صدرت رواية المطلقة لجميل السلحوت قبل أيام عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرواية في 192 صفحة من الحجم المتوسط، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصر الله.
رواية المطلقة للرّوائي الفلسطيني جميل السلحوت هي طرق على الأبواب المقفلة في التّصدي للفكر الظلامي التكفيري، واقترب من المحظور الاجتماعي في قرار المرأة ومصير خياراتها.
المطلقة هي امتداد لروايهة الخاصرة الرخوة، التى تناولت صورا من الظلم الاجتماعيّ نتيجة التخلف الاجتماعي …أبدع السلحوت في السّرد الرّوائي، وقدّم لنا شخصية البطلة جمانة بصورة جعلتنا نتضامن معها ….جمانة كانت قوية الشخصية، دافعت عن حقها في الحياة، واستطاعت بوعيها الديني الصحيح وثقافتها الاجتماعية أن تقنع أسرتها بعدالة موقفها، وكانت اختها تغريد أوّل من دافع عن موقفها، وهنا جعلتنا الرواية نطرح التساؤلات فإذا كانت جمانه لم تستوعب ظلاميّة زوجها، فما بال المجتمعات التى تحكم بالفكر الظلاميّ التكفيريّ خصوصا وأن مخرجاتة هي بمثابة سلسلة من الجرائم التى تمارس باسم الدين.
الروايه جابت مساحات واسعة من الأحداث، وتطرقت إلى أكثر من مظهر من مظاهر الخلل في الثّفافة الاجتماعية السائدة، ومنها الشعوذة والشذوذ، والتى أتوقع بأن تكون لها مساحة أكبر في الجزء الثالث، والذي أتوقّع بأن الروائي جميل السلحوت يغوص في سرد أحداثه.
رواية المطلقة جاءت بأسلوب لغوي جميل مشوّق يجذب القارىء والدقة في الوصف وخاصة في حركات أمّ أسامه الإغرائيّة.
مثلت أسرة ابو جمانه حالة من الحكمة والاتزان، وبالمقابل مثلت أسرة أبو أسامة حالة من التناقض والشتات، نتيجة لسطوة الأمّ، وانحراف مسلكها عن النسق العام للمرأة الفلسطيني.
اختار الروائي السلحوت مسرح الرواية في القدس المدينة وبعض أحيائها مبتعدا عن الأرياف والمخيمات، وكأنه أراد أن يحمّل القدس رسالة التغيير والتصدي للفكر الظلامي.
انتصرت جمانة واختارت الشريعة الإسلامية لمواصلة تعليمها العالي، لتحمي حقوقها ولتدافع من خلال الفهم الصّحيح للإسلام عن المرأة، التى داهمت كيانها الشعوذة المتدثرة بعباءة الدّين، والدين منها براء.
لجأ السلحوت إلى الاستشهاد بالآيات والأحاديث من خلال أبطال الرواية، وكأنه يطرق لسماع الجميع بأنّ المرأة إنسان كرّمه الله، ولها حقوق وافية، وتستحق الحياة الكريمة، وكأني في أرى في الرّواية صرخة مدويّة تقول: لا تقتلوا حياة النساء كما هو حال عائشة وما تعرضت له من طعن بعذريتها وشرفها بسبب الجهل.
3-9-2020