجح الكاتب في جعل المسجد الأقصى مكانا للعروج إلى العالم الآخر، وهي فكرة مستوحاة من رحلة المعراج، لكنّه جعلها معراجا لعالم ماديّ آخر وليس عالمًا روحانيًّا تتجسّد فيه الفضائل والقيم المثلى.
فبِمَ عاد عبد المعطي من رحلته إلى العالم الآخر؟ لقد عاد بالجواهر والآلئ والمتع الماديّة، ولم يعد لا بالفضائل ولا بالقيم ولا بما يصلح حاله وعائلته. ولو أراد الكاتب إكمال القصّة على نحو واقعيّ لقتل عثمان أخاه عبد المعطي طمعا في ثروته ولاحتال الصائغ على عبد المعطي ولفسدت زينب وأخوها محمود بسبب تلك الأموال الطّائلة.
لقد كان أحرى بالكاتب أن تعرج أرواح الشخصيات نحو الفضيلة وليس الماديّات، وأن يعودوا كما عاد محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم من رحلة المعراج بالفضائل والمشاهد التي تُصلح من عالم البشر.
إنّ هذه الرّواية هي رواية الكبار، ولا بأس في أن يقرأها اليافعون، لأنّها في لغتها لم تختلف عن لغة الكاتب في معظم رواياته، فليس فيها أيّ خصوصيّة لليافعين والأطفال.
وكتبت رفيقة عثمان:
تناول الكاتب عنوانًا لرواية الفتيان، البلاد العجيبة، التي استطاع أن يُصوِّرها من خلال رحلة خياليَّة اختلقها، للنفاذ من الواقع الأليم، وخلق واقع جديد يحلم به الكاتب، وما يتمنى تحقيقه فعلًا بالواقع؛ المدينة الفاضلة لأفلاطون.
انطلقت المركبة الفضائيَّة بأبي محمود، وولديه من مدينة الإسراء والمعراج، وحلَّقت في كوكب بعيد آخر، مدينة الخيالات، ألا وهي البلاد العجيبة، وسمح الكاتب لنفسه؛ فحلَّق بخياله الجامح نحو بناء حياة أُخرى، خصالها مختلفة تمامًا عن الوجود، وبعضها لا صلة له بواقعنا العربي، في نمط الحياة الخالية من العنف، ودولة يحكمها النساء والاطفال؛ لأن الرجال يختلقون العنف والشر. مستوى الحياة فيها عالٍ جدًّا، لدرجة يرتفع فيها مستوى العمر المتوسط للأفراد. تلك المدينة بيئتها نظيفة، تخلو من الضوضاء، يغمرها العلم والاكتشافات العلميَّة. مشهورة بالثراء والرضى، والسعادة.
في هذه الرواية الخياليَّة، عبَّر الكاتب عن رغباته المكنونة في تغيير الواقع، على عكس قصصه السابقة، التي لم تنصف المرأة، والعلم، وتسلُّط الرجال. خدمت هذه الرواية جزءًا لا يُستهان به من الأفكار العصريَّة التي أراد ان يبرزها الكاتب للقارئ.
إنَّ القصص الخياليَّة تناسب أجيال ما دون السادسة من العمر، والتي يتنماها الأطفال مع أبطالها، وأحداثها التي تشدُّهم نحو المضمون، على غرار جيل اليافعين الذين تتلاءم الأحداث الواقعيَّة مع عقولهم وعواطفهم؛ التي تخضع للمنطق أكثر من الخيال؛ وفق ما تعرضه لنا نظريَّات علم النفس. أرى بأنه مأخذ على الكاتب أن يستطرد بالخيال لهذه الفئة العمريَّة.
إنَّ فكرة إغراء السيِّدة سعاد الثانية، للسيِّد أبومحمود؛ لتتزوَّجه؛ كي تنجب أبناءً أذكياء مثل أبنائه، فكرة غير مُقنعة للقارئ، طالما اختار الكاتب امرأة خياليَّة، فليكن الزوج كذلك، وإنَّ تخلي الرجل عن مبادئه من أجل الحصول على الثروة، فهي فكرة غير مقنعة أيضًا لهذا الجيل اليافع.
