طخطخة: من حقّ الجميع أن يفرحوا بمناسباتهم السّعيدة كالزّواج وغيره، لكن عليهم أن يحرصوا على أن لا تتحوّل الأفراح إلى أتراح بسبب من يطلقون الرّصاص أو المفرقعات، عدا عن إزعاج آلاف البشر ومنهم مرضى وأطفال وشيوخ. وما الفائدة من ذلك. وما الدّاعي لاستعمال مكبّرات الصّوت التي تزعج الآخرين وتحرمهم من النّوم؟
التّوجيهي: أفرح لكلّ طالبة وطالب نجحوا في الثّانويّة العامّة، لكنّني أغضب جدّا ممّن يطلقون الرّصاص والمفرقعات في هكذا مناسبة أو في غيرها، فإن لم تقع ضحايا لهكذا حماقات، فإنّها مزعجة لجميع من يسمعونها، واللافت أنّ البعض في هكذا “احتفالات”يشتري مفرقعات بمبالغ تصل إلى آلاف الدّنانير وعندما يلتحق ابنه او بنته بالجامعة يتوسّل طالبا المساعدة بدفع الرّسوم الجامعيّة.
رحم الله الأموات: نسأل الله الرّحمة للأموات كافّة، ونسأل الله الصّبر لذويهم، لكن ما الدّاعي لمكبّرات الصّوت التي تبثّ القرآن الكريم في بيوت العزاء إلى ما بعد منتصف الليل؟ فهل ذوو الميّت لم يعرفوا الله وكتابه إلّا عند موت إنسان منهم؟
ابن الحزينة: هناك مثل شعبيّ يقول:” ابن الحزينه بعلّم اولاد الجيران”، لكنّ كثيرين منّا لم يتعلّموا من أبناء الحزينات الذين قضوا نحبهم وهم يقودون الدّراجات النّاريّة. وبالتّالي هل ينطبق المثل القائل” من الحبّ ما قتل”على من يسمح لابنه أو يساعده في شراء “درّاجة ناريّة”، ولقي ابنه حتفه بسببها؟
فشخرة: أحترم كل إنسان كريم، وأحترم من يكرم ضيفه، لكنّي لا أستوعب هذه السّباقات المراثونيّة في موائد الأعراس، والتي تندرج تحت “باب الفشخرة”! لكنّها تبقي الأزواج الشّباب وخاصّة الفقراء منهم مديونين لسنوات طويلة، فلماذا هذا الإسراف في الطّعام الذي أكثرمن نصفه لا يجد من يأكله، وينتهي به الأمر في حاويات القمامة؟
ارحموا أنفسكم: نتمنّى أن تعمّ الأفراح بيوت الجميع، لكن على من يتزوّجون أن يرحموا المدعوّين؛ ليستطيعوا تلبية دعوات من يدعونهم، والرحمة المطلوبة من باب توفير الوقت حتّى يستطيع المدعوّون أن يلبّوا الدّعوات التي تأتيهم لبضعة أفراح أسبوعيّا، فالبعض يخصّص لابنه ليلة للحنّاء، واليوم الثّاني لتناول الغداء ظهرا والسّهرة ليلا، واليوم الثّالث لحضور حفل الزّفاف، ويوم آخر يخصّص للمباركة للعروسين ولوالديهم. وفي منتصف الأسبوع قد يموت شخص ممّا يستدعي حضور الجنازة، وبعدها العزاء، فكيف سيتوفّر الوقت؟ وكيف سيلبّي الدّعوة من يُدعى لأكثر من خمسة أعراس في الأسبوع الواحد؟
مستشفيات: تقوم مستشفياتنا رغم ما لها وما عليها بتقديم الخدمات الطّبّيّة لمن يرتادونها، وفيها طواقم طبّية وإدارية تسهر الليل والنّهار في سبيل راحة المريض، لكنّ المحزن والمرفوض تماما عندما يهاجم بعض ذوي المرضى المستشفى الذي يرقد فيه مريضهم، فينتهكون حرمة المستشفى ويكسرون المعدّات ويعتدون على الأطبّاء وكادر الممرضّين، ولا يمكن قبول من يبرّر ذلك بحجّة أنّ المعتدين كانوا “زعلانين وخائفين” على حياة قريبهم المريض بدلا من المطالبة بمعاقبتهم.
خطب المساجد عن التّرهيب: أستمع لخطبة الجمعة في مساجد مختلفة، وأجد قاسما مشتركا بين الخطباء حيث تكون لهجتهم وكأنّهم في عراك مع المصلّين، وهم يتحدّثون عن عذاب النّار في الآخرة، حتّى يحسب من يستمع إليهم أنّ الله يعدّ جحيم الآخرة لتعذيب المسلمين دون غيرهم، لكنّني لم أسمع خطبة واحدة عن التّرغيب بنعيم الإيمان!
11 سبتمير 2022