القدس :من جمال غوشة
ناقشت ندوة اليوم السابع الاسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة للأطفال بعنوان ” جدتي تعالي عندنا ” لفتحية طبري رسومات ماجدة حمدان ، صدرت القصة عن منشورات اوغاريت في رام الله عام 2005
بدأ النقاش موسى أبو دويح فقال :
” جدتي تعالي عندنا ” قصة قصيرة للأطفال كتبتها ” فتحية خورشيد طبري ” تتصل الطفلة بجدتها وتقول لها ” تيتا تعالي عندنا ، فلماذا كتبت العنوان ” جدتي وبدأت القصة ب” تيتا ” ؟ وما دام الهدف هو تعليم الطفل فلماذا لا نعلمه كلمة جدتي بدل كملة ” تاتا ” وتيتا ” ؟ !
وفي الصفحة الثانية تقول الطفلة ” وتجلبين ” لي هدية ؟ هكذا تخاطب الطفلة جدتها بقولها وتجلبين ، وما درت الكاتبة ان الجلب سوق الشيء من موضع الى آخر ، والجلب والاجلاب الذين يجلبون الإبل والغنم للبيع ، وهذا هو ما جاء في لسان العرب، وفي المثل : ” النفض يقطر الجلب ” أي ان اذا انفض القوم أي نفدت أزوادهم قطروا إبلهم للبيع ، فأين هذه الكلمة من ” وتحضرين لي هدية ، أو تأتين لي بهدية ” لو قالتها بدلها؟ ! وتجيب الجدة بقولها : سأجلب لك دُبّا كبيرا له خرطوم طويل ، فتصحح الطفلة جدتها بان الفيل له خرطوم ، فتوافق الجدة وتقول سأجلب لك فيلا له خرطوم وقرنان كبيران ، وتستنكر الطفلة : فيل له قرنان ؟ ! الكبش له قرنان ، وتكرر الجدة سأجلب لك كبشا له قرنان ويصيح كوكوكو . وتستنكر الطفلة أيضا بأن الكبش لا يصيح، انما الذي يصيح هو الديك ، فتوافق الجدة حفيدتها وتقول ، آه صحيح ، نسيت سأجلب ديكا يصيح ويبيض، فترد الطفلة على جدتها مستنكرة متعجبة ” ديك يضع بيضا ؟ ! الدجاجة هي التي تبيض . وهكذا في كل مرة تعطي الجدة وصفا صحيحا للهدية ووصفا خاطئا تصححه الطفلة ، حتى يصل الأمر الى أن الجدة ستجلب نفسها لحفيدتها لتقرأ لها القصص، وتحكي لها الحكايات .
هذا ولقد تكررت كلمة سأجلب لك احدى عشرة مرة ، والثانية عشرة هي قولها ” وتجلبين ” وتكررت الجملة : آه صحيح ، نسيت ، على لسان الجدة تسع مرات
أما كان بالامكان أن تستعمل الكاتبة أسلوبا آخر ، غير هذا الأسلوب الذي تظهر فيه الجدة ناسية أو مخطئة او جاهلة ، أما كان بالإمكان أن تسأل الكاتبة ، هل للدب خرطوم؟ أي الحيوانات له خرطوم ؟
وأي الحيوانات لها قرون ؟ وهكذا …….
وبعدها قال صقر السلايمة :
بصراحة هذه القصة لم تعجبني لأنها تشوه المعلومات عند الأطفال .
فمثلا هناك مكتوب في القصة سأجلب لك دبا كبيرا له خرطوم طويل , دبا له خرطوم ؟ الفيل له خرطوم , آه صحيح نسيت سأجلب لك فيلا له خرطوم وقرنان كبيران .
أعود من حيث بدأت هذا تشويه لمعلومات الأطفال وأرد بالقول لهذا لم تعجبني القصة .
ثم تحدثت هالة البكري فقالت:
جدتي تعالي عندنا ” لفتحية طبري عبارة عن حوار هاتفي بين طفلة وجدتها مع رسوم توضيحية ترافق هذا الحوار ، ضمن كتاب أطلقت عليه كاتبته ” قصة للأطفال ” لكن هذا الكتاب لا يندرج ضمن فن قصص الأطفال .