يبدو أنَّ الكاتب أراد أن يرمُز إلى نظرته للدّول المتقدِّمة، والمُتطوِّرة، ورجاءه منها أن تُقدِّم يد العون لأهالي القدس؛ من أجل الحفاظ على مقدَّساتها، وحجارها، وأهلها؛ للصمود فيها وحمايتها، بأي ثمن يُذكر.
لا شكَّ بأنَ الكاتب ركَّز اهتمامه على العلم وتشجيع التعليم؛ لأنَّ بالعلم وحده يرتقي الإنسان، خاصَّةً عندما ذكر بنهاية الرواية حول اللقاء مع العالم أحمد زويل، الذي حثَّ على العلم، والحصول على الشهادات العلميَّة العالية. هنا أيضًا ذكر الكاتب بأن مصدر المال للتعليم متوفِّر ممَا حصل عليه محمود من السيِّدة سعاد الثانية الشخصيَّة الخياليَّة.
حبَّذا لو كان الحصول على المال بواسطة العمل، وعرق الجبين، والعمل المتواصل، وليس عن طريق سهلة أُخرى؛ لأنَّ قيمة العمل والجني من عرق الجبين، أهم بكثير من جني المال بالراحة عن طريق عطاء الآخرين. هذه قيمة تربويَّة هامَّة نغرسها في نفوس الأبناء، وهي الاعتماد على النفس، وعدم الاتكاليَّة، كذلك القناعة بما نملك فهي قيمة تربويَّة عالية.
أرى بأنَّ المدينة الفاضلة التي ننشدها لأجيالنا، هي بناء شخصيَّة الإنسان أوَّلًا؛ لأنَّ، الإنسان هو باني الحضارات، وليس العكس هو الصحيح.
لغة الرواية سهلة وبسيطة جدَّا، اسلوبها شيِّق، وهي تناسب الأجيال ما قبل اليافعين.
وقال طارق السيد:
رواية بغلاف الجنية (تينكر بيل) قصة بيتر بان والحديث عن بلاد -نيفرلاند – للكاتب -جيمس ماثيو باري- ويظهر بالغلاف صور للفطر االذي يتقاطع مع العنوان – البلاد العجيبة – مع قصة اليس في بلاد العجائب للكاتب والعالم لويس كارول ..
الرواية للفتيان ..وادب الناشئة تحديدا مظلوم في بلادنا لقلة كاتبيه ، يبدأ الكاتب روايته بشخصية محمود ذلك الفتى الذي يطوف القدس كسائح وليس كمقيم فيها ، فالانبهار بالقدس لفتى يدرس فيها غير مبرر ، يجب ايجاد الصيغة المنطقية لانبهار الفتى بالقدس ، كما ظهرت العديد من التناقضات مثل ما ورد في صفحة 7 السطر السادس ..اشتهاء الفتية للاطعمة الكثيرة وهما لا يقدران على شرائها ولكن في نهاية الصفحة يظهر لنا الكاتب شرائهم الشواء والحلوى ، وايضا ما ورد في صفحة 32 عندما لم يخجل ابو محمود من تقبيل سعاد الثانية والتي يراها لاول مرة في حياته والاغراق في المتعة الجنسية ولكن في نهاية الصفحة خجل من ان ياكل من يدها.
الرحلة فيها التقاطع الواضح من فنتازيا الف ليلة وليلة مثل:
اولا : البساط السحري او ما يمسى بساط الريح الذي يطير بابطاله اينما ارادوا .
ثانيا : الرحلة تبدأ عندما ينام الجميع .
ثالثا : البلاد العجيبة من حيث غرابتها اشبه بعوالم الف ليلة وليلة ، بالاضافة الى عوالم زارها سيف بن ذي يزن في سيرته .
رابعا : عوالم الجن والفنتازيا الغريبة مثل المملكة التي تحكمها النساء.
اما بالنسبة لوصف المملكة فهي اشبه بالمدينة الفاضلة التي يتمنى الكاتب ان نعيش فيها وتمثل احترام الاديان والديمقراطية والعدل والمحبة واحترام الغير وجميعها قيم جميلة تعزز مفهوم المحبة والقيم لدى الفتية .
