يحكى أن شاباً كان وحيد والديه يكثر من السهر خارج البيت، وعندما كان والده يسأله عن سبب تأخره كان يجيب، بأنه يسهر مع أصدقائه، ولما سأله عن عدد أصدقائه قال له بأنهم كثيرون، ويصعب عليه عدّهم، فاستغرب الوالد الأمر وقال لابنه: بأنه أمضى من عمره سبعين عاماً ونيف وخالط الكثيرين، غير أنه لم يصادق في حياته الا واحداً،كان يتردد عليه ويعرفه الابن أيضاً. فقال الابن للأب أن أصدقاءه كلهم مخلصون له أكثر من صديق والده الوحيد، وفي أحد الأيام، وبينما كان الابن يسهر عند أصدقائه، أحضر الوالد ماعزاً وذبحه، وقطعه ووضعه في كيس بعد أن لطخ احدى غرف البيت بالدماء، وعندما حضر ابنه في ساعة متأخرة من الليل، قال له الوالد: اسمع يا بني، لقد حضر قبل قليل لص يريد سرقتنا فغافلته وقتلته، وها هي جثته موضوعه في الكيس،اذهب واحضر أحد أصدقائك المخلصين، وادفناه قبل أن يبزغ الفجر وينكشف أمرنا، وبالتالي نقع في جريمة لا نستطيع تحمل عواقبها، فذهب الولد الى أصدقائه واحداً واحدا، فرفضوا المجيء معه بعد أن وبخوه ، فعاد حزيناً الى والده، ولما رأى الوالد ذلك قال لابنه : اذهب الى صديقي الوحيد وأخبره بالموضوع، واطلب منه أن يحضر لمساعدتنا في دفنه، وحضر صديق الوالد بسرعة،وحمل الكيس دون أن يعرف ما فيه، وقام بدفنه وكأن شيئاً لم يكن وبعد ذلك قال الوالد الحقيقة لولده وصديقه.