اكتنزت رواية (الحصاد) للأديب جميل السلحوت بمجموعة من أسماء النباتات البرية والأماكن الجغرافية التي تعرّف القارئ على بلاده. كما اهتمت الرّواية بالسّؤال وسيلة للمعرفة ودلالة على تفتّح الطّفل المدفوع بحب الاكتشاف الباحث عن إجابات فيها المنطق والاقناع.
وقد كانت قيمة العمل في الأرض وحبها والعناية بها من أول الرّواية حتّى نهايتها قيمة تكرّرت بقصديّة التعليم والتّكرار؛ لتدفع الجيل للعناية بالأرض التي توفّر لمن يعتني بها المتعة والربح والسعادة.
يلفت الانتباه في (الحصاد) لغة السّرد الخبريّة البسيطة التي تدرج بانسيابيّة، وهي تقدّم أحداثها وشخصيّاتها وكيفيّة التّعامل مع بعض المزروعات والأطعمة وكيفيّة تصنيعها.
هذه رواية واقع أبطاله من الأطفال الذين يكتشفون الحياة بأنفسهم، فيسألون لكن بعض أسئلتهم تظلّ مرجأة إلى حين يكبرون.
ولم يغب الاحتلال عن رواية الحصاد فجنوده يمنعون المصلّين من الوصول إلى المسجد الأقصى، وجرّافاته تجرّف الأرض ومؤسّساته الاستيطانية تبني المستوطنات التي تبلع براءة القرية وأرضها واقتصادها.
إنها دعوة للحفاظ على الأرض بالعمل لأنّ الذي لا يعمل لا يأكل.
(صدرت رواية “الحصاد” عن منشورات الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل، 2014م.)