اكثر الكاتب من الحديث عن بعض الغرائز مثل تناول الطعام في كل لحظة ولست اعلم ما المبرر او الحبكة من زج تناول الطعام في النص بكثرة ، الجنس ايضا تم توظيفه بطريقة غير سليمة خاصة اذا كان الكتاب موجها للفتية او للناشئة ..وتظهر هذه الظاهرة بعلاقة ابي محمود بسعاد الثانية من خلال وصف جسدها والنوم المتكرر معها .
ابو محمود كان له نصيب الاسد من حيث غرابة الشخصية وتدرجها الدرامي والكتابي والمبرر للتغيير ..نجده بالبداية شديد التعصب لمعرفة من اين لولده بالهدايا ، ثم يتحول فجأة الى شخص كل همه التجارة والاستثمار ، هذا مثال سلبي لاب وماذا اراد الكاتب ان يقول برمزية الاب الذي اغتنى بليلة وضحاها واراد ان يشتري ما يشتري بالقدس من املاك ؟، ومن الجمل الغير لائقة ما ورد على لسان ابي محمود في قوله لسعاد زوجته -هل انا زوجك المخدوع ولديك عشيق ايضا –
دمج الكاتب بين الزمن الفنتازي والواقعي ، اعطى جمالا للعمل …بدأ العمل بالسرد وادخل الحوار في الذروة ، العمل فيه الكثير من التسلية والتشويق من حيث القراءة واثارة الجدل والترقب.
ومن طزلكرم كتبت نائلة أبو طاحون:
البلاد العجيبة دعوة للعلم والفكر
رواية “البلاد العجيبة لليافعين” للأديب المقدسي جميل السلحوت صدرت مؤخّرا عن مكتبة كل شيء في حيفا. تقع الرّواية التي صمّم غلافها وأخرجها شربل الياس في 84 صفحة من الحجم المتوسط.
الرواية وجهها الكاتب لليافعين، وهي من وحي خياله، مشوقة للقارئ لسبر أغوار أحداثها التي تدور ما بين الأرض والسّماء … بلغة سلسة سهلة ممتنعة وبتسلسل أخاذ للأحداث .
ربما حلم الكاتب بأن تعيش الكرة الأرضيّة في أمن وسلام، وبلا حروب أو فتن هو ما أوحى له بتخيّل هذه الحياة على كوكب آخر غير الأرض..تسكنه مخلوقات بشريّة .. مجتمع أنثويّ بكل معنى الكلمة، فالمرأة هي السّائدة وهي الحاكمة والمتصرفة في كلّ الأمور..ولهذا العالم قوانينه وأنظمته التي تصبّ جميعها في رفعة ورقي المجتمع وضبط سلوك أفراده.. كوكب وصل أفراده لأقصى درجات التّفوق علميّا، وسُخر كلّ هذا لما فيه منفعة البشريّة على ذلك الكوكب، ولم يستخدمه لتدميره كما نرى على الأرض..مجتمع يخلو من الفقر والجريمة..فلا حروب ولا مجازر..رخاء ما بعده رخاء، أمن وطمأنينة حريّة معتقد، فكر وتعبير ..عدا عن حرية المعتقد والدّين فلا طوائف ولا مذاهب تكون سببا في خلق النّزاعات بين البشر.
