في هذا اليوم الأسود الإثنين 22-7-2019 ارتكب المحتلون مجزرة في واد الحمّص في قرية صورباهر المقدسيّة، وتمثّلت هذه الجريمة بهدم وتفجير مئة شقّة دفعة واحدة، ويترتّب على هذا تشريد أكثر من سبعمائة فلسطينيّ وتركهم في العراء. وهذه الجريمة التي تندرج تحت ارهاب الدّولة وجرائم بحقّ الانسانيّة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالمحتلون هدموا منذ احتلال عام 1967 أكثر من خمسة وعشرين ألف بيت فلسطيني، وهذا يعني أنّهم هدموا مدينة بكاملها، لكنّ عمليّات الهدم تتركّز في مدينة القدس العربيّة المحتلّة منذ اعتراف الإدارة الأمريكيّة في 6 ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعد أن تمادت الإدارة الأمريكيّة بعدم اعتبار الأراضي العربية المحتلة أراضي محتلة بل متنازع عليها، وأطلقت فيها يد الإستيطان الإسرائيلي لفرض وقائع على الأرض ستمنع إقامة الدّولة الفلسطينيّة، ويأتي الطغيان الاحتلالي متزامنا مع التّطبيع العربيّ الرّسمي مع دولة الاحتلال، ففي العام 2018 هدم المحتلون في القدس وحدها 68 بيتا و178 منشأة، وتركزت عمليات الهدم داخل أحياء مدينة القدس حسب التّقسيمات الإداريّة للمحتلين وقد بلغت 146 بيتا ومنشأة، أمّا خارج أحياء مدينة القدس فبلغت 100 بيت ومنشأة.
ولن تتوقّف اسرائيل عن العربدة في الأراضي الفلسطينيّة ما دامت أمريكا تعتبر اسرائيل دولة بريئة، لا ترتكب الأخطاء حسب تصريح المبعوث الأمريكي غرينبلات، وما دام العربان يقدّمون لها التّنازلات تلو التّنازلات المجّانيّة، لكسب رضا أمريكا واسرائيل.
واسرائيل “البريئة” التي لا تحترم القانون الدّولي، وقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، ولا تحترم لوائح حقوق الانسان، تمارس التّطهير العرقيّ من خلال هدم البيوت، ومن خلال التّطبيق الصّامت لما يسمّى “فصعة القرن”، تزداد تغوّلا يوما بعد يوم، ففي الوقت الذي تستبيح فيه الأراضي العربيّة المحتلّة، وتقوم بتشييد مستوطنات جديدة، تقوم بهدم بيوت الفلسطينيّين وتنفّذ عمليّة طرد جماعي”ترانسفير” بصمت.
وما جرى اليوم في واد الحمّص في صورباهر يتطلّب حراكا دبلوماسيّا سريعا، يتمثّل بطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدّولي؛ لتوفير حماية دوليّة للشّعب الفلسطيني، حتّى يتمكن من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشّريف بعد كنس الاحتلال وخلفاته كافّة.
أمّا الأنظمة العربيّة الرّسميّة المتهافتة على التّطبيع مع دولة الاحتلال، والاستسلام المجّانيّ للإدارة الأمريكيّة، فمصيرهم مزابل التّاريخ تماما مثلما هو مصير الاحتلال الحتميّ مهما طال الزّمن.
22-7-2019