الله يرحمه…..لروحه السلام….. God bless his soulبغضّ النّظر عن الإيمان أو الكفر أو الإلحاد، فهذه قضايا تبقى بين الإنسان وربّه، وبغضّ النّظر عن اختلاف الدّيانات واختلاف أتباعها، سواء كانت ديانات سماويّة أو وضعيّة أو وثنيّة، فكلّ واحد مقتنع بما يؤمن به، وإذا كان اختلاف الدّيانات يدخل ضمن “صراع الحضارات” بين الأمم، فإنّني لا أرى مبرّرا لبعض “المثقّفين” العرب، عندما ينعون قريبا أو يعزّون بوفاة صديق أن يكتبوا
May his soul rest in peace وترجمتها الحرفيّة إلى العربيّة”لروحه السّلام”! والبعض الآخر يكتب God bless his soulوترجمتها إلى العربيّة “الله يرحمه”.
فهل لو كتبوها بالعربيّة “الله يرحمه” سينتقص ذلك من ثقافتهم، أو من “إلحادهم” إن كانوا ملحدين؟ وهل هذا انسلاخ عن ثقافة أمّتهم وشعوبهم أم هو رُقيّ وحضارة؟ وكم مرّة شاهد أو قرأ أحدهم ناطقين بالإنجليزية ينعون أمواتهم أو يعزّون بميّت وكتبوا “الله يرحمه” حسب الثّقافة العربيّة الإسلاميّة، وحسب ثقافة المسيحيّة عند المسيحيّين الشّرقيّين؟
وقد قرأت لمثقّفين عرب آلاف الكتب وعشرات آلاف المقالات، عندما يذكر الواحد منهم والده أو جدّه أو أيّ شخص آخر متوفّى فإنّه يتبعها بـ -رحمه الله-، مع أنّ قد يكون وُلد وعاش ومات ولم يسمع به أحد، بينما عندما يذكر اسم نبيّ أو رسول، لا يتبعها بالمتعارف عليه وهو -صلّى الله عليه وسلّم-، فيكتب الإسم بشكل عاديّ وكأنّ الرّسول أو النّبيّ أحد زملائه أو أحد الأشخاص العاديّين الأحياء! فهل لو كتب خلف اسم أحد الرّسل أو الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- سينتقص هذا من إبداعه أو من معتقداته بغضّ النّظر عن ماهيّتها؟
ويتساءل البعض كثيرا عن دور المثقّفين، وهو دور عظيم لسنا في مجال الحديث عنه في هذه العجالة، وتأثيرهم كبير جدّا إذا لم يخونوا ثقافتهم، فهل من ضمن مهمّاتهم الثّقافيّة أن يعادوا أو يقفوا في الصّفّ المعاكس لثقافة شعوبهم وأمّتهم؟ والحديث يطول.
3 -فبراير 2022