بنظري هذا العالم هو الأمثل وهو المدينة الفاضلة التي نحلم بالعيش فيها..ولقد وجّهها الكاتب للنّاشئة وللفتيان، فهم أمل الغد والمستقبل الآتي بما يحملون من أفكار وقيم؛ ليزرع فيهم تلك القيم، وليحثّهم على طلب العلم الذي هو كما قالت زينب في نهاية الرّواية على لسان العالم أحمد زويل “بأن المشاكل الاقتصادية في مصر وغيرها من الدّول جميعها لا يحلّها إلا العلم”
محمود طفل يتوجّه للمدرسة سيرا على الأقدام، لأنّه لا يملك ثمن أجرة الباص، يرقب المحلات التّجاريّة وما بها من ملابس وحلوى ..يتمنّى في أعماقه لو يحصل على لباس جديد وطعام لذيذ، لكنه لا يستطيع فحالتهم المادّيّة معدمة….ذات ليلة يستيقظ أحمد على صوت شيخ بلباس أبيض يدعوه للذّهاب معه في جولة داخل القدس، ينقاد الطفل بإرادته مسلّما أمره لذلك الشّيخ الذي تبدو الطّيبة على مُحيّاه..وما بين الصّخرة والكأس المخصّص للوضوء في باحة المسجد الأقصى تنتظره مركبة زجاجيّة على قطعة حريريّة، يركبانها وتحلّق بهما عاليا. فالقدس هي بوابتنا إلى السّماء …ويهبط على كوكب مأهول بالسّكان …غمرت الدّهشة محمود، فكلّ ما في هذا الوكب جميل ونظيف، حتى الأكل والملبس متوفّر وفي متناول اليد يقدم للمحتاجين مجّنا..يأكل ويشرب ويعود لأسرته محمّلا بالهدايا…ومن ضمنها عقدن مرصّعان بالجواهر والياقوت…نام الطفل في فراشه بعد تلك الرّحلة، واستيقظت أسرته لتجد مفاجأة عجيبة، مأكلا وملبسا دون عناء أو تعب، استفسر الوالد فأخبره محمود بأنّه من أحضرها لهم ..جنّ الوالد فما عهد ابنه لصّا…فمن أين أتى بكلّ هذا؟ وهذان العقدان الجميلان حُفر عليهما اسم زوجته وابنته، فكيف؟ ولِمّ هذين الاسمين بالذات؟ هل هي مصادفة أم ماذا؟
ذهب بالعقد إلى الصّائغ ليتحقّق من كنه العقدين، فأخبره بأنّه قطعة فريدة الصّنع باهظة الثّمن وعرض عليه مبلغا طائلا، فوافق عبد المعطي وعاد رجلا ثريّا، فالمبلغ الذي قبضه من الصّائغ كبير ..لكنّه عاد مرهقا فطلب من زوجه أن يكون في الغرفة لوحده؛ كي ينام قليلا ويرتاح من عناء التّفكير…وهناك وجد امرأة فائقة الجمال ورجلين آخرين ..عقدت لسانه المفاجأة لكنّها طمأنته بأنّها ما جاءت إلا لإسعاده، واسعاد أسرته وأنها من أرسلت لهم الهدايا وطلبت منه الزّواج بها، ومعها المأذون والشّهود ..اطمأن عبد المعطي ووافق، فما من أحد سيعلم بذلك فهي لا تُرى إلا لمن أرادت أن تكشف نفسها أمامه.
وهكذا تدور الأحداث ما بين أهل الأرض والسّماء، على ذلك الكوكب الذي تحكمه النّساء بما لديهنّ من عاطفة وحكمة وجمال . كيف ستكون الحياة على هذا الكوكب؟ وأيّ حضارة بنيت عليه؟…بكلّ براعة تحبك الأحداث بتسلسل مثير ومشوّق للوصول إلى النّهاية.
في النّهاية أحيّي الكاتب على هذا العمل الرّائع، وأبارك له إصداره الجديد ..وأتساءل إن كان هناك جزء آخر منها ففي نهايتها ما يدللّ على ذلك حين قالت زينب لأخيها: ما علينا إلا الجدّ والاجتهاد في الدّراسة، لنتعلم في واحدة من جامعات البلاد العجيبة.
وكتبت وفاء بيّاري:
الرّواية ممتعة .. مشوّقة .. هادفة .. جاءت بلغة سهلة بليغة … تحوي مفردات وعبارات جميلة .. طغى عليها طابع الخيال العلميّ الواسع الذي يحمل في أفقه رسائل متعدّدة: تربويّة، علميّة، تعليميّة، اقتصاديّة، سياسيّة، تاريخيّة، فنّيّة، بيئيّة، أخلاقيّة، معرفيّة … مرّت جميعها بسلاسة من خلال أسلوب السّرد الانسيابيّ والحوار .
في بداية الرّواية في الصّفحات 5،6 أعطى الكاتب وصفا جميلا مشوّقا للقدس القديمة ممثّلة بمساجدها، كنائسها، أسوارها، أسواقها، زخرفتها… و ذلك من خلال تجوال(محمود وصديقه طارق ) بين زقاقها، وحواريها .
