تقول حكاية شعبيّة:” كان يا ما كان في قديم العصر وسالف الزّمان رجل اشتهر بالنّصب والاحتيال، حتّى ذاع صيته بين العربان، وذات يوم قرّر أحد المتذاكين أن يتحدّى هذا المحتال، وعندما قابله قال له:
سمعت أنّ أحدا ممّن تنوي الاحتيال عليهم لم ينج من نصبك واحتيالك، وأنا أتحدّاك أن تحتال عليّ.
ضحك المحتال وقال له: لقد تركت “عدّة” النّصب “مثلومة” في البيت، ولا أملك عشرة دنانير “لتجليخها”، كي تصبح جاهزة للعمل!
ففقال المتذاكي: هذه عشرة دنانير خذها واحسم “عدّتك” وارجع لتريني كيف ستنصب عليّ.
وإذا كان الشّيء بالشّيء يقاس، ولمن ينتظرون الاعلان عن “فصعة القرن” فهل بعد اعتراف “الوسيط” الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بالسّيادة الإسرائيليّة على الجولان السّوريّة المحتلة، وإغلاق مكتب منظمة التّحرير في واشنطن، والحصار المالي للسّلطة الفلسطينيّة والأردنّ، والعمل على تصفية وكالة غوث اللاجئين، يبقى شيء للاعلان عنه وللتّفاوض عليه سوى “المشاريع الاقتصادية” في ورشة البحرين المزمع عقدها في 25-26 حزيران –يونيو- القادم لتخدير العربان، وتدفيعهم ثمن خراب ديارهم وبيع أوطانهم؟
29-5-2019