يجف مداد القلم، وتتحجر الأصابع أمام عظمة أبنائنا الشهداء مع وقف التنفيذ، وإذا كان شهداؤنا خير من أنجبت ماجداتنا، فإن أسرى الحرية خير وخيار الأحياء منا، وثلاثة آلاف منهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية مطالبين بحقهم الإنساني في أبسط سبل الحياة، وبعضهم في أسبوعه الحادي عشر من الإضراب عن الطعام، ونصفهم مضربون منذ 17 نيسان الماضي، وشعارهم الحياة الكريمة أو الشهادة، وهل هناك من هو أحق بالعيش بكرامة ممن ضحوا بحريتهم دفاعا عن كرامة شعبهم ووطنهم وأمتهم؟والاحتلال الذي يناور ويراوغ لكسر شوكة الأسرى البواسل، لا يرعوي لقوانين جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، ولا للوائح حقوق الانسان، ولا للقانون الدولي، ولا لقرارات الشرعية الدولية، ولا يقيم وزنا لحياة وكرامة”الأغيار”، ولا يجد من يردعه عن حماقاته في تعامله مع أسرى الحرية البواسل، لأنه كما قالت رئيسة وزرائه الراحلة جولدة مائير”العربي الطيب هو العربي الميت”، فهل سيترك الرأي العام العالمي قضية الأسرى العرب في سجون الاحتلال، حتى يرتقوا سُلّم المجد شهداء أحياء عند ربّهم يرزقون؟ وهل فكر السياسيون والمنظرون بالأسباب التي تدفع آلاف الشباب الى خوض معركة الأمعاء الخاوية المفتوحة حتى تحقيق مطالبهم أو الشهادة؟ فنحن أمّة كما قال شاعرنا”نحن لا نعشق الموت ولكننا ندفع الموت عن أرضنا” وكما قال عظيمنا درويش”على هذه الأرض ما يستحق الحياة” إذا فأسرانا البواسل يخوضون معركتهم طلبا للحياة الكريمة، لكنهم محجوزون في زنازين جعلت الموت أمنية للخلاص من عذاباتهم التي لا تطاق.ومن حق شعبنا أن يتساءل عاتبا على جامعتنا العربية، والمؤتمر الاسلامي ومنظمات حقوق الانسان: ألا تستحق حياة خمسة آلاف أسير فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال طلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لاتخاذ قرار يلزم اسرائيل بالإستجابة لطلبات الأسرى العادلة؟ وإنقاذ حياتهم من موت محقق ينتظرهم؟ وأليس من حق الأسرى أن يُسمح لذويهم بزيارتهم؟ وأليس من حق الأسرى المعزولين انفراديا في زنازين ضيقة كالقبور –ومنهم من قضى فيها أكثر من عشر سنين- أن يعيشوا مع زملائهم الآخرين في أقسام السجون؟ وأليس من حق أسرانا أن يعاملوا كأسرى حرب؟13-5-2012