تركّز الخيال في الرّواية على المقارنة غير المباشرة بين الحياة الواقعيّة البائسة لسكّان كوكب الأرض، والحياة المثاليّة لسكّان كوكب البلاد العجيبة .. حيث في الأولى ساد طابع البؤس والشّقاء، الكراهية والكذب، الجهل و التّهميش خصوصا للنّساء والأطفال، الطّغيان والظّلم، الحروب، سلب الحقوق … الخ . وكلّها أسباب لا تزال تؤدّي إلى الصّراعات والحروب المدمّرة الدّائمة … وذلك على عكس الكوكب الآخر”البلاد العجيبة” المثاليّ حيث تسوده المحبّة والقيم من أخلاق وصدق وانتماء وغيرها .. واهتمامات علميّة، ثقافيّة، ودراسات وأبحاث .. كلّها تؤدّي إلى التّغيير والتّطور الذي يقود الفرد والشّعب إلى الارتقاء بالمستوى الفكريّ العقلانيّ. وهذا الكوكب كما جاء في الرّواية تحكمه النّساء، وأعتقد هنا أنّ الكاتب أراد أن يظهر قوّة وكفاءة النّساء وقدرتهنّ التي لا يستهان بها على القيادة وادارة شؤون البلاد بعقول متفتّحة وذكء، ومحبّة وعدل وتضحية في سبيل اسعاد الآخرين، على عكس التّربيّة الذّكوريّة السّائدة بين سكّان الأرض، والتي تميّز بين الرّجل والمرأة في التّربية والحقوق والمعاملة..الخ. و خصوصا في دول العالم الثّالث .. والتّاريخ غنيّ بالأمثلة التي تبيّن قدرة المرأة على القيادة على سبيل المثال في بلادنا العربيّة…زنّوبيا ملكة تدمر، بلقيس ملكة اليمن، ملكات الفراعنة كليوبترا وغيرها .
في صفحة 9 ركّز الرّواية على مقدّساتنا الدّينيّة والتّاريخيّة في القدس من خلال ذلك الشّيخ الطّيّب ذي الثّياب البيضاء، الذي جاء محمود وطار به في مركبة زجاجيّة من ساحة المسجد الأقصى بين قبّة الصّخرة والكأس إلى البلاد العجيبة .. حيث قال الشّيخ لمحمود: ” هنا منبع الخيرات يا ولدي، فهذه بداية الدّنيا وأقرب بقاع الأرض إلى السّماء، فمن سيطر عليها فاز فوزا عظيما، لأنّها مباركة .
جاء في الرّواية وصف جميل للحياة العصريّة في كوكب البلاد العجيبة حيث الأبنية الأنيقة، الأطفال من كلا الجنسين يلعبون، يمرحون، ويرتدون ملابس نظيفة جمية وأنيقة .. نساء جميلات، حدائق غنّاء، شوارع عريضة نظيفة، خير، سعادة، سلام، محبّة ورخاء .. وتظهر هنا معالم الحضارة جرّاء التّقدّم العلميّ… حيث بدت الفوارق بين الجهل، الفقر والتّخلف على الكرة الأرضيّة، وبين التفوّق العلميّ الذي هو سبب الخيرات من جهة أخرى في البلاد العجيبة، وجاء في الرّواية وصف جميل لبعض المشاهد في البلاد العجيبة، مثل وصف الحمّام العصريّ الذي يخرج منه حوض الأستحمام والمغسلة بكبسة زرّ كهربائيّة .. والذي شاهده عبد المعطي صفحة 44 و كذلك ابنته زينب صفحة 96 ، حيث تذكّرت استحمامها في “لجن” من الحديد الصّدىء الذي يصدر صريرا مزعجا ……. الخ.
وممّا يلفت الانتباه في الرّواية هو عدم تقبّل عبد المعطي للتّغيير من خلال التّطوّر الذي رآه في البلاد العجيبة، ورغبته في الرجوع إلى بساطة العيش ببيته الفقير في الكرة الأرضيّة، وذلك كما جاء في الرّواية من خلال قصيدة ميسون بنت بحدل:
لبيت تخفق الأرياح فيه *** أحبّ إليّ من قصر منيف … الخ .
وجاء غي الرّواية صورة نموذجيّة مشرقة للمساواة والتّعاون والمحبّة واظهار دور العاطفة بين الأزواج في صفحة 82 .
سلّط الكاتب الضّوء على ضرورة الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها من التلوّث في صفحة 85 .
