جريمة احراق الطّيّار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت على أيدي “داعش” تفوق التّصور، ولا يقبلها دين أو عقل أو منطق، وتضع أسئلة كثيرة حول “داعش” وكلّ تنظيمات القتل والارهاب. وقد ارتكبت داعش التي تزعم أنّها تقيم دولة الخلافة الاسلاميّة مخالفة شرعيّة كبرى، “عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرَةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها) ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: (من حرّق هذه ) قلنا نحن، قال: (إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح”
“ولا يجوز قتل الأسير في الاسلام بأيّ شكل من الأشكال، بل إن الإسلام يوجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية ، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم ، وتصون إنسانيتهم ، ويعتبر القرآن الأسير من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية، مثل المسكين واليتيم في المجتمع، يقول تعالى في وصف الأبرار المرضيّين من عباده ، المستحقين لدخول جنته ، والفوز بمرضاته ومثوبته ، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينا وَيَتِيما وَأَسِيرا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورا، إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْما عَبُوسا قَمْطَرِيرا) وحلّ مشكلة الأسرى في الاسلام إمّا بالعفو عنهم واطلاق سراحهم، أو مبادلتهم بأسرى عند الطرف الآخر.
وإذا كانت داعش تريد تحقيق الصّدمة والترويع بفعلتها الشنيعة هذه، كما تفعل بعض الجيوش الوحشيّة، فإن هكذا أعمال تؤتي نتائج معكوسة تماما، سيكون مردودها ضرورة الحشد للقضاء على هذا التفكير الوحشي، ومبرّرات داعش في قتل الطّيار الكساسبة مرفوضة كلّها، تماما مثلما هي مرفوضة عمليّة قتل الصحفيين اليابانيّين وغيرهما بقطع الرّؤوس، فهل هكذا جرائم
ستقيم دولة اسلاميّة؟ وهل دولة الاسلام تقوم على قطع الرؤوس وحرق البشر؟ فاذا انطلقوا من منطلقات دينيّة في جرائمهم، فهذا سبب كاف لتجنيد العالم جميعه لمحاربة الاسلام والمسلمين.
وهكذا جرائم تدعو من جديد الدّول التي تدعم داعش وأخواتها، وتموّلها وتسلحها وتدرّبها، وتروّج لها اعلاميا إلى إعادة النظر في سياساتها، وهي بشكل وآخر مشاركة في مثل هذه الجرائم التي ستنقلب عليها لاحقا.
3-2-2015
سلم قلمك
وسلم هذا الفكر النيّر
وهؤلاء المتأسلمون ما هم إلا ما علق بالذهب من خبث وهو ركاز
الدول الداعمة يا شيخ لا عين رأت ولا أذن سمعت تعرف تماما ما يفعله الدواعش وتغرش ، وإن أدانت فهذا استهلاك إعلامي ليس إلا، فالدواعش أدوات للإرهاب العالمي
ما قلت هو الحق بعينه داعش لن تحصد هي ومن يدعمها إلا على الدمار والقريب إن شاء الله فحرمة الإنسان عند الله كبيرة فما بالكم وهذا الإنسان مسلم موحد بالله لم يقتف ذنبا سوى أن القدر وضعه في طريق هؤلاء القَتَلة والمجرمون الذين لا دين لهم ولا أعراف ويتجردون من أبسط مقومات الإنسانية — وحسبنا ونعم الوكيل — نفوض أمورنا إلى الله فيهم إنَّ الله بصير بالعباد ونسأله تعالى أن يتقبل الشاب الكساسبة في زمرة الشهداء مع النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام ونسأله تعالى لأهله الصبر عل مصابهم الأليم
سلمت وسلم قلمك استاذ جميل…