يدخل الأسير المقدسي حسام شاهين عامه الحادي عشر في الأسر، يدخله والبسمة لا تفارق محيّاه، وكأنّي به يسخر من سجانه المحتل، فهو على ثقة تامّه بأن عذاباته لن تذهب هدرا، وما هي إلّا وقود لعجلة الحرية التي ستوصل شعبه الى الحرية والاستقلال، تماما مثلما هم زملاؤه الذين يزيد عددهم عن خمسة آلاف من خيرة أبناء شعبنا، وهم جزء من حوالي ثلاثة أرباع مليون فلسطيني ذاقوا مرارة الأسر لأشهر وسنوات.
فهل قدر الانسان الفلسطيني أن يكون إمّا شهيدا، أو طريدا، أو أسيرا؟ بالتأكيد فهذا ليس قدرا ربانيا، وانما هي الخطيئة الكبرى التي ترتكب بحق شعب على مرأى ومسمع العالم جميعه.
وحسام شاهين الشخصية القيادية الكاريزمية يدرك تماما صعوبة المرحلة التي يعيشها شعبه ووطنه، لذا فهو يواظب على زيادة ثقافته من خلال مطالعته للكتب المتوفرة له خلف”الأبواب المنسيّة”، ويستخرج ما تختزنه ثقافته في مقالات تحليلية عن الوضع الراهن واستقراء المستقبل، بل انه لجأ الى كتابة الرواية الابداعية، ونجح في ذلك. وهو لا يبخل على زملائه في الأسر من خلال مشاركته لهم في مناسباتهم الخاصة والعامة، وحواراته الفكرية على مختلف الصعد.
واذا كان تغييب حسام شاهين خلف الجدران قد ترك فراغا كبيرا بين أهله وذويه ومعارفه، وزملائه في حركة الشبيبة الفتحاوية التي أسّسها وقادها، إلا أن روح حسام الحيّة والرائدة، وبسمته الدائمة لم تغب يوما عن كلّ من عرفوه. حتى يوم خطبة شقيقته سوسن قبل أيام قليلة على المناضل جهاد عبيد الذي قضى خمسا وعشرين سنة من عمره في الأسر، كانت صورة حسام الباسمة حاضرة في صدر الدّيوان، وكأنها تنوب عن حسام في استقبال الحضور، وتبارك للعروسين خطبتهما، وتتمنى لهما حياة سعيدة، وكانت روح حسام ترفرف في قاعة الخطوبة، وتزرع بذور المحبة بين الحضور، وتشكل باقة تهنئة للعروسين ولذويهما.
لقد افتقدنا حضورك الجسدي يا حسام، فقد طال الغياب، لكننا على ثقة بأن ساعة الفرج قريبة، وسنلقاك يوم زفافك عريسا نشاركك جميعنا فرحتك، تماما مثلما باركت لوالديك وشقيقتك سوسن خطبتها عندما زاروك قبل الخطبة بيوم.
27-1-2014