صدرت رواية “الخاصرة الرَخوة ” للأديب جميل السلحوت عام 2020م من دار النشر مكتبة “كل شئ في حيفا” وقد صمم الغلاف “شاربل الياس ”
في البداية عنوان الرواية جذبني لقراءتها، فالخاصرة: تعني جنب الانسان ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع، أي وسطه وهو المستدق فوق الوركين، حيث تعتبر من المناطق الضعيفة في جسم الانسان لأنها غير محاطة بالهيكل العظمي الذي يحمي الأعضاء الداخلية، كما أنّ لجسم الإنسان خاصرتين.
الرخو:الهش من كل شئ .
وبما أن الرواية تدور “حول المرأة “فهي خاصرة المجتمع الهشة أو الضعيفة .
من جانب آخر يحمل العنوان جانبا عسكريا، يشكل بمجمله منطقة ضعف لمنطقة ما، وهنا النساء الجانب الأضعف في المجتمع.
الرواية واقعية تخدم المجتمع من خلال طرح بعض القضايا والمشاكل التي يسردها الكاتب عن المرأة.
أسلوب الكاتب سلس بسيط، استخدم بعض المصطلحات القوية مثل غراء “أي جميلة”، يوجد أمثال شعبية ومقولات مثل ” للي مشتهي البرقوق هيّو في السوق”. الرواية كانت مشبعة بالأحاديث والنصوص القرآنية وأقوال الفقهاؤ والأئمة مثل قال تعالى:”ومن آياته ان خلق لكم……”، يذكر أسماء كتَاب ورواياتهم مثل :كافكا برواية القلعة..
أرى أنها شاملة على جميع عناصر الرواية منها : الزمان مثل عاد سامر في 6 حزيران 2006 والمكان مثل حيّ الصوانة على السفح الغربي لجبل الزيتون . وهناك شخوص رئيسية مثل جمانة وفرعية مثل صديقاتها وأخواتها…..إلخ.
تحتوي الرواية على ثلاثة أحداث رئيسية، فالحدث الرئيسي” جمانة”، أمّا الثانوي فيتحدث عن “صابرين وعاشة “.
قصة جمانة: فتاة مثقفة تدرس في جامعة القدس قسم آداب لغة عربية، جاء ذات يوم لطلبتها شاب متعلم يحمل ماجستير في أصول الفقه من جامعة الأزهر، رفضت جمانة العريس لعدة أسباب منها: أنها لا تفكر بالزواج، الخوف من الطلاق، تحتاج إلى شخص يحترم إنسانيتها، تحبه، تشعر قربه بالإطمئنان، تريد إنهاء المرحلة الجامعية لتساعد أهلها في مصاريف المنزل، الخوف من حماتها المستقبلية حيث أن سمعتها سيئة.
لكن محاولات الاقناع تنتشر في ارجاء البيت إلى أن وافقت على العرض، مؤكدة أمّها أن النساء “يتمنّعن وهن راغبات”. لم تكن هناك فترة خطوبة من أجل التعارف، لذا تتفاجأ به بعد عقد القران من تصرفات لا تليق بشخص يحمل هذه الشهادة، يبدأ بفرض سيطرته وإعطاء الأوامر والتعليمات المرتبطة بالدين مثل تحريم الروايات والقصص، والأغاني والرقص، يجبرها على ارتداء النقاب حسب أقوال ابن عثيمين:”بأن المرأة إذا خرجت من بيتها عليها أن تضع النقاب “، ثم يتم إشهار الزواج، وتعقّد ليلة الدخلة، فتقوم أمّ أسامة بالتستر على أسامة كونه أصيب بعجز جنسي مؤقت، بسبب الضغوطات المفروضة على الرجل بالدرجة الأولى والمرأة بالدرجة الثانية في هذه الليلة، ثم كلما حاولت أن تتقرب منه يفاجئها بأفكاره عن تعدد الزوجات …..وإلخ.
تسافر جمانة مع زوجها فتجد نفسها في بيت تعيس المنشأ، وأن أحلامها تبخرت. وبعد مدة تنجب طفلا في البيت، لأنه ممنوع شرعا أن يكشف عليها طبيب-حسب رأي سامة-. يقرر أسامة العودة متفاخرا بفحولته وقدرته على الإنجاب، إلا أن جمانة قررت الخروج عن صمتها، وقد طلبت الطلاق رغم علمها أنه أبغض الحلال، لكن لا بد من إنهاء هذا الزواج غير السّويّ.
القضايا المطروحة في قصة جمانة:
• النساء خلقن للزواج والانجاب فقط والتعليم ليس مهما للمرأة.
• اطلاق فتاوي شرعية من خلال التمسك باجتهادات بعض العلماء المسلمين.
• السيطرة الذكورية ولا يوجد للمرأة رأي ولا شورى.
• ظاهرة التحرش من قبل الاحتلال بأعراض المسلمين وانتهاك الحرمات.
• اعتبار المرأة ملك يمين وجارية للزوج”العبودية”.
• الجهل بجسد المرأة واستعمال العنف اثناء القيام بالعلاقة الحميمة.
• قضية تعدد الزوجات والاستهتار بمشاعر المرأة.
• صمت المرأة لما تتعرض له من إهانات وخوفها من الفضيحة.
• مفهوم الطلاق ونظرة المجتمع للفتاة المطلقة.
• مكانة المرأة في المجتمع متدنية ولا يحق لها العمل.
• التوافق بين اثنين ليس من خلال الشهادات الجامعية.
القضايا المطروحة في قصة عائشة وصابرين:
• الزواج المبكر وتأثيره على جسد المرأة.
• “غشاء البكارة “الذي يمثل شرف وعذرية الفتاة والجهل بأنواعه المختلفة. حتى أن غشاء البكارة يمكن أن يتهتك لأسباب غير إقامة العلاقة مع الرجل.
• استعمال العنف الجسدي والكلامي وإيذاء النساء.
• التشهير بأعراض النساء قال تعالى:” إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ……”سورة النور 23.
• التلاعب بعقول ومشاعر النساء من خلال الوعود بالزواج.
• الخيانة الزوجية.
• التربية الخاطئة تؤدي إلى عواقب وخيمة.
• التحدث عن ظاهرة التخنيث والشذوذ الجنسي.