ج
قبل بضعة أيّام طرق باب بيتي ثلاثة من “الدّعاة” يريديون تذكيري بالاسلام والعمل به كما قالوا! استمعت لأحدهم وقطعت حديثه متسائلا: حسب رأيكم لماذا هذه الحملة على الاسلام والمسلمين؟ ومن يسيء لهما؟ وأجبت على تساؤلاتي بسؤال هو: ألا تلاحظون أنّ أعمال وتصرّفات ومسلكيات “المتأسلمين الجدد” هي التي تعطي صورة سوداء للاسلام في عيون الشّباب المسلم، وعيون غير المسلمين؟ وواصلت حديثي حول حركات الاسلام السّياسي، ونشاطاتها وأدبيّاتها وتصرّفاتها كلّها…وتساءلت أمامهم: ألا تلاحظون أنّ المسلمين لا يواكبون العصر ويعيشون زمنا غير زمانهم؟ ومع أنّ الاسلام يحثّ على طلب العلم فهل تساءلنا عن مدى مساهمة المسلمين في العلوم والابتكارات الحديثة؟ وما هي أسباب ذلك؟ وقلت لهم أيضا بأن ينتبهوا إلى أن أئمّة الشّيعه أفقه وأعلم من أئمّة أهل السّنّة والسبب أنّ أئمّة الشّيعة يؤمنون بالاجتهاد واستعمال العقل، ولا يأخذون عن ميّت بل يسترشدون برأيه، وأن لا مقدّس إلّا القرآن والسّنّة الصّحيحة، وما تبقّى هو آراء بشر يخطئون ويصيبون، وهناك خرافات كثيرة موجودة في كتب الأقدمين مثل ذلك الذي كتب بأن الكرة الأرضية تقف على قرن ثور، واذا ما حرّك الثّور رأسه تحصل الزلازل والبراكين، فلماذا لا يتمّ التّحرّر من هذه الخرافات؟ ولماذا لا يجتهد مسلمو هذا العصر؟ ولماذا لا يعملون لدنياهم ويركّزون على الآخرة فقط، حتى أنّ الخطب الدّينيّة في غالبيتها تهديد ووعيد بعذاب النّار في الآخرة وكأنّ الله لم يخلق النّار إلا لحرق المسلمين فيها، ويتناسون الحديث الشريف: “اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا” و”إذا قامت السّاعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”، وتساءلت عن فتاوي مشايخ هذا العصر التي تتمحور في غالبيتها حول النّصف السّفليّ من المرأة! بحيث تظهر المرأة وكأنها شيطان شرّير مع أنّها الأمّ والأخت والزّوجة والابنة والصديقة، بل هي نصف المجتمع.
ثمّ انتقلت الى الحديث عن “المتأسلمين الجدد” قاطعي الرؤوس البشريّة باسم الله وباسم الاسلام والمسلمين! ومعاداتهم لغير المسلمين، بل وللمسلمين الذين لا يوافقونهم الرّأي! وعندما يرفعون “راية الجهاد” فضدّ من؟ ولمصلحة من؟ فهل تدمير سوريا والعراق ومصر وليبيا ولبنان وغيرها وقتل شعوبها واغتيال جيوشها وتخريب أمنها يخدم الاسلام والمسلمين؟
وتساءلت عن مسألة تكفير الشّيعة! فاذا كان الشّيعة كفارا فلماذا أقرّتهم دولة الخلافة؟ ولماذا كانت تسمح لهم بالحجّ ودخول مكّة والمدينة؟ وعداؤهم يخدم من؟ ولمصلحة من؟ وكذلك استهداف المسيحيين واليزيديّين والصابئة وغيرهم؟ فقتلهم وسبي نسائهم وهدم دور عبادتهم يخدم من؟ ولمصلحة من؟ ولماذا؟ وكيف؟ وعمل تفجيرات في دول أخرى إلى ماذا يهدف؟ ولمصلحة من؟ ولمصلحة من استعداء الشعوب والدّول الأخرى؟ وأسر الصحفيين الأجانب وقطع رؤوسهم لمصلحة من؟ وهل هذا هو الاسلام؟ ولهذا ولغيره كثير هل يجوز لنا أن نتساءل عن سبب العداء للاسلام والمسلمين؟
2-2-2015