ويظهر في الرّواية الاهتمام الكبير بالجانب الثقافيّ العلميّ والتّاريخي من خلال زيارة محمود وشقيقته زينب ووالدهم بمرافقة زوجته سعاد الثّانية للعديد من الأماكن العلميّة والثّقافيّة والعمرانيّة مثل: المكتبات، المتاحف، المحميّات الطّبيعيّة في صفحة 96 و 97، وقصر الثقافة وما يحويه من مسارح وقاعات للمحاضرات، والموسيقى والعزف والرّقص صفحة 88.
الرّواية غنيّة بالمعارف العلميّة والثّقافيّة مثل: الحديث عن حضارات بلاد العرب القديمة، كحضارة الفراعنة، وحضارة ما بين النهرين، تاريخ القدس …في صفحة 97 و 98 .
في صفحة 74 ورد من خلال الحوار حديث عن حقوق المرأة، حرّيّة الرأي، حرّيّة العبادة، واحترام حرّيّة المعتقد للآخر، وعن التّعدّديّة في الأديان، العرق، اللون، و تقبّل الآخر، وبالتّالي ضرورة التمسّك بالوحدة رغم الاختلاف، لما لذلك من انعكاسات ايجابيّة تعود بالنّفع على الجميع، وتحقّق الرّخاء والسّعادة والسّلام.
اظهار روح الانتماء وضرورة التمسّك بالأرض التّاريخيّة المقدّسة، وذلك من خلال اصرار عبد المعطي بعد حصوله على كنوز ثمينة من البلاد العجيبة على شراء أرض مطّلة على القدس القديمة، وتفكير أخيه عثمان بافتتاح شركة عقارات لشراء أراضي في القدس، ومحيطها للبناء عليه لتعزيز الوجود العربيّ في العاصمة الفلسطينيّة “فمن يعيش بالقدس القديمة أو يطلّ عليها سيعيش في سعادة غامرة دائمة، فالمدينة مهدّدة بناسها، مقدساتها وتاريخها وثقافتها وطابعها العمرانيّ” كما جاء في صفحة 109 .
في نهاية الرّواية عاد التّركيز مرّة أخرى على ضرورة الاهتمام والتّمسك بالعلم الذي هو الحلّ الأمثل للعديد من المشاكل على جميع الأصعدة السياسيّة، الأقصاديّة، الأجتماعيّة … وغيرها، حيث بالعلم يتمكّن المرء من تحقيق كلّ ما يصبو إليه من طموحات وأهداف منشودة تعود عليه وعلى المجتمعات بالخير والرّخاء والمحبّة والسّلام وهكذا تتطوّر الشّعوب والدّول.
وكتب فاكر العزّة:
بدأت قراءة الرّواية وانا أسأل في داخلي ما هي البلاد العجيبة؟ كانت البداية عند دخول عبد المعطي وابنه محمود أسواق القدس القديمة، حيث أنّ لكلّ سوق من هذه الأسواق طابعه الخاصّ، فحينما تدخل القدس تتدفّق أحاسيس من داخلك، وكأنّك تعيش في كلّ زقاق من أزقّتها حقبة تاريخيّة معيّنة، وتشعر بلذّة هذا الاحساس.
هذه الرّواية تجذب القارئ ليدخل القارئ بين سطورها، وكأنّه يشاهد فيلما سينمائيّا تسجيليّا، عبد المعطي وزوجته سعاد فقراء، وكلّ همّهما أن يتربّى أبناؤهما على العفّة والأمانة والصّدق والأخلاق الحميدة. وابنهما محمود هذا الطفل الذي كان راضيا بحياة الأهل الفقيرة، وهو مثابر على دراسته متمسّك بدينه وعفّة نفسه.
بدأت رحلته مع الشّيخ الطّيّب الذي حمله معه إلى بلاده العجيبة، وجعله في هذه البلاد يختار لنفسه ما يشاء، فأكل وشرب ولبس، ولكنّه كان يفكر بأمّه وأخته وأسرته، فحمل لهم معه الطّعام والملابس وعقدي جواهر، واحدا لأمّه والثّاني لشقيقته..
