يحكى أن عجوزا أرملا كان يعيش في رعاية أبنائه العشرة، وبعد أن بلغ من العمر عتيا تزوج من أرملة شابة ، وفي الليلة الأولى للزواج عاشرها معاشرة الأزواج ومات في ليلته، فدفنه القوم، وشاءت الصدف أن حملت الزوجة الشابة من زوجها العجوز الذي توفى، وبعد أسبوع من ذلك زوجها أهلها من أحد أقاربها دون أن تنقضي عدتها، وذلك لظنهم أن الزوج العجوز لم يضاجعها، وعندما وضعت حملها كان طفلا، فنُسب الى زوج أمّه الجديد الذي قام بتربيته على اعتبار أنه إبنه، وكان هذا – الوالد يقسو كثيرا على ابنه – المزعوم، حيث كان يجبره على رعاية الأغنام وسقايتها من الآبار في حر الصيف، ولما يجاوز عمره العاشرة، وإذا ما رأى منه قصورا كان ينهال عليه ضربا. وفي أحد الأيام لم يستطع الطفل أن يكمل سقاية الغنم لكبر الدلو، فانهال عليه – والده – ضربا، فصاح الولد ” يا خيّي يا بيّي ” وشاءت الصدف أن يكون إخوته العشرة من أبيه مارين بالقرب منه، فصاح أكبرهم على الرجل بأن يكف عن ضرب الطفل، وإلا فإنه سيقتله، لأنه عندما طلب النجدة من أخيه شعر بأن هذا الطفل أخوه ،وليس إبن الرجل، وتطورت بينهما الخصومة على الطفل، فهذا يقول هذا إبني، وذلك يقول هذا أخي، وذهب كل واحد منهما مع جماعة من قومه، ليتقاضيا عشائريا عند ” الزيادي ” ولما عرف مقصدهم أرسل الطفل المختلف عليه الى إبنته التي كانت ترعى الأغنام، وطلب منه أن يحضر خاروفا قِرى للضيوف، دون أن تراه إبنة القاضي الراعية، وفعل كما طلبوا منه، وبعد أن افتقدت الخاروف تقصت آثار الذي حمله حتى وصلت الى بيت والدها، حيث أخبرته عن فقدان خاروف، فسألها أمام المتخاصمين عن أوصاف اللص فقالت:
” جاري ولد هاري وبكر جارية ” وفي صباح اليوم الثاني طلب المتخاصمان من ” الزيادي ” أن يقضي بينهما فقال لهما: ” لقد قضت بينكما إبنتي مساء أمس ” فقالا لم نفهم شيئا، فقال لهما ولمن معهما، إركبوا خيولكم ” ونادى على إبنته وسألها أن تفسر ما قالته مساءا عن الذي أخذ الخروف، فقالت إنه إبن رجل هرم وامرأة شابة حيث كان يمشي على أصابع قدميه عندما تأتيه قوة الشباب التي ورثها عن والدته، وكان يمشي على كعب قدميه عندما يأتيه ضعف والده العجوز، ثم أمرها أبوها أن تردف الولد خلف أبيه، فنظرت في وجوه القوم وأخبرت والدها أن أباه ليس موجودا، فأمرها أن تردفه خلف أخيه فأركبته خلف أخيه من أبيه الذي طالب به،
وعندما عاد الوالد – المزعوم – الى زوجته أخبرته بأن زوجها العجوز الذي مات قد ضاجعها في ليلة زواجها وتوفى.. وانها خجلت أن تذكر ذلك “