إن صحّ الخبر الذي نشره موقع صحيفة”يديعوت أحرنوت” هذا اليوم بأن بنيامين نتنياهو قد دعا القادة العسكريين لحضور اجتماع لبحث ارهاب وجرائم المستوطنين بعدما اقتحموا موقعا للجيش الاسرائيلي قرب قلقيلية، وألقوا الحجارة على قائدة وحدة”أفرايم” في الجيش الاسرائيلي، فلا بد من القول لنتنياهو “صح النوم” فيبدو أن الرجل قد صحا على ارهاب المستوطنين بعدما وصلته نيرانهم، فالمستوطنون يمارسون الارهاب في الأراضي المحتلة منذ دخلوها واستوطنوها قبل عشرات السنين، وبدعم من الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، وبالخصوص حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي لم تقبل يوما كبح جماح هؤلاء الارهابيين الذين يمارسون اعتداءاتهم يوميا وبأشكال مختلفة، وتحت حماية أذرع الأمن الاسرائيلية المختلفة، والتي لن يكون آخرها اقتحام الكنيسة المعمدانية على ضفاف نهر الأردن يوم أمس.
فقطعان المستوطنين قتلوا بدم بارد المئات من أبناء الأراضي المحتلة العزل، وأصابوا الآلاف بجراح مختلفة، وأحرقوا مساجد ودنسوا كنائس، واقتلعوا أكثر من مائة ألف شجرة زيتون في الضفة الغربية، وأحرقوا آلاف الدونمات من حقول الحبوب والأشجار المثمرة وغيرها، وسرقوا قطعان الأغنام، ونشروا الرعب في القرى والبلدات الفلسطينية بقوة السلاح، ولم يجدوا من يردعهم، ومن عوقب منهم فان العقوبة الصادرة ضده كانت مثارا للسخرية قياسا بالجرائم التي ارتكبها.
لكن الجريمة الأكبر هي مصادرة الأراضي الفلسطينية، وإقامة المستوطنات التي مزقت أحشاء الضفة الغربية، وحكومة نتنياهو لا تزال مستمرة في اصدار قرارات من أجل التسريع في البناء الاستيطاني، ورفدها بالمستوطنين لفرض واقع جغرافي وديموغرافي يحول دون الوصول الى سلام دائم يحفظ حقوق شعوب ودول المنطقة، ويحول دون تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، حتى أن حكومة نتنياهو لا تزال ترفض وقف الاستيطان من أجل العودة الى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
وما السرطان الاستيطاني المدعوم من الحكومة الاسرائيلية الا ارهاب دولة، يتكاثر ويزداد نشاطا يوما بعد يوم، حتى أن الحديث عن دولة المستوطنين في الضفة الغربية يجد قدمين يقف عليهما، لكن السؤال المطروح هو: هل سيبحث نتنياهو مع قياداته العسكرية ارهاب المستوطنين بشكل عام، أم فقط بما يتعلق باعتداءاتهم على الجيش الذي يوفر لهم الحماية؟ وهل كان نتنياهو وحكومته يعلمون باعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية؟ وهل هم يقفون وراء هذه الاعتداءات أم لا؟ واذا كانوا غير داعمين لها فلماذا لم يعملوا على ايقافها؟
13-كانون اول-ديسمبر-2011