تستعمل وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية مصطلح ” جدار الفصل العنصري ” للدلالة على جدار التوسع الاسرائيلي ، الذي يشكل جريمة العصر بكل معايير الاجرام ، كما يمثل ارهاب الدولة .
فهل التسمية تدل على الجدار حقيقة ؟؟ ولا ادري لماذا استعملت وزارة الاعلام الفلسطينية تسمية ” جدار الفصل العنصري ” ؟؟
وللاجابة على هذا السؤال ولمعرفة دلالات التسمية ، علينا ان نصف هذا الجدار الكارثي . فهو يمتد من شمال الضفة الغربية المحتلة الى جنوبها وبطول يزيد على سبعمائة وستين كيلومتر . وهذا الجدار يقوم على قاعدة بارتفاع متر ونصف المتر ، ثم يعلوها بارتفاع ثمانية امتار اخرى من الاسمنت المسلح بالحديد .
وتسمية اسرائيل وحلفاؤها وضمن سياسة خداع الرأي العام العالمي ” بالسياج الامني ” تسمية كاذبة، فالسياج هو عبارة عن الأسلاك التي يثبتها البعض حول حديقة منزله او بستانه لمنع الحيوانات آكلة الاعشاب من دخولها . وهذه الاسلاك يسهل اختراقها من قبل البشر، ومن قبل بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط والثعالب وحتى الذئاب والاسود ويصعب اختراقها من قبل الماشية والحمير والبغال .
وفي مقاطع قصيرة جدا من الجدار الاسرائيلي وهي تلك التي تحيط بها عوامل طبيعية كالمنحدرات شديدة الانحدار، فإن الجدار يتكون من اسلاك شائكة مثبتة على زوايا حديدية على ارتفاع حوالي ثلاثة امتار ،وبينها مساحة تزيد على الثلاثة امتار معبأة بالأسلاك الشائكة المدببة بالدبابير الحديدية الحادة ، وكلها مكهربة ومربوطة الكترونيا ،ولا يستطيع اختراقها كائن من كان بما في ذلك الافاعي .
والتسمية الفلسطينية للجدار وهي ” جدار الفصل العنصري ” هي ذات دلالات مغلوطة مع ما تحمله عبارة ” الفصل العنصري ” من بشاعة ، فالعنصرية تقوم على التمايز ما بين البشر بناء على القومية او اللون او الدين .
والجدار الاسرائيلي غير قائم على اسس امنية كما تزعم اسرائيل ، وخير دليل على ذلك ان قذائف القسام على بدائيتها تعلو هذا الجدار، وتصل الى اهدافها ، ولم تستطع التكنولوجيا الاسرائيلية وسلاح الجو الاسرائيلي ، وهو اقوى سلاح جوي في المنطقة من ايقاف هذه القذائف مع وجود الجدار .
والجدار الاسرائيلي ايضا غير عنصري ، لأنه لا يفصل اليهود عن العرب الفلسطينيين، ولا يفصل التجمعات السكنية الاسرائيلية عن الفلسطينية لسبب بسيط وهو انه مقام في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة ، ويفصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض .
فعدا عن تدميره لمئات آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية المحتلة ، الا انه يقوم بتقسيم مئات التجمعات السكنية الفلسطينية ، وفصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض، وقد فرق المرء عن بنيه وزوجته واخيه وبيته الذي يؤويه ، وارضه التي يعتاش منها،وهذا بحدّ ذاته أبشع من الفصل العنصري،والهدف منه هو التوسع الاسرائيلي على حساب الاراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967 وهذا هو الهدف من بناء الجدار . ولو ان الجدار أقيم على الخط الاخضر الفاصل الحدودي ما بين اسرائيل والضفة الغربية ، لما كان هناك مشكلة .
وهناك جدار ثان وثالث لاقتطاع اراض فلسطينية اخرى في محيط المستوطنات المقامة في عمق الاراضي الفلسطينية ،والتي تُفتت وحدة هذه الاراضي وتمنع تواصلها ، وتسجن الفلسطينيين في كانتونات متباعدة وغير متواصلة لمنع اقامة الدولة الفلسطينية العتيدة .
ويكفي الجدار بأن يكون جدار توسع اسرائيلي،يقتطع أجزاء من الأراضي الفلسطينية ، ويشتت العائلات الفلسطينية للدلالة على بشاعة وعلى ضخامة الجريمة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وبحق اراضيه المحتلة . فتمزيق العائلات الفلسطينية والاملاك الفلسطينية اكبر من جرائم الفصل العنصري بكثير .