ديوان نزف التراب في اليوم السابع
القدس: 5 نيسان –ابريل- 2012 من جميل السلحوت-ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ، ديوان “نزف التراب” للشاعر بكر زواهرة الصادر في نهاية كانون الثاني-يناير- 2012عن دار الجندي للنشر والتوزيع، وهو باكورة أعماله الشعرية التي تصدر في ديوان.بدأ النقاش جميل السلحوت فقال: بكر زواهرة شاعر فلسطيني في الثلاثينات من عمره، ولد في عرب التعامرة قضاء بيت لحم ويقيم في بيت صفافا في القدس، والقارئ لقصائد الديوان -الذي قسّمه صاحبه الى بابين، باب للقصائد الوطنية والثاني للغزل، سيجد أن الشاعر لجأ الى الشعر العمودي المقفى، بشكل واضح، وأجاد فيه أكثر من إجادته في الشعر الحرّ، وإن كانت الصور الشعرية في القصائد العمودية بحاجة الى عناية أكثر، فإن ضعفها واضح في قصائد الشعر الحر، بل إن بعضها جاء كتقرير اخباري مثل قصيدة”جدار العنكبوت” التي يصف فيها جدار التوسع الاحتلالي. وقراءة متمعنة للقصائد تشي بأن بكر زواهره يتمتع بموهبة الشعر، لكنه لم يصقل هذه التجربة من خلال الاطلاع بما يكفي على الشعر العربي القديم والحديث. حتى أنه يبدو ناظما أكثر منه شاعرا في بعض القصائد مثل قصيدته الساخرة “المحامي”.أمّا بالنسبة للمضمون، فواضح أن الشاعر يعيش آلام وآمال شعبه، ولا خيار له في ذلك، فهو ابن هذا الشعب الصابر المجاهد، ولذا فإن تعلقه بالقدس وما تمثله في الوجدان الفلسطيني والعربي واضح للعيان، وقصائده في القدس لا تَصَنُّع فيها، وهذا نتاج عاطفته الصادقة تجاه جوهرة المدائن، وكذا بقية قصائده الوطنية وإن كانت أقل جودة من مثيلاتها عن القدس.وقال رفعت زيتون:
أبدأ مداخلتي من صفحة رقم 70 في ديوان الشّاعر بكر زواهرةوتحديدًا عند بيت الشّعر الوارد في قصيدته والذي يقول فيهولستُ أرضى بنقدٍ غير منتقدٍ …. نفسي وأثني على نقدٍ لأوزاريوأنطلق من هذا البيت في مداخلتي المختصرة، وقد وجدت هذا البيت منفذًا مناسبًا لتمرير ما أريدُ قولهوبداية أبارك للشّاعر بكر هذا الإصدار البكر والذي وجدتُ فيه خامة جيدةًلميلاد شاعر جديد، شاعرٍ يميلُ الى الأصالةِ في نظمِ القصيد، ويعيدنا إلىزمن القصيدة الكلاسيكيّة القديمة والتي كانت بوابة النّجاحِ لكلِّ شاعرحتّى أولئك الذين ساروا في دروب الشّعر الحديث.وعودة إلى ما بدأتُ به، أقول أن شاعرنا كغيره من الشعراء الذين خاضواأولى تجارب إصداراتهم- وأنا منهم- كأنّه كان يصارع الزّمن حتّى يرى وليده هذا النّورَ، وحتّى يرى بأمّ عينه ثمرة هذا الجهد،ومن منطلق الحرصِ على قلمه الجميل كنت أودُّ لو أنّه أعطى مزيدًا من الوقتلهذا العمل، وبذل مزيدًا من الجهد واشتغل أكثر على لغته الشّعريةلتجاوز بعض كبوات الوزن، وهفوات الطّباعة، وزلّات اللغة تركيبًا ونحوًا ومنطقًا، وهذا مجرّد رأي يحتمل الخطأ والصّوابَ، قرأتُ في ديوان الشاعر بكر القصيدة الوطنية وقصيدة الغزل وبعض النّثروقد أذهلني أحيانًا قوّة المعنى والمبنى لبعض الأبيات، ولكنّي بالمقابل قرأت ما أثّر على تلك النماذج سلبًا لأكثر من سبب ومنها مثلًا :- التّكرار للمفردة أو الجملة أو المعنى في القصيدة الواحدة أو في مجموعة قصائد ومثال ذلك جملة ( يا قدسُ ) التي تكرّرت في أكثرمن قصيدة أكثر من مرّة، وكلمة الشّعر في قصيدته الثانية، وغيرها.- خلل أو كسر الوزن: في جملة ( من قبل أن يحشر الواحد الصمدُ ص23 ) عند مستفعلن الثانيةوالقصيدة على بحر البسيط.وفي ذات القصيدة في جملة ( بغداد لا بل عليها الجوّ يترصّد) كسر واضح في فعلن الثانية وهي على البسيط.وفي جملة ( لا تعجبي من ذا إلا فلتعجبي ص42) وأظنّه خطأ طباعيّ أدّى إلى كسر الوزن، ولو كان ( لا تعجبي من ذا ألا فلتعجبي) لاستقام الوزن والقصيدة على بحر الكامل.ويتكرّر ذلك في ذات الصفحة في أكثر من موضع.وهناك هنات في بعض الدلالات التي اضطر لها الشاعر لضبط الوزنومنها كلمة الوسامة ص34 وحسب سياق الجملة أراد بها الوساموكلمة مكاتبًا وهي جمع مكتب وسياق الجملة يقود إلى الكتب، وليس المكاتبوجمع شاعرنا كلمة ترب على أتراب والأتراب هم الصديقات اللواتي يكنّقريبات سنًّا، واستخدام كلمة الفرسان للدلالة على الفرس كذلك.
هذا بعض ما جعلني أقول في بداية مداخلتي أن مزيدًا من الاشتغال على اللغةوكذلك التّدقيق العروضي كان سوف يخدم الدّيوان أكثر للخروج بحلّة أجملوكذلك لاحتواء الدّيوان على الكثير من مواطن الجمال والقوّة، ولأنّ أيّ خدشٍفي وجه العروس حتمًا سيكون ظاهرًا جليًا وسوف يؤثر على جمالها العام.وتحدث ابراهيم جوهر وأشاد بموهبة الشاعر، لكنه اعتبره متسرعا في نشر ديوانه.أمّا سمير الجندي فقدتنبأ بمستقبل شعري لبكر زواهرة.