تزداد الانتهاكات الاسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى يوما بعد يوم، ولن يكون اجتياح قوات الاحتلال لباحات وساحات المسجد العظيم والاعتداء على المصلين يوم أمس الأول، وتدنيس المصحف الشريف قبل بضعة أيام الأخيرة تماما مثلما هي ليست الأولى، فالأطماع الاسرائيلية في المسجد ليست خافية على أحد، فالمتطرفون اليهود يقتحمونه ويدنسونه تحت حراسة الأمن الاسرائيلي بشكل شبه يومي. والحفريات تحت أساساته وفي محيطه لم تتوقف يوما منذ وقوعه في الأسر في حرب حزيران 1967 العدوانية، كما تمّ الاستيلاء على حائطه الغربي-حائط البراق منذ ذلك التاريخ، وتمت إحاطته بسوار من الكنس والمعابد اليهودية، بل هناك من يخطط ويعمل على هدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه، ومخططات هدم الأقصى جاهزة للتنفيذ في الوقت الذي يرونه مناسبا لهم، ولم تعد هناك عندهم خطوط حمراء بالنسبة للمسجد الأقصى وبقية الأراضي الفلسطينية، وأحد أسباب ذلك أنهم لم يروا عينا حمراء من القادة العرب والمسلمين، ومن الدول صاحبة التأثير في المنطقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
ومع أن قادة اسرائيل يعون جيدا من خلال مراكز الأبحاث التي تقدم لهم التقارير، يعلمون مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، ويعلمون أنه جزء من العقيدة الاسلامية، ويعلمون أنه مقترن بالكعبة المشرفة في مكة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ويعلمون أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال، إلا أنهم وكما يبدو ونتيجة لتخاذل النظامين العربي والاسلامي الرسميين، يتجاهلون موقف الشعوب العربية والاسلامية من المسجد الأقصى ومكانته الدينية عندهم، ويتجاهلون أن أيّ مسّ بالمسجد الأقصى سيفجر حروبا دينية سيعلم مشعلوها متى يبدأونها، لكن لا يعلم إلا الله وحده متى ستنتهي، لكنها بالتأكيد ستحصد أرواح الملايين، وستطيح برؤوس قد تعتبرها اسرائيل وأمريكا”كنوزا استراتيجية لها”، ولن تقتصر على دول وشعوب المنطقة بل انها ستتعدى ذلك لتهدد السلم العالمي.
إن حماية المسجد الأقصى من الأطماع الاسرائيلية تقتضي الحراك العاجل مثل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لاتخاذ قرار يردع اسرائيل عن عدوانيتها ضد هذا المسجد قبل فوات الأوان. وتوفير الحماية لهذا المسجد قبل فوات الأوان، فهل ستلقى هذه الصرخة أذنا صاغية، أم أنها ستبقى صيحة في صحراء قاحلة؟
9-آذار-مارس- 2013