يجب عدم المرور السّريع على جرائم القتل الاجتماعيّة التي تحدث في مجتمعنا بشكل سريع، فهذه الجرائم أصبحت ظاهرة يجب التّوقف عندها، فأنْ يشترك أب وابنه بقتل ابنته التي تدرس الطبّ في تركيا ليست أمرا إنسانيّا ولا طبيعيّا ولا أمرا عاديا، وممّا يدعو للأسف أن هذه الجرائم تحدث تحت شعار “الدّفاع عن شرف العائلة”، وهذه -مع الأسف- ثقافة مجتمع، ورثها من عصور الجاهليّة الأولى، أيّ أنّ المجتمع جميعه شريك بهكذا جرائم، التي يذهب ضحيّتها نساء بريئات وقاتل قد يمضي بقيّة حياته في السّجون، فهل يتّقي رجالنا الله في بناتهم وفي أنفسهم؟ وحتى في الدّين لا يوجد ما يسمّى في شرع الله “جرائم شرف”، فللدّين حدود يعرفها الجميع، والمخوّل بتطبيقها هو الحاكم المسلم فقط.
وإمعانا في الجريمة في مجتمعنا عندما يقوم رجل وزوجته بقتل ابنه من خلال دسّ السّمّ له في طعامه، فهذه جريمة لا يقبلها عقل إنسان سويّ، فمن يقتل ابنه أو ابنته- ما لم يكن فاقدا لعقله- فهو موغل في عالم الجريمة، وبالتّأكيد فإنّه لن يتورّع عن قتل أيّ إنسان عاقل، لذا يجب تشريع قوانين رادعة لردع القتلة المجرمين، مع ضرورة شنّ حملة توعية واسعة النّطاق لتصحيح ثقافة مفهوم “الشّرف”، يشارك فيها المثقفون والصّحفيّون ورجال الدّين وعقلاء المجتمع، وتجنّد لها وسائل الإعلام أيضا.
10-2-2019