استشهاد الأسير الفلسطينيّ المحرّر جعفر عوض -22 عاما- من بيت أمّر قضاء الخليل صباح هذا اليوم يطرح قضيّة الأسرى من جديد وبقوّة، فالافراج عن هذا الأسير قبل عدّة أشهر جاء بعد أن تأكّد المحتلون أنّه موته أصبح أمرا محتوما، فخرج من الأسر إلى المستشفى، يعاني من التهابات حادة أهلكت رئتيه، ومن السّكري وغيره، ولم يتلقّ العلاج اللازم، بل إن استفحال حالته وتفاقمها جاء بناء على خطأ طبيّ في المعتقل، ولم يقدّم له العلاج اللازم.
والأسير جعفر عوض ليس الأسير الأوّل الذي يقضي نحبه كما أنّه لن يكون الأخير، فقد سبقه العشرات من الشّهداء الأسرى، بعضهم قضى نحبه تحت التعذيب، وبعضهم نتيجة للاهمال الطبّيّ المتعمّد، والظروف اللاإنسانيّة التي يعيشها أبناؤنا وإخوتنا الأسرى.
واستشهاد جعفر عوض يطرح من جديد قضيّة الأسرى في سجون الاحتلال، خصوصا المرضى منهم، حيث تفيد تقارير هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير عن وجود 600 حالة مرضية صعبة بين الأسرى، منهم 150 أسيرا يعانون أمراضا مزمنة وقاتلة كمرضى السّرطان، وهذا يتطلّب استنهاض منظمّات حقوق الانسان والصّليب الأحمر الدّولي لتقديم العلاج اللازم لهم بسرعة فائقة، كما يتطلّب ضرورة العمل الجادّ على تحرير الأسرى، الذين يتجاوز عددهم الستّة آلاف أسير، بينهم أطفال ونساء، ومنهم من أمضى أكثر من ثلاثين عاما داخل السّجون، وتكاد قضيّة الأسرى تمسّ كلّ العائلات الفلسطينية، فمنذ احتلال عام 1967 اعتقل المحتلون أكثر من 800 ألف فلسطيني من أبناء الأراضي المحتلة.
إن معاناة الأسرى والعمل على تحريرهم تتطلب حراكا سياسيّا على المستوى العالميّ، بل إنّ السلطة الفلسطينية والجامعة العربيّة مطالبة بطرح قضيّة الأسرى على مجلس الأمن الدّولي، وجمعيات حقوق الانسان العالميّة، لالزام اسرائيل بتحريرهم أو على الأقلّ التعامل معهم كأسرى حرب، فهم مناضلون من أجل التّحرر والاستقلال، والاحتلال هو الذي يمارس ارهاب الدّولة.
10-4-2015
وضعت يدك على الجرح كاتبنا المبدع فالى متى يبقى اسرانا بعانوا بصمت يجب تكاثف الجهود لنصرتهم