عبد المعطي برغم فقره لم يفكّر إلا بما حدث مع ابنه، وذهب إلى الصّائغ الأوّل يعرض عقدا ليعرف معدنه وقيمته، فلم تغره النّقود التي عرضت عليه، واتّفق مع الصّائغ الثّاني بعد أن علم مصدر هذا العقد الذي تميز بجماله ووصفه وثمنه المرتفع.
ويختلف الوضع الصّائغ الثّاني لاكتشاف عبد المعطي مصدر العقد المميّز، سافر الصائغ بالعقد إلى لندن. ورغم أنّ العقد لا يعود للفراعنة، إلا أنّ دار المزاد اللندنيّة باعته على أنّه يعود للملكة الفرعونيّة نفرتيتي، وهنا تؤكّد الرّواية أن ليس كل ما يقال من الغرب صادقا، وهناك وسوس الشذيطان للصّائغ بعد أن باع العقد؛ ليلتفّ على نصيب عبد المعطي، ولكنّه في النّهاية تذكّر أنّ القناعة كنز لا يفنى، والأمانة أفضل من الخيانة.
وعودة لعبد المعطي الرّجل الذي غرق بفكره وتساؤلاته، فكان الرّدّ سريعا حيث جاءه الشّيخ الطيب وابنته وشهود، وتزوّج سعاد الثانية ابنة البلاد العجيبة، وذهب معهم إلى تلك البلاد، فبهر بما فيها من جمال وعلم وتقدم وازدهار وأمن وسلام وثراء.
وسعاد الثّانية صاحبة الأخلاق الحميدة، أحبّت أسرة عبد المعطي الفقيرة، أحبّت صغيرها وكبيرها، حتى أنّها أحبّت ضرّتها الأولى، وقرّرت انتشالهم من حياة الفقر.
ذهب عبد المعطي وابنته وابنه في زيارة للبلاد العجيبة بصحبة الشّيخ الطّيّب، وهنا كانت الجمالية في الوصف حيث المكتبات مفتوحة للجميع، بكلّ علومها وتاريخها، وكذلك المتاحف التي تحوي مالم تره عين من كنوز وحضارات.
والمحميّات الطبيعيّة التي يوجد بها من مخلوقات الله غير الموجودة في الكرة الأرضيّة، ولكن التّركيز كان على هذا الحيوان المفترس الذي ابتلع فيلا ضخما دفعة واحدة، لكنّه لا يضرّ البشر ولا يصطاد إلا ليأكل فقط.
وتعليقا على ما قاله عبد المعطي في جلسته مع سعاد الثّانية والأبيات الشّعرية التي قالها في سريرته، فاعتقد أنّها تغيّرت بعد جولته في البلاد العجيبة، وما رآه من عدل وأخلاق في هذه البلاد، وهذا دلالة على حنينه لماضيه وعدم تقبّله للجديد.
وهنا لا بدّ من المرور على المتعصّبين وأصحاب الأفكار الهدّامة في البلاد العجيبة، حيث تُعزل كلّ مجموعة منهم في جزيرة من جزر البلاد العجيبة، ليعيشوا حياة كريمة، ولمحاصرة شرورهم واسعاد بقيّة البشر.
تمسّك عبد المعطي في الرّواية بمدينة القدس، وتأكّد أنّ هذا المدينة المباركة، ستعود حتما لأهلها. أمّا محمود فعاد وكلّه حيوية لإتمام دراسته، وعاد لصديقه طارق ليحثّه على إكمال الدّراسة فبالعلم تنهض الأمم.
واذكر هنا ما قاله الله سبحانه وتعالى لسيّد الكون محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام (وإنّك لعلى خلق عظيم). وأمّا البلاد العجيبة ومن يحكمها من النّساء والأطفال، فنحن اليوم بحاجة إلى الأمّ التي تربّي الأطفال، وتبني أسس الأخلاق، فالمسؤول الأوّل في التّربية هو الأمّ التي” اذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق.”
الرّواية التي لا ينقصها عنصر التّشويق، من أجمل ما قرأت منذ زمن طويل، وتشكّل اضافة نوعيّة للمكتبة الفلسطينيّة والعربيّة.
وشارك في النقاش عدد من الحضور منهم: محمد عمر يوسف القراعين، سارة عبد النبي وحسن أبو خضير.