أول ما لفت انتباهي كلمة تيته فاستعنت بالمنجد والقاموس الوسيط ، لأبحث عن أصل الكلمة فلم أجد في باب التاء سوى ” تي ” وهو اسم إشارة للمفرد المؤنث، وأعتقد أن أصل الكمة تركي ، وهنا كان جديرا بالكاتبة أن تكتب ” جدتي ، بدل ” تيته “، في الصفحة الأولى أغفلت الكاتبة اسم الفتاة التي تحاور جدتها هاتفيا، وتدعوها للحضور بإشارة تعجب في نهاية الجملة الأولى ، وهل ترى الكاتبة من خلال الحوار ، هل قصدت المزاج والمداعبة ؟ أم أن الجدة قد أصبحت خرفة ؟ أم أنها تمتحن معلومات حفيدتها لتكتشف ذكاءها من خلال تلك الأحجيات الكلامية عن الحيوانات ؟ أم كانت ذلك بقصد تعلم الطفل القارئ شيئا عن أشكال الحيوانات وصفاتها ؟ أو لكي تتوصل في النهاية الى أن دور الجدة هو دور تثقيفي لقراءة القصص وقص الحكايا .
جاء الحوار في الكتاب روتينيا وعلى وتيرة واحدة ومملا ، فالفتاه تسأل وتصحح والجدة تجيب وتعرض هداياها، أمّا الرسوم فرافقت الحوار باستثناء الرسم الأخير ، وهل يعقل أن تخرج الجدة من علبة هدية ، كأنها شيء جامد يحفظ بالعلب وهذا انتقاص من قدرها ودورها ، فهي كائن موجود ومحبوب ودورها دور فاعل بالنسبة للأحفاد فهي ليست هدية تقدم في الأعياد.
في نهاية اتمنى ان تكون هناك رقابة تقيم الصالح من الطالح على ما ينشر خاصة إذا كان الامر يتعلق بالادب الموجه للاطفال .
ثم تحدث سامي الجندي فقال:
قصة جدتي تعالي عندنا قصة قصيرة للأطفال تدور خلال مكالمة هاتفية بين بطلتي القصة المجهولتين ، الطفلة الصغيرة وجدتها ، الطفلة تدعو جدتها لزيارتها فتجيبها الجدة بأنها ستفعل يوم عيد ميلادها، فتسألها الطفلة أن تحضر لها هدية، هنا تأخذ المحادثة شكل الجدل البسيط الهادف المليء بالمغالطات المقصودة من قبل الجدة .
القصة لطيفة وصالحة للأطفال الصغار ، والوان القصة ورسوماتها جميلة وتناسب مجريات القصة.
– في القصة أسلوب تعليم واختبار لذكاء الأطفال الصغار .
-القصة تفتقد لأسماء البطلتين .
ألوان قوس القزح في كل الرسومات أعطت مجالا ورونقا لخيال القارئ ، نهاية القصة فيها العبرة تتمثل في الكتاب الذي ستحضرة الجدة لحفيدتها . ( فخير جليس في الزمان كتاب )
ثم تحدث محمد موسى سويلم فقال:
مكالمة هاتفية ، بين الجدة وحفيدتها عبارة عن طريقة تعليمية تربوية تدور حول تعليم الأطفال عن الحيوانات وأصواتها وطعامها ومميزاتها ولباسها وريشها، وما يغطي اجسامها ،وهي نوع من الاختيارات الشفوية التي تتطلب نوعا من الذكاء والفطنة، كما في امتحان المستوى لصف الروضة .
الحوارات هادفة ممتعة تنم عن مداعبة لطيفة من الجدة، ومعلومات ظريفة صحيحة من الحفيدة بعيدة عن أجواء الاسئلة المباشرة، وطرحها لمعرفة مدى قدرة الأبناء والأحفاد على الإجابة الصحيحة .
اسئلة بأسلوب نفسي هزلي، وإجابة بأسلوب علمي مؤكد ولكن هناك ملحوظة هي : ” وتجلبين لي هدية ” فطفل في سن الحفيدة لايعرف تجلبين ويعرف تجيبين .
” سأجلب لك فيلا له خرطوم وقرنان كبيران ” فيل له قرنان ؟ الكبش له قرنان ” هنا على الجدة أن تُفهم حفيدتها بأن الفيل له نابان من العاج، وتشرح لها عن العاج أو كان الأحرى أن يتم استبدال الفيل كهدية بنوع آخر من الحيوانات لتحديد المفهوم دون لبس .
– عدم ترقيم الصفحات في منشورات أوغاريت هل هو من باب خالف تُعرف أم ماذا ؟ !
الحكاية تربوية هادفة ينصح بقراءتها وتعيمها على رياض الاطفال .